سر صغير

16 1 0
                                    

قرر المسلحان القتال ، لم يكن الكابتن قد وصل لريدن لذا القتال كان واحدا ضد إثنين ، اخرج المسلحان سكينان حاولا إصابته لكن حركاته الدفاعية كانت تمنعهم في كل مرة ، لم يكن يتراجع أو يتعب بل كان كل هجوم عليه يزيده غضبا وقوة ، اخيرا يضرب أحدهم بضربات متتالية على بطنه بأستعمال قدمه ثم يعود ليضربه على أذنيه بكلتا يديه ليسقط على ركبتيه ، استغل المسلح الثاني انشغال ريدن بزميله ليهجم هو بسرعة عليه ، يتراجع ريدن خطوتين للخلف ثم يعود يركله في بطنه يصبح المسلح قريب جدا منه يحاول غرس السكين في صدر ريدن ينظر له ريدن وهو يمسك بمعصمه بقوة ينظر لعينيه وهو يبتسم ليغرس السكين في اسفل ذقنه لتصل حتى رأسه .
وصل الكابتن وقد رأى مافعل ريدن الذي يتجه نحو المسلح الثاني ، لايسمع صوت الكابتن وهو يطلب منه التوقف يمسك برأس الاخر يرفعه للأعلى ، لايقاومه اقترب الكابتن منه راكضا وهو يصيح :" توقف ليس عليك فعل هذا " ..  لكن ريدن لايسمع أنه ليس واعيا لما يفعل الان ، كان بالإمكان رؤية ذلك بنظراته الباهتة وعينيه الباردة ، يعصر رقبته بقوة يمسك المسلح بمعصم ريدن بكلتا يديه لكن دون جدوى يتوقف اخيرا عن الحركة والتنفس ، تصل اينجل كان ريدن مبتسما لايزال ممسكا بالرجل حتى بعد موته .
أينجل وهي تضع يدها على معصم ريدن تنظر لعينيه :" اتركه لقد انتهى الأمر الان ".
ريدن بصوت بارد لامبالي :" لقد حاول قتلك ، اخبرتك أني لن اسمح بذلك مجدداً ".
اينجل بصوت هادىء :" اعلم ... نعم ، انت لم تسمح بذلك اتركه ".
فتح يديه لتسقط الجثة على الأرض السلطات منتشرة حولهم ...
اينجل بحزم تأمره :" ريدن لاتقاوم أنهم يقومون بعملهم فقط ".
ريدن :" مجموعة خونة لن استغرق وقتا في التخلص منهم".
أينجل :" لا ريدن توقف لا مزيد من القتل ".
رفع يديه ينظر لها وقد رفعت يديها أيضا ، تخلص الكابتن من سلاحه ورفع يديه لتمسك السلطات بطاقم الكونكورد كاملا تضع كل منهم في غرفة لغرض الاستجواب بأستثناء ريدن فهو متهم بقضية قتل لذلك أخذ للسجن مباشرة حتى إنتهاء التحقيق .
مرت ساعة ... الجميع قلق ومتوتر لايعرفون ماحصل ليأتي محقق لغرض استجوابهم ، كان رجلا يدعى ريو في الاربعين من العمر له شعر قصير اسود وعيون سوداء مجرورة قليلا بدين قصير هادىء الملامح ودود المظهر وهاتان صفتان لاتراهما في محقق بالعادة ، ليبدأ بأستجواب الكابتن ...
ريو يسأل الكابتن :" هل انت كابتن الكونكورد ؟".
الكابتن :"نعم ".
ريو يسأل مجددا :" هل لك أن تعد افراد طاقمك ".
ييدأ الكابتن عدهم بضمنهم ريدن واينجل .
ريو :" هل تعلم لما تعرض طاقمك لإطلاق النار ؟".
  الكابتن :"  لا يا سيدي لا اعلم ، أعتقد أنهم مجموعة مخربة تنشر الفوضى ونحن كنا سيىء الحظ ".
  المحقق :" قال احد الشهود القريبين من مكان الحادث أنه سمع أحد المسلحين يقول الموت للحلفاء ، كما وصفكم بالخونة ما ردك؟ ".
الكابتن :" لا اعلم عما كان يتحدث ، نحن مجرد عمال نبحث عن عمل نجده ثم ننجزه ، أعني أننا سفينة شحن كما تعلم ، ليس لنا أي توجهات سياسية ".
ريو :" شكرا ايها الكابتن ".
أتجه لاستجواب سو ثم ماريا ليجد نفس الجواب كذلك ساشي واكومي وكازو ، أخيرا دخل لاستجواب اينجل ، سألها اولا لم هي على سفينة شحن ؟ وعن سبب مهاجمة المسلحين للسفينة لكنها اختارت الصمت وعدم الاجابة ، سأل عن الحلفاء والمجلس ماسبب مناداة المسلحين لهم بالخونة ، لكنها بقيت ملتزمة الصمت ، توقف عن طرح الاسئلة .
اينجل للمحقق :" هل تحتجزون ريدن ؟".
ريو :" نعم ، سيد ريدن متهم بأربع جرائم قتل ".
اينجل بغضب :" لكنه كان يدافع عن الطاقم ، لو لم يفعل لكنا جميعا اموات ".
