" من النسر سبعة الي القاعدة.. انتهت المهمة التدريبية.. اطلب الاذن بالهبوط."
قال جونغكوك هذه العبارة في نبرات تفيض فخراً، و هو يميل بعصا القيادة في طائرته المقاتلة الي اسفل، و مالت الطائرة في مهارة، كتير ضخم يشق عباب السماء، و هي تتوجه إلى قاعدتها، و عبر أجهزة الاتصال المثبتة على أذني جونغكوك، جاءه الجواب:
-من القاعدة الي النسر سبعة .. يمكنك الهبوط .. تصحبك السلامة.
لم يملك ضباط المراقبة في القاعدة، إلا أن يتابعوا هبوط طائرة جونغكوك في اعجاب، و اعترف كل منهم في اعماقة أن هذا الرائد الشاب، أمهر طياري القوات الجوية الكورية، و أكثرهم شجاعة و جراسة.
و ازداد الاعجاب في أعماقهم، حينما توقفت عجلات الطائرة فوق مهبطها، و أزاح غطاء كابينة القيادة، ثم قفز الي جناح الطائرة، و منه الي الأرض في رشاقة أنيقة..
كان جسده مثالاً الوسامة و القوة و الفتوّة، فهو طويل القامة دون إفراط، عريض المنكبين، واضح القوة، و الحيوية، و النشاط.
أما وجهه فهو مستطيل ابيض البشرة، يكلله شعر فاحم ناعم طويل نسبياً، و تزينه مجرتان قاتمتان، و هو حليق الوجه، تتبدى في نظراته علامات الفخر، و هو يسير منتصب القامة، واسع الخطوات..
كان جونغكوك يشعر بالفخر؛ لانه أحد نسور كوريا الجنوبية.
منذ التحاقه بكلية الطيران و هو يشعر بهذا الفخر..
بل منذ طفولته و هو يشعر أنه لم يخلق ليسير علي قدميه، بل ليشارك النسور تحليقها و قوتها..
كان مجموعه في المرحلة الثانوية يؤهله للالتحاق بأي كلية يشاء، و عبثاً حاولت والدته اقناعه بدخول كلية الطب، و لكنه لم يستطع إلا أن يلبي ذلك النداء القوي في اعماقه..
نداء السماء..
جسده الرياضي الممشوق، و رغبته الشديدة، عاوناه علي اجتيازه اختبارات القبول العسيرة في الكلية الجوية.
ما يزال يذكر المرة الأولى، التي جلس فيها داخل كابينة قيادة طائرة التدريب..
يومها امتلأ جسده بالنشوة، و تدفقت في عروقه دماء الحماس، و لكنه لم يشعر بالغربة، أمام كل تلك الأجهزة المعقدة..
تعامل معها، منذ الوهلة الاولي، في سلاسة أثارت إعجاب مدربه، و فاق أقرانه كلهم في الطيران..
كان يحلق بطائرته، و كأنما تعلم ذلك منذ نعومة أظفاره..
و كانت الطائرة تستجيب له، و كأنما نشأت بينهما ألفة، أو رابطة قوية لا تنفصم.و في كل مرة اشترك فيها أثار انبهار الجميع..
كان ينطلق بطائرته في مهارة، و ينزلق بها في أشق الظروف، و أحلك المواقف، و كأنما كان يسير علي قدميه فوق طريق ممهد.
YOU ARE READING
A Bird Without Wings | JJK
Romanceبين الغيوم يجوب اجواز الفضاء.. طير يشق عباب كوْن في اشتهاء.. حتي اتي يوم احاط به البلاء.. سقط الجناح و ضاع في القلب الرجاء.. و لكن قلب الطير لم يبغَ العزاء.. و لم تذق عيناه من دمع البكاء.. فالنمر لا يحنو ان ذاق الدماء.. و النسر لا يبكي و لو حرم السم...