الفصل الثاني عشر

637 22 0
                                    

يجلـس ليث بغرفة تمارا وهو شارد الذهن تمامًا، لقد كان ينظر إلي اللاشيء ويتخيل أنه يرأها وأنها تتحدث معه! كأنها تُرفرف بجواره وتهمس في أُذنه وتقول له أنها تفتقده وتريده أن يأتي لها، لقد لأم نفسه على عدم تصديق حُبها، فا لولا طريقته لكانت الآن بين ذراعيه.

يُمسك ليث بتلك الرسالة الآخيرة آلتي تركتها تمارا خلفها له، كان يقرأُها مرارًا وتكرارًا ولم يمِل، برغم عِلمه بمحتواها ولكن كانت عيناه تسبح بين الكلمات لعلى وعسى تتجدد الحروف وتتفرك لتُشكل جُملة جديدة.

قاطع حبل أفكاره دخول أحد رجاله له مُقتربًا منه ويده خلف ظهره قائلًا: معرفناش نلاقي معلومات عن تمارا، بس لاقينا معلومات عن مريم و مين هربها..
نظر له ليث بلهفة وقال بحدة: هتفضل باصصلي كتير؟ قول إللي عندك!

تنحنح وقال: إللي هربها زياد يا بوس، وقاعدين في بيروت حاليًا.
نهض ليث من مجلسه وقال بشيء من الشر: تجيبلي زياد بعد ماتضربوه وتكون أكبر حتة فيه متكسره، بس عايزه حيّ وطبعًا مريم تجيبها هنا
آوَم برأسه و إستأذن منه في الخروج، نظر ليث إلي الرسالة بديه ثُم ضغط عليها بشدة إلي أن تقلص حجمها في قبضة يده.

-لُبنـان-

كانت قد وصلت طائرة خاصة تحمل رجال ليث إلي مكان زياد ومريم، هبطوا على سطح المبنى وبدأوا واحد تلو الآخر يأخذون وضعيات هجوم، كانت مريم نائمة على السرير وبالأرض كان زياد ياخُذ قسطًا من الراحة أيضًا، تعالت أصوات أقدام الرجالة تُعلن إقترابها من مخبأ زياد ومريم!

أستيقظت مريم على صوت حطام قوى، أرتجفت أوصلها وأقتربت من زياد وهي تهمس له بصوت خائف: إصحى.. إصحى يا زياد، فيه حد برا
تجعدت ملامح مريم وهي تنظر أمامها لترى رجال أقوياء البنية، حاديين الملامح يجرون زياد معهم!
مريم بفزع: سيبوه!!
أقتربت مريم من راجُل منهم وأرادت أن تضربه ولكن قبضتها كانت ضعيفة للغاية، فا لم تؤثر فيه الضربة، ولكن هو بالمُقابل صفعها ومن شدة صفعته لها طار جسدُها وأتصدم بالحائط!

بجزع وخوف قال زياد: سيبوها، إنتوا عايزيني أنا سيبوها هي ملهاش دعوة أنا إللي جيبتها هنا بالعافية
أقترب منه أحد الرجال وقال: الكلام ده تقوله لليث، هو دلوقتي معتبرك خاين
ولم يترُك له الراجُل فرصة لكي يُدافع عن نفسه وإذا به يلكُمه بشدة أسفل بطنه! أخذ زياد يتألم بشدة وكانت مريم ساقطة على الأرض مغشي عليها!
أقترب منها شخص وحملها للطائرة آلتي كانت تنتظرهم على سطح المبنى، ولكن زياد أخذوه وأجبروه على الدخول بعربة من نوع ليموزين وظل مُكبل الأيدي.

-أمريكا: قصر ليث-

ظل ليث يطوف في الرواق ذهابًا وأيابًا بتوتر وغضب شديد إلي أن دخل رجُل من رجاله قائلًا باللغة الإنجليزية: لاقيناهم، و مريم في طريقها لهنا أم زياد زي ماطلبت مننا يا بوص.
أشار له ليث بيده لكي يذهب، وأخذ هاتفه وظل يبحث عن جهة إتصال مُحددة إلي أن وصل لها.

كانت المُحادثة بينهم باللغة الإنجليزية
ليث: محتاج منك خدمة يا چون
چون: إن كانت بإستطاعتي هنفذها ليك، يا ليث
ليث: هي أكيد في إستطاعتك وإن ماكنتش لازم تعملها برضه.
ظهرت تعابير الإستفهام على وجه چون ومن خلال صوته قائلًا: خير يا ليث، قلقتني؟
ليث بحدة: عايز منك إنك تعمل جرد شامل لمنطقة نيو أورلينز وكاليفورنيا ونيو يورك في خلال ٣ أيام بالكتير أوي
عن بنت معينة هبعتلك صورتها وكل المعلومات اللازمة عشان توصلها، متفقين؟
تعجب چون وقال: أنت بتعجزني يا ليث، ٣ أيام قليل جدًا على إللي أنت بتقوله ده
رد ليث بغضب: معرفش أنا إللي أقوله يتنفذ
چون: أهدى يا ليث، الموضوع هيكلفني كتير جدًا ومجهود ووقت

أستعاب ليث ما يرمي له وقال: هتكفل بكل المصاريف، وهبعتلك على حسابك دلوقتي ٢٠٠ آلف دولار، وكل ماتحتاج أبعت لديڤيد وهو هينفذلك إللي أنت عايزه
چون: تمام.. خلال ٣ أيام هتكون عندك

حب بالأكراهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن