الفصل العاشر : سأرحل

756 28 1
                                    

الأجواء أصبحت هادئة في القصر، فمر يومان على هجر ليث له. تستند تمارا كُل يوم من يوم فراقه لها على النافذه على أمل أن تراه يهبط من طائرته و يدخُل قصره مره آخري
أحست تمارا هذه المره أنها حبيسة القصر بدونه .. الغُرف ساكنه كُل شيء هُنا لا ينبض ولا يسطع.

نظرت لساعة الحائط تتمني أن تسير عقاربها بشكل أسرع لكي يأتي عزيزها إليها في أقرب وقت.

أرجعت نظرها مره آخري إلي النافذه ولكن لا حياة لمن تُنادي.

أرتدت ثوبها الأبيض و قررت أن ترحل .. ترحل هذه المره إلي الآبد. فاهو رغم بوحها له بأنها تُحبه من صميم وجدنها لم يُصدقها فا أذا مافائدة وجودها هُنا!

أخذت ورقة بيضاء و قلم مُدبب الرأس و بدأت بالكتابة و أختارت لُغتها العربية و سردت مافي قلبها بها.

" يؤلمني رحيلي عنك يا عزيز قلبي, ولكن رغم أنني أنزلت ثوبي أمامك عن قلبي لم تُصدقني و رفضت أن أكون لك . لهذا أرحل رغم أن رحيلي يوجعني و يجعلني أريد البُكاء، أردت دومًا أن أحتضنك و بشده ولكنني كُنت أجد صعوبة كُلما أقتربت منك
أرحل و أريدك أن تعلم أنني صادقة بمشاعري و بكلماتي تجاهك. أحبك ".

أنهت كتابتها و طوتها و وضعتها بكتابه لعِلم النفس و تركته بغرفتها.

لم يكُن هُناك حراسة كافيه تمنعها من الخروج، لم يُلاحظ أحد خروجها رغم أنها كانت أمامهم ولكنها مرت كالطيف

أوقفت سيارة أجرة و قبل أن تدخُلها ألقت نظرة على قصرها الذي كان سيجنها و أصبح ملجأها، و بداية قصة حُبها و نهايتها.

في لُبنان كان يجلس ليث على كُرسي بطائرته يستعد للرجوع للبيت مره آخرى.

نظر له ديڤيد قائلا : حتي لو مظهروش يا بوص، ده مايفرقش معاك صح؟
تنهد ليث قائلا : أكيد مايفرقش، أنا كُل إللي خايف منه أنها تروح تبلغ السفارة أو تهبب آي حاجه وساعتها تمارا هتبعد عنى و هياخدوا غصب وأنا مش هعرف أعمل حاجه وقتها.

ديڤيد : ماتقلقش أكيد الوضع هيكون كويس في أقرب وقت ممكن.

نظر له ليث و أعيونه مليئة بالأمل و أراد بشدة أن يرجع لقصره لكي يري رفيقة دربه..

قاطع ديڤيد الصمت السائد قائلا : أنا أول مره أشوفك خايف على حد، طول عُمري ببصلك بنظرة أنك شخص قاسي وعنده لامبالاة بغيره كبيره .. ماتخيلتش أبدًا .. و أعذرني في إللي هقوله .. أنك تحب ..

أبتسم ليث قائلا : كُل إللي أنت قولته صح أنا قاسي و متأكد ١٠٠٪ إني معنديش مشاعر بس .. بس كِل شيء بيكون مُختلف لما بكون حواليها، كُل حاجه بتتحول من أسود بهتان ل ألوان كتيره .. بشوف معاها ألوان الطيف .. ماقدرتش أبُص في عنيها ولو لمره و أكدب عيونها بتمنعني..

ديڤيد : هي بتحبك؟

نظر ليث من نافذة الطائرة و حدق بالسحاب الطائر و تمني من قلبه أن تكون واقعة بحُبه بالفعل..

حب بالأكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن