12- هل أحبها؟

846 53 9
                                    

غادر هوسوك مكتب جونغكوك، بعد أن زرع في نفسه الحيرة و التساؤل، حتي أن جونغكوك طلب من سكرتيره الا يسمح لأحد بـمقابلته ساعة كاملة، ثم مال يسند مرفقيه الي سطح المكتب، و اعتمد بذقنه علي راحته، و راح يقلب الأمر في رأسه..

تري .. هل تحبه آيلين حقاً؟!

هل امتلأت عيناه بالغشاواة، حتي أنه لم يبصر ذلك..

عادت الذي ذاكرته فجأة مواقف شتى، اتخذت في عقله هذه المرة صوراً جديدة.

تذكر خجلها، و تورد وجهها، التي طالما أثار دهشته، كلما التقيا في منزل فيريال.

تذكر يوم الحادث الذي أصاب كفه .. لقد نسيت يومها الجرح النازف في جبهتها، لتسأله في لهفة عما أصابه.

تذكر نظرتها الحنون، حينما كان يقص علي فيريال ما أصابه.

خيل إليه أن صوتها يعود، لينساب بكل حنانه و حبه و دفئه الي أذنيه، عندما كانت تحادثه في سيارته، يوم تركته فيريال.

استرجع في ذهنه هذا الهتاف، الذي يفيض بالحب، الذي أطلقته قبل أن تفقد وعيها في الطريق.

استعاد كل هذه الاحداث، و اعترف أنه كان أعمى..
كشف أن آيلين كانت تحبه منذ البداية، و كان هو غافلاً عنها.

كشفه هذا أزال من قلبه كل آثار الحقد على فيريال.

تراءي له أن فيريال لم تكن مخطئة الي هذا الحد..
لقد أحبت فيه غلافه الخارجي، دون أعماقه، و كذلك فعل هو معها.

هي لم تر فيه سوى وسامته في الزي العسكري، و هو لم ير فيها سوى جمالها الفاتن.

لم يكن من العجيب إذن أنت تنهار علاقته بـفيريال، لقد كانت منذ البداية علاقة واهية سطحية..

علاقة مظهر لا جوهر.

و لكن آيلين تختلف.

لقد ظل حبها له قوياً مخلصاً، لم تنل منه الأقدار و الظروف.

يا لـقلبها الذهبيّ النادر..

شعر بحاجته الي زوجة في مثل إخلاصها و وفائها..

تفاقم هذا الشعور، حتي كاد يذهب إليها، و يطلب منها الزواج، لولا أنه تذكر أنه لم ينهِ علاقته بـفيريال إلا هذا الصباح.

أدهشه أن يتذكر موقفه الصارم مع فيريال، لم يمض عليه أكثر من بضع ساعات.

بضع ساعات بدت له كالدهر..

خشي في هذه اللحظة أن يكون متسرعاً.
صحيح أن آيلين تحبه، و لكن هل يحبها هو؟

كان خائفاً أن يكون اهتمامه بـآيلين وليد ذلك الفراغ، الذي احس به بعد أنصراف فيريال من مكتبه ذليلة.

كان يخاف أن يظلم القلب الذي احبه هذه المرة..

ظلت حيرته قوية في أعماقه، حتي بعد أن عاد إلي منزله، و لم يكن من العسير علي والديه أن يلحظا ذلك؛ فهو لم يأكل سوى القدر اليسير من الطعام، و هو شارد الذهن تماماً، مما دفع والدته الي سؤاله:

A Bird Without Wings | JJKWhere stories live. Discover now