1-النسر

3.6K 76 53
                                    

" من النسر سبعة الي القاعدة.. انتهت المهمة التدريبية.. اطلب الاذن بالهبوط."

قال جونغكوك هذه العبارة في نبرات تفيض فخراً، و هو يميل بعصا القيادة في طائرته المقاتلة الي اسفل، و مالت الطائرة في مهارة، كتير ضخم يشق عباب السماء، و هي تتوجه إلى قاعدتها، و عبر أجهزة الاتصال المثبتة على أذني جونغكوك، جاءه الجواب:

-من القاعدة الي النسر سبعة .. يمكنك الهبوط .. تصحبك السلامة.

لم يملك ضباط المراقبة في القاعدة، إلا أن يتابعوا هبوط طائرة جونغكوك في اعجاب، و اعترف كل منهم في اعماقة أن هذا الرائد الشاب، أمهر طياري القوات الجوية الكورية، و أكثرهم شجاعة و جراسة.

و ازداد الاعجاب في أعماقهم، حينما توقفت عجلات الطائرة فوق مهبطها، و أزاح غطاء كابينة القيادة، ثم قفز الي جناح الطائرة، و منه الي الأرض في رشاقة أنيقة..

كان جسده مثالاً الوسامة و القوة و الفتوّة، فهو طويل القامة دون إفراط، عريض المنكبين، واضح القوة، و الحيوية، و النشاط.

أما وجهه فهو مستطيل ابيض البشرة،  يكلله شعر فاحم ناعم طويل نسبياً، و تزينه مجرتان قاتمتان، و هو حليق الوجه، تتبدى في نظراته علامات الفخر، و هو يسير منتصب القامة، واسع الخطوات..

كان جونغكوك يشعر بالفخر؛ لانه أحد نسور كوريا الجنوبية.

منذ التحاقه بكلية الطيران و هو يشعر بهذا الفخر..

بل منذ طفولته و هو يشعر أنه لم يخلق ليسير علي قدميه، بل ليشارك النسور تحليقها و قوتها..

كان مجموعه في المرحلة الثانوية يؤهله للالتحاق بأي كلية يشاء، و عبثاً حاولت والدته اقناعه بدخول كلية الطب، و لكنه لم يستطع إلا أن يلبي ذلك النداء القوي في اعماقه..

نداء السماء..

جسده الرياضي الممشوق، و رغبته الشديدة، عاوناه علي اجتيازه اختبارات القبول العسيرة في الكلية الجوية.

ما يزال يذكر المرة الأولى، التي جلس فيها داخل كابينة قيادة طائرة التدريب..

يومها امتلأ جسده بالنشوة، و تدفقت في عروقه دماء الحماس، و لكنه لم يشعر بالغربة، أمام كل تلك الأجهزة المعقدة..

تعامل معها، منذ الوهلة الاولي، في سلاسة أثارت إعجاب مدربه، و فاق أقرانه كلهم في الطيران..

كان يحلق بطائرته، و كأنما تعلم ذلك منذ نعومة أظفاره..
و كانت الطائرة تستجيب له، و كأنما نشأت بينهما ألفة، أو رابطة قوية لا تنفصم.

و في كل مرة اشترك فيها أثار انبهار الجميع..

كان ينطلق بطائرته في مهارة، و ينزلق بها في أشق الظروف، و أحلك المواقف، و كأنما كان يسير علي قدميه فوق طريق ممهد.

A Bird Without Wings | JJKWhere stories live. Discover now