مًنِذِ طِفُوٌلَتٌهّ کْآنِ وٌآعٌيَآ

60 22 5
                                    

منذ طفولته كان واعيا
وكل اعماله من صغره كانت بوعي و لطافة
بحيث لا يترك لنا مجالا لكي نوبخة .
كان شغبه مترافقا مع مزحة لطيفة يرويها لجده او جدته..
بحيث ينسيهم الموضوع...
والدي عاطفي جدا وكان يعشق جهاد كان عندما يراه يحتضنه
من الخلف يمزح معه ويشاكسة
اما امي فكان يجلس معها يحدثها وتسأله عن الجامعة وامور
حياته
كانت تحب ان تمازحه عندما يتأخر على زيارتها... فكانت
تقول له :
"يا جدتي لقد نسيت شكلك "
وهو يرد عليها ممازحا ويقول :
"يا جدتي لقد نسيت شكلك"
وفي احدى المرات اخبرته :
با جهاد انا لو عارفة كل اولادي بدن يروحوا كنت جبت اولاد
11
اكتر
فأخبرها جهاد :
"يا ستي ، ما كمان كانوا راحوا "
كنت اساله ما احتاجه في الحياة
اي شي يأتي على البال أطلبه منه مع انه صغير في العمر الا
انني كنت اطلب مساعدته في مشاكلي
...

في آخر مرة عندما كان ذاهبا الى سوريا( أي قبل
استشهاده) رجع الطريق كله وقام بحل مشكلتي واتصل بي
واخبرني كل شي بخير لا تقلقلي يا عمتي ورحل
لم يكن احد على اطلاع عن نشاطاته لا هنا ولا هناك
في الآونة الأخيرة تعلق بالقرية وبالنزهات التي نقيمها
هناك... كنا نحاول اقناعة بأن نبني له بيتا في القرية ولكنه لم
يكن يجيبنا...
وكان دائما يقول لا تقلقوا بشأني
انني لا اريد بيتا في القرية...
كانت امي تلح عليه بان يذهب ويرى البيت الذي يبني له فكان
يقول انا لا اريد بيتا اتركوا الأولاد الصغار ليلعبوا فيه
بالكرات الزجاجية
لم يكن يعبر عن عاطفته كثيرا....
وانما كان يعبر عنها عمليا
كان ينتظر اي فرصة ليعبر عن عاطفته عمليا
مثلا في يوم ميلادي يرسل هدية الى بيتي مثلا ۲۰۰$ مع
رسالة يكتب فيها ..
من اخيك عماد...
لم يكن يكتب اسمه بل كان يكتب عماد.
بالنسبة لحزب الله والمقاومة كان يجب أن يكون جهاد شهیدا
لانه عاش في جو مقاومة من حيث أن والده كان مقاوما..
اعمامه شهداء وجدته التي اسست هذا الطريق
فمن الطبيعي أن يكون أولادنا هكذا وعلى الخصوص جهاد
لان والده شهيد..
كان جهاد متعلقا كثيرا بوالده و يطيعه الى ابعد حدود...
انا كنت اتوقع له هذه النهاية....

قبل شهرين من استشهاد رأينا ما كتبته وسائل الإعلام
الإسرائيلية عنه وكيف أن حكومتهم تريدة (تريد اغتيال
جهاد)... فقمت بمراسلته وكتبت له :
ما هذه الأخبار الجيدة؟
فقال نعم هكذا يقال
وبعدها ارسلت له رسالة كتبت فيها..
" هذا الشبل من ذاك الأسد".
في صباح اليوم التالي كان يتحدث مع امه واخته ويقول عمتي
تتصرف بغرابة.. فبدل أن تخاف وتحزن لأنهم يريدون الحاق
الأذى بابن اخيها انظروا ماذا ارسلت لي.
فقلت له بالطبع انت عشت مثل والدك ومن الطبيعي أن تموت
مثل والدك أن تستشهد..
تأثر بكلامي كثيرا و فرح به...
كانت أمنيته أن يغتال على يد اسرائيل لانها عدوته الاولى
تختلف عن البقية و حقا يرغب في أن يستشهد مثل والده...
كان خبر استشهاده اصعب واثقل بالنسبة الي من خبر
استشهاد والده.
لانه الحاج رضوان كنا نستيقظ كل يوم ونقول لقد عاش يوما
آخر... لقد عاش ۲۵ سنة اكثر من الذي كنا نتوقعه له...
اما جهاد لم نكن نتوقع انهم يريدون اغتياله والتخلص منه....
حدث كل شي بسرعة كبيرة... لم نكن متعودين على هكذا
سرعة في جريان الأمور لا يمكنني وصفه بشي غير بطل...
لقد كان بطلا، بطلا في كل شي بطلا معنا مع الناس مع العمل
مع الحياة... كان بطلا في كل شي..
لقد كان بطلنا
سيدة ناهدة مغنية .

والنجم إذا هوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن