لقد كان عِشقها أشبه بمُذنب يظهر في السماء كُل عشراتِ أعوام، عندما تنظُر اليه يستحيل أن تُشيح عيناك عنه، ولكنه يختفي فا تبقي في صراع و جنون مع ذاتك مُنتظره قُدُمه مره آخري كالطفل الذي بكي على حليبه المسكوب! هكذا أنا أصف هوسي بِها و عشقي لها لقد كُنت مجنونها و مازلت .. لما أقدر يومًا على فراقها أنا كالآهوج لا يتحمل فقدان حبيب!
- أغسطس - ٢٠١٩ - أمريكا
دخلت "تمارا" إلي قاعة المؤتمرات الدولية فإنها مُكلفه من قِبل الدولة لتكون سفيرة النوايا الحسنة.
جلست على مِقعد يحمل أسمُها شعرت بالفخر عندما رأت أسمُها و أسم أبيها مُلتصقين .. نظرت بجوارها لتقع أعيونها على شاب يافع الطول كثيف اللحية أبيض البشرة.. واسع العينان وسيم المظهر ينظُر لها بتأمل شديد لقد شعرت بأستحياء و تعتقد أن درجة حرارتها أرتفعت من كثرة أحمرارها! تلاقت أعيونهما ببعض ثِم آتي اليها و جلس على المقعد المجاور لها .. نظرت لها قائله : " حضرتك ده كُرسي ليث و أعتقد أنه لو جه ولاقاك قاعد في مكانه مش هيحب كده ".أبتسم قائلًا : "آه مأنا ليث"
نظرت له نظره مليئة بالشك : "شكلك ميديش على ليث يدّي على محمد خالد".
أبتسم بسخرية مُعلن أنتهاء حديثه معاها، و بدأ الحضور بطرح أفكارهم و جاء دور " تمارا " لتلقي بكلمة نظر إليها "ليث" و شعر بشيء غريب لقد كان شعورًا لطيفًا و لكنه أختفي بعد ثواني معدودة ..
أفاق من غيبوبته على أصوات التصفيق الحار لها فا نظر ليجادُها
دلفت من على المنبر و شعر بفخر وأعتزاز آتيا من ماشيتها!
آتت و جلست مكانُها، وضع يده على فمه في أستنكار قائلا : "ماكُنتش متوقع أن كُل ده يطلع منك بصراحه".
رفعت حاجبيها قائله : "ومايطلعش مني ليه!".
نظر لها نظره مُتفحصه قائلا : "ستايلك ف اللبس مش بيدُل على بنت تقدر تفكر".
نظرت له بأستعلاء قائله : "عشان مُحجبة؟".
هز رأسه بنعم، فا نظرت له نظرة مليئة بالشفقة قائله : " أنت صعبان عليا، مفكر أن المُحجبة أقل من إللي بشعرها! ماتعرفش أن الأتنين واحد بس المُختلف أن دي أختيارها تكون بشعرها ودي حابة أنها تطيع ربنا و تلتزم بقوانيه. أنا مابقولش أن دي أحسن من دي. بس برضه ماتجيش أنت يا حتت كائن وحيد الخليه تقول أن حد أحسن مني ".أنهت حديثها و نظرت أمامها مُنتظرة أنتهاء المؤتمر و بشدة لآنها لم تكون تُريد الجلوس بجانب هذا المُختل كانت تنظر إليه كُل عشر دقائق تجده يرمُقُها بعينه أحيانًا تجده يبتسم بالنظر إليها و احيانًا آُخري تجده يغفو في أعيونها.
أنتهي المؤتمر على خير، همت "تمار" بالخروج ولكن قبل أن تخرُج وجدت "ليث" يُمسك بذراعها قائلًا : " مُمكن تسامحيني و متدايقيش مني؟ ".
شدّت ذراعها منه قائله بغضب : "أنت أهبل يابني؟ عايزني أقبل أعتذارك و أنت جاي تمسك إيدي ومفيش بيني و بينك سابق معرفة، ولو حتي فيه ده ميدلكش الحق أنك تلمس شعره مني حتي!"
نظر لها "ليث" بغضب قائلا : "تعرفي أن أنتِ أول واحده تكلمني كده، و عُمر ماحد قدر يبُص في وشي حتي! أنتِ فاكرة نفسك مين".
القت بوجهها بعيدًا عنه ثُم خرجت بسلام من البوابه..آتي صديق "ليث" من خلفه و قال : "إيه يا ليث واقف كده ليه! يلا نمشي عندنا طياره.."
أدار "ليث" وجهه لصديقه ثُم قال :" زياد، أنا عايزك تجبلي كُل المعلومات عن البنت اللي كانت قاعده جنبي في كُرسي ١٤ أسمها تمارا المأذون ".
آوام "زياد" بالموافقة، و ذهبوا هُما الأثنان بتجاه بوابة الخروج.في لوس أنجلوس - الساعه الثامنه مساءًا.
"آه يا مريم زي مابحكيلك كده، و فجأة لاقيته ماسك إيدي و بيكلمني بالشكل العدواني ده أنا خوفت بجد و قلقت أنه يكون مجنون أو حاجه ".
هكذا رددت تلك الكلمات لصديقتها مريم آلتي تابعت حديثها لها قائله : " غريب فعلًا، هو مريض ولا إيه! ".تمارا : مريض على نفسه بقي يا بنتي، هي الحياة ناقصه يعني مإنتِ عارفة وشايفه.
مريم : أكيد .. سيبك منه إحنا عندنا بُكره و بعده و هنرجع مصر تاني ..
تمارا : مصر وحشتني واللهِ، و أجواء رمضان فيها ليها وحشة رهيبة..
مريم : أهو كُلها يومين و ننزل تاني بس عايزين بقي ننزل نتفسح كده ونشوف أماكن ماروحنهاش قبل كده..
تمارا : آيوة، عايزين كمان ننزل بُكره نشتري هدوم جديدة ..
مريم : يابنتي كفايه هدوم بقي دولابك بيقولك أرحميني
ضحكت تمارا بصوت مُرتفع قائله : ياستي أنا شخص بيحب الشوبينج أصلًا، تحسي أن ماما ولدتني في محلأبتسمت مريم لها و ذهبت إلي المرحاض تستعد لدخولها في ثُبات يدوم ل ثمان ساعات، نظرت لها تمارا قائله : مابتشبعيش نوم يا مريم؟
ردت مريم و فمِها ملئ بمعجون الأسنان : أنا ... ب.. بحب.. الن..وم أو..ي
لم تفهم تمارا منها كلمة واحده، فا اوقفتها إلي حين خروجها و يكون فمِها فارغ من الأكل و من معجون الأسنان أيضًا!.مريم : بقولك أنا بحب النوم أوي.
تمارا : باين من غير ماتحلفي يابنتي
مريم : خليكي أنتِ أتنمري عليا كده لحد ماتخلفي نُسخ صُغيره مني
تمارا : حرام عليكي، ليه كده..
مريم : إنتِ تطولي أصلًا
تمارا : آيوة أطول يابت آومال أنتِ مفكره إيه.
مريم : تصبحي على خير بقي يا أطول خلق الله.
تمارا : ماتقعُدي معايا أرجوكي شويه
مريم : سوري مقدرش عندي مواعيد نوم
تمارا : طب غوري يا مريم
مريم : الله ماتزُقيش
ضحكت تمارا على جنون صديقتها المُقربة. أمسكت هاتفها باحثه عن أسم مُعين و أجرت مُكالمة صوتيهرنين .. رنين .. رنين .. أجابة
هشام بصوت نصف نائم : حبيبتي
أبتسمت تمارا : صحيتك صح؟
هشام : بصراحه آه، التوقيت المُختلف ده مُشكلة
قالت تمارا بحنان : طب أقفل؟
أفاق هشام على صوتها : لأ تقفلي إيه ده أنا مابصدق أسمع صوتك
تمارا : وحشتني
ضحك هشام : الله الله، أتطورنا و بقينا نقول كلام مُحن!
ردّت تمارا بضيق مُفتعل : تصدق أنا غلطانه، طب ماوحشتنيش
أبتسم قائلًا : أنتِ كمان وحشتيني يا تمارا
تغيرت ملامح وجهها إلي ملامح طفله تنتظر أبيها : هتعمل إيه النهارده
هشام : أنتِ أستاذه في تغيير المواضيع، عمومًا عندي شُغل و كذا عميل هسلمهُم ڤيلل و شُقق و الجميل بتاعي عنده إيه بقي؟
تمارا : أنا خلصت المؤتمر و ..
قطعها صوت هشام قائلًا : معلش هقفل يا تمارا و نتكلم بعدين
وقبل أن تجاوب تمارا كان قد أغلق الهاتف في وجهها، وضعت هاتفها على الأرض و أشعلت التلفاز و بدأت بالمُشاهدة أفلام الرسوم المتحركة.
أنت تقرأ
حب بالأكراه
Romanceيتم أختطاف سفيرة النوايا الحسنة لمصر من قبل شاب، و يُجبرها على حُبه وإلا ستظل مسجونته إلي أن يعطف عليها و يترُكها أو يُمكنها الوقوع في حُبه و تغدو معه ملكة كُل شيء! أما ستكتفي بكونها ملكة حياتها الحُرة!. تصنيف : رومانسي - جنون - كوميدي - مُغامره - آ...