بيكر بين !

603 58 181
                                    

سجن رولو

- جلالتك الشخص الذي طلبت مقابلته مسجون في السجن الانفرادي .
قالت الفتاة التي تجلس خلف المكتب بعد أن قلّبت بعض الأوراق الموضوعة أمامها ..من فوق نظارتها نظرت إليهم لتسأل بشك :
- قد يكون خطيراً أما زلت ترغب بمقابلته ؟

أكد رو بهدوء :
أجل ..ارشدينا إلى زنزانته .

نهضت وانحنت لتمد ذراعها مشيرة إلى ممر آخر.. لتقول بعد أن تحدثت مع أحدهم :
تفضلا من هنا .

تبعاها بصمت ..صوت كعب الموظفة الذي كان يصدر صوتاً مع كل خطوة تخطوها بدا كما لو أنه يجعل قلب مي ينبض بسرعة أكبر ..ما الذي ستقوله عندما تقابله ؟..ما الذي ستفعله عندما تراه ؟..هي خائفة من ردة فعلها ..لسبب ما تردد صوت رو في رأسها ..
"..لا تقلقي فأنا معكِ .."

ابتسمت بخفة وغمرها بعض الشعور بالراحة ..حسناً لا داعي لإستباق الأحداث ..ستحدثه بشكل عادي ولن تفعل له شيء ..لن تقوم بشيء ستندم عليه ..لن تفعل ..صحيح ؟

- وصلنا .
قالت الموظفة وهي تشير إلى باب يقود إلى غرفة ما ..أخرجت المفاتيح من جيبها لتقول :
- لأنكما تريدان مقابلته جلبناه إلى هذه الغرفة ..ارجوكما كونا حذران سنكون موجودون في حال حدث اي امر مقلق !

اومئ لها رو ليدخل كل من رو ومي فأغلقت الموظفة الباب خلفهما ..تصاعد التوتر داخل مي ورفعت عينيها لترى أحدهم جالس في كرسي يتوسط الغرفة وتقابله طاولة صغيرة بعض الشيء ..مكبل بالسلاسل ولكن لسبب ما بدت هذه السلاسل غير كافية له ..لم يرفع الرجل رأسه ..ولم تملك مي الشجاعة الكافية لتطلب منه فعل ذلك ..قلبها يشتعل وتشعر بجسدها يحترق ويتصبب عرقاً ..اخذت نفساً عميقاً تحت أنظار رو المترقبة ..أسند رو ظهره على باب الغرفة المغلق واخذ يبدل نظره بين مي و المدعو بيكر ..استدارت مي نصف استدارة لتلتقي أعينهما فيغمض رو عينيه ليهمس :
لن اتدخل إلا عند الضرورة ..افعلي ما تشائين .

تملكت مي بعض الشجاعة فأعادت نظرها إلى والدها لتزدرد ريقها وتقترب خطوة منه لتقول بتوتر حاولت إخفاءه بفشل :
ارفع رأسك !

رفع رأسه ونظر إليها ..كان وجهه شاحب ولكن لا يمكن إنكار وسامته ..بشعر أسود وعينان خضراوتين ..ولحية غير حليقة وعلى وجهه بعض القاذورات مما جعلت لون بشرته البيضاء رمادية اللون ..بصوت جاف وبارد سأل :
من أنتِ ؟

ارتجف قلب مي داخلها لتقول ببرود مصطنع :
لا يهم من أكون صحيح ؟..الأهم من ذلك لما لم تأتي كل هذه المدة حتى ترى أمـ..إيريما ؟

تعمدت مي ذكر اسم والدتها ليحدق بها بيكر بشيء من السخرية ويقول :
لا أعرفها ..ثم ما شأنكِ أنتِ يا من لا يهم من تكونين ؟

مي : إن لم تجبني فاعتبر بأن حياتك قد انتهت !

كانت مي تعرف بأنها تهدد من فراغ ولكن لسبب ما وجود رو معها جعلها تملك ثقة عمياء بأنها تستطيع فعل اي شيء ..اي شيء بما فيه سلب حياة هذا الجالس أمامها الآن ..قهقه بيكر ساخراً ليقول :
حقا ؟ إذاً أرجوكِ افعلي لقد مللت منها أساساً بالفعل !

«في عالم لا ترى فيه سوى الحقيقة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن