آشيما على بعد خطوة عن كين وكنتا ، رأسه بين ركبتيه ، يديه على أذنيه للحماية من نيران المدفعية الثقيلة التي تمطرهم بها سفن العدو .
كنتا بجوار صديقه وقائده يكاد يفقد السيطرة على نفسه ومشاعره لايصدق مايحدث يريد أن يقول شيئاً ما قبل أن تسقط قذيفة على موقعهم تنهي كل شيء .
ينظر لصاحب الوجه المسالم الذي لايعلم احد متى كان غاضباً حزينا متألما فقط هدوء مثير يطغى على ملامحه الجميلة ، تلك العيون الباردة بنظرتها الحارقة ، تلك الملامح القوية بعاطفتها الباهتة ، ذلك الجمال بشراسته اللامبالية .
كين ينظر لكنتا :" لم هذا الوجه ايها النبيل ؟! هل اعتقدت فعلا اني سآتي لهنا دون خطة أو اثنتين !! اعتقد أن هذا هو الاختلاف بيننا كنتا .. انا أفكر وانت تقتل لاتسىء فهمي ، فأنا أحب هذا في الحقيقة أنا اكره القتل أحب التفكير أما أنت ... ".
لم ينهي كلامه رفع كنتا رأسه للأعلى ليرى سفن الحلفاء تمطر سفن العدو التي اصبحت الان تحتها بلا حول ولاقوة بالنار الكثيفة ، تحرقها قبل أن تغير مسار نيرانها لم تستطع سفن المجلس تغيير مسارها أو اتجاه إطلاق النار وحتى مدى الاطلاق ، تتهاوى نحو الأرض كقطع من الورق المحترق تحملها الريح لم يكن لهم أي فرصة في مواجهة كين .
علم كنتا أنه لن يستطيع كشف ذلك الغموض الواقف امامه الان يراقب جنوده بصمت غريب كأنه يحدد من سيموت ومن سيعيش ، عرف أن فكر كين طريقته عقله تصرفاته فريدة بعيدة عن المحيطين به كل البعد .
انتهى الأمر بأقل الخسائر للحلفاء رغم أنه خسر بضعة جنود الأ أن كين عده نصرا للحلفاء ، كيف لا وقد قضى على عدة سفن لهم كما انه حصر الخائن بين إثنين أو ثلاثة بفطنته ، اذن لم يبقى سوى الامساك به وقد كان لكين المكان المناسب لفعل ذلك والطريقة الأفضل .
اراد للأمر أن يكون مخيفا لخصمه فهو يعلم أن مجموعة جديدة كالحلفاء تحتاج لاعلان أو دعاية حتى يهابها أعدائها .
عاد لماليفا مع جنوده قرر الذهاب مباشرة لمقر فرقة الضابط دريه يهنئه وجنوده على النجاح الكبير في أرض المعركة ، حتى أنه إلتقى ببعض الجنود الذين تحت إمرة دريه ، بعدها طلب من الضابط الاستعداد لتلقي اوامر جديدة فهو وجنوده الان يعدون نخبة لذا سيختار كين بنفسه مجموعة صغيرة من منهم يرسلهم في مهمة خاصة .
بعد يومين وصلت الاوامر للضابط للتوجه نحو القرية1 مع مجموعة من جنوده المذكورة أسمائهم ليقوموا بتأمين نقل مجموعة جديدة من الأشخاص الراغبين بالانضمام للحلفاء من القرية1 حتى ماليفا ، كما قام كين بنقل آشيما لفرقة دريه ليرافقهم في المهمة ، لم يرسل كنتا رغم أنه الأفضل لانه يعرف أن كنتا يميل للمبالغة عندما يتعلق الأمر بخيانته أو الحلفاء وقد يصبح فوضويا .
لم يقدم كين معلومات بعدد الحلفاء الجدد أو مكانهم بالتحديد ، بعد عدة أيام وصلت المجموعة بقيادة الضابط دريه إلى القرية وقد طلب منهم الانتظار لحين وصول الاعضاء الجدد كان الغرض من هذا مراقبتهم ليحدد آشيما الشخص المطلوب ويتعامل معه فورا .
قبل هذا بكثير على الارض وصل اينجل وريدن لمبنى بثلاث طوابق محاط تماما ومليء برجال يحملون أسلحة نارية خفيفة ومتوسطة لقد كان وكر احد العصابات ، صعدا الدرج مع بعض المسلحين التابعين لسي جي وصلا حتى الطابق الثالث ، دخلا ردهة كبيرة تحوي بعض الكراسي والارائك ، نهض رجل تجلس بجانبه سيدة رخيصة كان في الاربعين على ذراعه اليسار وشم تنين يغطيها بالكامل له بعض الاسنان المعدنية يرتدي عدة خواتم بأحجار كريمة مختلفة ، فتح كلتا يديه وهو يقترب من ريدن :" تسعدني دوما رؤية الأثرياء .. " ..
قال ذلك وهو مبتسم :" نعم سيد ماكوتو أنهم منمقين ووسيمين ، أنه شرف لي أن تقرر النزول لرؤية احيائي الفقيرة " .
ريدن وهو ينظر له بحدة :" ارجو ان لا تكون تصفني بالناعم سي جي ". متناسيا لقب سيد متعمدا .
توقف سي جي :" ارجوك لاتغضب فطريقة كلام الأحياء الفقيرة تختلف عنكم انتم (الفتيان) الأثرياء أن كنت اشعرتك بالإهانة فأنا لم اقصد ".
مجددا كان يصر على إهانة ريدن عندما ناداه بالفتى صك ريدن على أسنانه كان مستعداً لكسر ماتبقى من اسنان طبيعية لديه .
اينجل وهي تقترب من سي جي بعد أن رأت ذلك :" سيد سي جي انا اينجل ، ارجوك أعذر صديقي على توتره فقد كاد يقتل عدة مرات في اليومين الماضيين ".
تحولت نظرته الساخرة إلى أخرى ودودة مغرمة مدت يدها تصافحه ليمسك بيدها بكلتا يديه :" اهلا بك سيدتي في عريني ، تفضلي بالجلوس ، انت أيضا سيد ماكوتو" . جلس الجميع كان واضحا وجود شحنات وتوتر عالي بين ريدن و سي جي الذي يبدو أنه كان يعاني من عقدة تجاه الأثرياء ، ربما لأنه قديما لم يملك مايسكن به الم معدته بينما هم يملئون كروشهم بما لاتحتاجه فقط للمتعة أو هذا ماكان يعتقده هو .