مقيداً أكثر من ذي قبل ..

283 30 54
                                    

إمبراطورية فاكت
مي و رو

رو : أمي ..هل لنا بالتحدث قليلاً ؟

نظرت إليه والدته بتردد قبل أن تذعن لطلبه ..كانت مستعدة لسماع أسوء العبارات ..كانت تهيء قلبها لما سيحدث بعد قليل ..
كانا يجلسان مقابل بعضهما البعض على مائدة الطعام المستديرة الصغيرة ..سحبت مي كرسياً وجلست بجوار رو ..أدار رو رأسه ناحيتها لتقول مبتسمة ابتسامة ذات مغزى :
لن اتدخل إلا عند الضرورة ..افعل ما تشاء.

انتابته رغبة بالضحك كتمها واضعاً يده أمام فمه ..لقد كانت مي تقلده ..لقد قالت نفس الذي قاله لها عندما ذهبا إلى سجن رولو وقابلا بيكر بين لأول مرة ..

"..لن اتدخل إلا عند الضرورة ..افعلي ما تشائين .."

ابتسمت مي له ليبادلها الإبتسام تحت أنظار والدة رو ..مينا ..
نظرت بشرود إليهما قبل أن تخفض رأسها وتزفر نفساً متثاقلاً ..

اخذ نفساً عميقاً ليقول : أمي ..أريد سماع الحقيقة منكِ .

عينيه كانتا جادتين ..لم يتوقف رو مطلقاً عن مناداتها بأمي ..على الرغم من كونها تظن ..أنها لم تعد تستحق ذلك ..

مينا : الحقيقة هي أنني تخليت عنك ..كما أنني آذيتك ..أنا ..

رو : أمي أنا لا أتحدث عن ذلك !

قال رو محتجاً لترفع رأسها وتنظر إليه بعدم فهم ..مال برأسه وقال بنبرة لطيفة :
اخبريني عن مشاعركِ .

استرقت مي نظرة إليه ..لم يسبق لها أن رأت رو هكذا ..كان يبتسم ..لكنه في الحقيقة لا يرغب بذلك ..أحياناً نخاف من معرفة الحقيقة لدرجة اختبائنا خلف قناع مبتسم قمنا بصنعه ببراعة ..قد نظن أنه قناع يمكنه إخفاء مشاعرنا المترددة ..ولكنه في الحقيقة هو قناع يجردنا من مشاعرنا الحقيقية فحسب ..

مينا : أنا ..في الحقيقة أحببتك !..لم أكرهك يوماً يا رو ..لم أكن منطقية عندما طلبت منك السير على الزجاج من أجل أن تبرهن حبك لي ..كان طلباً أحمقاً ..لا بل مجنوناً ..أدركت بعد تلك الحادثة أنني ..لم أعد أستحق أن أكون أمك ..

فجّرت مشاعرها دفعة واحدة وابتلعت ريقها دون أن تنظر إلى رو ..كانت خائفة من تلاشي الشجاعة التي تتملكها الآن ..

مينا : كنت أشعر بالوحدة ..مايك لم يكن يأتي للمنزل وتوجب عليّ الإعتناء بك لوحدي ..حاولت مراراً وتكراراً إخباره بكم أنا أحتاج إليه ..وكم أنني ..كنت أتحطم من الداخل تدريجياً وبصمت ..لكنه ..لم يكن يدرك ذلك ..حتى تحولت إلى ذلك الشخص الذي كنت عليه ..ثم حدث ما حدث ..اتفقنا على تزييف حادثة موتي لك ..و

«في عالم لا ترى فيه سوى الحقيقة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن