11- وداعاً للعذاب

827 57 21
                                    

كان جونغكوك يتصور أن انتقامه من فيريال سيبعث في جسده الراحة، و في نفسه الظفر و الأمان، فقد ظل طيلة عام كامل يحلم بذلك اليوم.

و لكن هذا لم يحدث..

لم يكد يحوّل انتقامه الي حقيقة، حتي شعر بالحنق علي نفسه، و بمزيد من الخواء بداخله.

اكتشف أنه لا يزال يحمل قلب نسر بين جنباته..
و النسر لا يعشق الانتقام..

انتابه الندم بعض الوقت؛ لانه هاجم فيريال..

لم يكن مبعث ندمه بقايا من الحب داخله، و لكنها كانت رجولته.

شعر أنه ما كان ينبغي لرجل قوي مثله، أن يهاجم فتاة مثلها، فمهما بلغ خبثها، و مهما بلغ غطرستها، فهي لم تزل فتاة ضعيفة صغيرة.

انتزع هذا الشعور من قلبه، تلك السعادة التي تصور أن تملأ حياته بعد الانتقام..

آيلين أيضاً شعرت بالحزن لما أصاب فيريال.

كانت آيلين مخلوقاً نادراً في العالم..

علي الرغم من كل ما فعلته بها فيريال، الا أنها لم تسعد برؤيتها ذليلة.

لقد شعرت بالحزن من أجلها، عندما شاهدتها تنهض من أمام جونغكوك شاحبة، مرتجفة الساقين، زائغة البصر، كيمامة صغيرة انقض عليها نسر قوي بلا رحمة.

وجدت نفسها تتقدم منها، و تربت على كتفها بحنان، و تقول:

- لا تحزني يا فيريال.

فوجئت بـفيريال تدفعها بعيداً، و هي تهتف في سخط:

- إليكِ عني.

ثم تندفع إلي الخارج..

وقفت آيلين صامتة حزينة لحظة، ثم التفتت الي جونغكوك، و عيناها تحملان عتاباً كبيراً، و همسات في حزن:

- ما كان ينبغي أن تفعل بها هذا.

اطرق رأسه في حزن، و غمغم في ألم:

- لقد أصبح من الماضي الآن.

ظل كلاهما صامتاً مطرقاً بعض الوقت، ثم غمغمت آيلين:

- هل تريد مني شيئاً آخر؟

هز رأسه في بطء، و قال:

- سأدعوك اذا ما اردت شيئاً.

غادرت مكتب جونغكوك و هي حيرى، بين شعورها بالحزن من أجل فيريال، و تلك السعادة المتدفقة في عروقها، بعد أن علمت أن جونغكوك نبذ حب فيريال الي الأبد.

كانت سعادة يشوبها الكثير من الحزن و القلق..

صحيح أنه لا يحب فيريال، و لكنه لا يزال لا يشعر بها هي..

لم تزل بالنسبة إليه فتاة، أولاها الكثير من العطف والرعاية، و لكن قلبه لم يخفق يوماً بحبها.

A Bird Without Wings | JJKWhere stories live. Discover now