تسمّر جونغكوك في مقعده ذاهلاً، و هو يراقب سيارة الاجرة، التي تبتعد بـفيريال.
كان هذا اقوي ما يمكنه احتماله..
لقد فقد حلمه و خطيبته في يوم واحد..
و لكن التصرف الذي أقدمت عليه فيريال، بكل هذا الصلف و الغرور، و أضاء أمامه شيء آخر، لم ينتبه إليها من قبل..
تذكر كيف كانت تصر دائماً علي أن يرافقها الي النادي بزيه العسكري..
تذكر كيف كانت تثور كلما حاول إبدال زيه..عادي الي ذاكرته موقفها، عندما اخبرها أنه لم يعد قادراً علي الطيران..
لقد سألته- يومئذ- في جزع، عما إذا كان سيواصل ارتداء زيه.. تذكر كيف تنهدت بارتياح، عندما جاءت أجابته بالايجاب..
اتسعت عيناه، و هو يكشف لأول مرة أن فيريال لم تحيه يوماً..
لقد أحببت زيه لا هو..
أحبت ريش النسر، لا قوته، و شخصيته، و كبريائه..
أحبت مظهره لا جوهره.لم يمكنه في البداية أن يستوعب وجود مثل هذه الشخصية التافهة، و لكن ذاكرته ما لبثت أن أكدت له انها كذلك..
شعر بالغضب يعربد في أعماقه..
استولي عليه الشعور بالغضب، حتي أنه نسي وجود آيلين في المقعد الخلفي.
نسي وجودها، حتي أنه دُهِش حينما غمغمت في اسف:
- يؤسفني أن هذا حدث في وجودي.
التفت إليها في دهشة، و كأنه ينتبه لوجودها للمرة الأولي، ثم قال في صلابة:
- بل يسعدني أنه حدث في وجود شاهد، يؤكد صلفها، و غرورها.
ثم أشار إليها قائلا:
- انتقلي الي المقعد الأمامي يا آيلين، سأوصلك إلي حيث تريدين.
شعرت آيلين بنشوة عجيبة، و هي تنتقل الي جواره.
خُيل إليها أنها قد احتلت مقعد فيريال، و مكانتها في قلبه، بهذا التصرف البسيط..
وجدت نفسها تُربت علي كتفه في حنان، و تقول في صوت مفعم بالحب:
- هل آلمك فراقها؟
لم ينتبه الي كل هذا الحب و الحنان، و هو يقول في حزم:
- أنها لم تحبني يوماً يا آيلين، و فراقنا اليوم افضل من فشل زواجنا فيما بعد.
سألته في حنان:
- و لكن لماذا فعلت ذلك؟
أجابها و يقود سيارته في هدوء:
- لقد استقلت من القوات الجوية، و لن ارتدي بعد الآن ذلك الزي الذي بهرها دائماً.
هتفت آيلين في إشفاق:
YOU ARE READING
A Bird Without Wings | JJK
Romanceبين الغيوم يجوب اجواز الفضاء.. طير يشق عباب كوْن في اشتهاء.. حتي اتي يوم احاط به البلاء.. سقط الجناح و ضاع في القلب الرجاء.. و لكن قلب الطير لم يبغَ العزاء.. و لم تذق عيناه من دمع البكاء.. فالنمر لا يحنو ان ذاق الدماء.. و النسر لا يبكي و لو حرم السم...