المحقق :" ليس عمله معاقبة المجرمين اوتحقيق العدالة أنه عملنا ، كان عليه ترك الأمور لرجال القانون ، لقد رآه بعض الشهود يقتل شخصا اعزل بلا سلاح وهذا قتل عمد ، عليه أن يعلم أن لا أحد فوق القانون ".
اينجل بنظرة حادة :" انت تعلم أن المسلحين كانوا هناك لأمر واحد فقط ، كنا في وضع أما هم أو نحن وريدن اختارنا نحن أنه ليس قاتل" .
ريو :" حسنا ...  حسنا ...  أن كان هذا رأيك آنسة اينجل واثق أن المحكمة ستراه غير مذنب ، آخر سؤال يا آنسة لم نجد اسمك كاملا أو عمرك كذلك السيد ريدن هلا أخبرتني بذلك !" .
لكن مجددا صمتها كان الجواب .
ريو وهو ينهض :" حسنا كما تشائين ... ".
بعد ساعتين افرج عن اينجل وبقية الطاقم بأستثناء ريدن ، على أن لايغادروا المرفأ حتى إنتهاء التحقيق . عادت للسفينة الكابتن كان هناك بأنتظارها ، بقية الطاقم كانوا عند جو في المشفى ، جمعت أغراضها قبل أن تغادر السفينة ..
  الكابتن لاينجل :" اعتقد انا نستحق أن نعلم مايحدث من انتما؟ ولما أنتما ملاحقان ؟ ".
أينجل دون النظر له :" آسفة ، لم اقصد أن تتعرضوا للاذى بسببي ، لا تقلق لن يحدث مجددا سأغادر ".
قبل أن تصل الباب ...
قال مبتسما :" أعرف ذلك الرمز ، انا اتذكره نعم ، (يقصد قرط الاذن التي ترتديه اينجل فهو رمز عائلتها ) ..
أكمل يقول :" سيف فضي تلفه زهور صغيرة مقبض اسود برأس غراب ياله من رمز غريب ... "
لم ينهي كلامه حتى أصبحت السكين على رقبته .
اينجل بصوت جاف ونظرة باردة  :" كلمة اخرى وانت ميت ".
الكابتن وهو يهز رأسه بخوف :" نعم ، نعم ، سيدتي هذا القرط أنه ملكك ، انت لم تجديه أو تشتريه يمكنني معرفة ذلك من عينيك ، انك منهم اليس كذلك ؟ سمعت انهم ماتوا جميعا ! هل انت الناجية الوحيدة  ! يا إلهي لكن هذا يعني ... " .
لم يكمل كلامه لتقرب السكين أكثر من رقبته لتسقط منها بعض قطرات الدم وهي تقول :" هذا يعني انك ميت " .  الكابتن :" لا ارجوك ...  سيدتي عندما علمت أن هناك مجموعة تدعى الحلفاء اصبحت انقل المتسللين لهم دون علم احد ، لطالما عرفت أن هذا سيحدث دعيني اساعدك ارجوك لا أصدق انك كنت تعملين على سفينتي تبا لي .. ".
يفكر انه قد يستفاد من هذا ، قد يدفع المجلس مبلغا كبيرا مقابل معلومة صغيرة عنها ، أو قد يدفع الحلفاء اكثر من أجلها .
الكابتن كأفعى تنفث السم :" سأعوضك نعم انتي متجهة للحلفاء اليس كذلك ؟  لابد انك سمعت بهم لذا انت هنا " .
اينجل الان مصدومة ومشوشة لم تعتقد أن هناك من سيتعرف عليها ، لاتستطيع المخاطرة بتركه حيا كما لاتستطيع قتله ، فهي ببساطة لم تقتل من قبل تمنت هذه اللحظة أن يكون ريدن هنا ، فهو لم يمتنع عن القتل ولم يؤنبه ضميره على ذلك .
اينجل وهي تنزل سكينها :"  أيها الكابتن الأمر ليس لعبة ، لا اريد قتلك فأنا مدينة لك لاخراجي من الأرض ".
الكابتن وهو جالس على ركبتيه كأنه يتوسلها :" كلماتك اوامر لي سيدتي ، ارجوك دعيني اساعدك أستطيع ارشادك للحلفاء فأنا متجه لهناك بنفسي ".
اينجل :"  ايها الكابتن .. ماتعرفه لن تتكلم به حتى مع نفسك بغير ذلك ستجبرني على قتلك ، سأغادر انت لم ترني أو تسمع بي اطلاقا ، انت لا تعرفني ، هل كلامي واضح ؟ " .
الكابتن :" نعم ، سيدتي ".
خرجت وهي تعلم أنها يجب أن تقتله فهو خطر على مهمتها لكنها لم تقتل من قبل ، بغضت نفسها لضعفها وحاجتها للآخرين ، كان الكابتن مصدوما مما اكتشف لم يصدق الأمر كان الطاقم مستغربا حاله الغريبة ، فهو يعاني آثار الصدمة ، اعتقد واكومي أن السبب هو الهجوم على السفينة وهذا من حسن حظ اينجل .

خيانة وتضحياتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن