«اعتقد أنها تعاني ضعفاً في مكونات الدم، فهي شديدة الهزال، و يبدو أنها تمر بأزمة نفسية، فهي ترتدي ملابس سوداء.»
تناهت هذه الكلمات الي مسامع آيلين، و هي تستعيد وعيها شيئاً فشيئاً.
فتحت عينيها في بطء، لتدرك أنها ترقد داخل حجرة الطوارئ، بأحد المستشفيات الاستثمارية، و علي بعض خطوات منها يقف جونغكوك، يتحدث في اهتمام الي الطبيب الشاب، الذي نطق هذه الكلمات.
خفق قلبها في سعادة، و هي تتأمله، ثم تنهدت في ارتياح، فالتفت إليها، و اسرع نحوها، ثم ضغط براحته علي كفها الهزيلة في حنان، فهمست و هي ترتجف سعادة:
- ماذا حدث؟ .. ما الذي أتى بي إلي هنا؟
أجابها جونغكوك في صوت بالغ الحنو:
- لست ادري ماذا اصابك، و لكن الطبيب يقول انك تعانين ضعفاً شديداً، و آلاماً نفسية كبيرة.
عادت تكرر سؤالها، و قد أسعدها اهتمامه البالغ بها:
- و ما الذي اتي بي إلي هنا؟
جلس علي طرف فراشها، و قال و هو يحتفظ بكفها بين راحته:
- كنت قد انتهيت من بعض الأعمال، و اتخذت طريقي الي الفيلا، عندما رأيتك.
ابتسم لحظة، ثم عاد يقول:
- انني لم اعرفك من الوهلة الأولي في الواقع، فقد ازددتِ نحولاً و شحوباً، كما أن...
بتر عبارته فجأة، و صعدت دماء الخجل الي وجهه، و لكنها فهمت ما يعنيه.
كان يقصد أن ثوبها رث علي نحو لم يعده فيها من قبل..
و اورثتها عبارته شعوراً مضاعفاً بالخجل، و لكن وجنتيها لم تتوردا..
أو ربما فعلتا، و لكن شحوب وجهها اخفي ذلك، و حاولت أن تداري ثوبها الرث، إلا أن الدفئ الذي تشعر به و هو يحتضن كفها بين راحتيه، و جعلها ترقد مستسلمة ساكنة، في حين أسرع هو يستطرد:
- أسعدتني رؤيتك بعد عام كامل، فتوقفت بسيارتي الي جوارك، و لم أكد اناديكِ حتي هتفتِ باسمي، و فقدتِ الوعي..
ثم ضحك، و واصل قائلا:
- لقد اربكتني كثيراً في الواقع، و لكنني أسرعت احملك بسيارتي الي هنا.
شعرت آيلين بالاسف في هذه اللحظة؛ لأنها كانت فاقدة الوعي، عندما حملها جونغكوك.
وجدت لو أنها تظاهرت بفقدان الوعي مرة أخرى، حتي تشعر به و هو يحملها بذراعيه القويتين، كما يحمل الرجل عروسه في ليلة الزفاف.
شعرت مع مرأى جونغكوك، أن كل عذابها قد ذاب، في بحر الحنان الذي يطل من عينيه.
انمحى عذابها، و حل محله امل كبير، فنهضت من فراش المرض و هي تقول:
YOU ARE READING
A Bird Without Wings | JJK
Romanceبين الغيوم يجوب اجواز الفضاء.. طير يشق عباب كوْن في اشتهاء.. حتي اتي يوم احاط به البلاء.. سقط الجناح و ضاع في القلب الرجاء.. و لكن قلب الطير لم يبغَ العزاء.. و لم تذق عيناه من دمع البكاء.. فالنمر لا يحنو ان ذاق الدماء.. و النسر لا يبكي و لو حرم السم...