انقذي رو !

658 60 69
                                    

قبل 10 سنوات
المدرسة الابتدائية
مي في الثامنة

كان الجميع يلعب في ساحة المدرسة الخارجية ..يضحكون ويلعبون ويتحدثون ..الجميع ما عدا تلك الجالسة على الدرج وتنظر إليهم بشرود ..فتاة بشعر أسود يصل إلى أسفل كتفيها بقليل ومسرح بإهمال ..تقدمت منها إمرأة ترتدي نظارات بدت في العقد الثالث من عمرها ..وضعت يدها على كتف تلك الفتاة لترفع الفتاة رأسها ناظرة إلى معلمتها بعينان زرقاوتين تائهتين ..

المعلمة : لماذا لا تلعبين مع أصدقائك ؟

ادارت مي وجهها وعاودت النظر إلى زملائها الذين يلعبون ويضحكون في الساحة ..لماذا يضحكون ؟..من السعادة ؟ ..ولكن ..ماهي السعادة ؟

المعلمة : مي ..لنلعب مع أصدقائنا سوياً ما رأيك ؟
حاولت المعلمة مجدداً ولكن محاولتها بائت بالفشل ..نهضت مي من مجلسها واتجهت إلى داخل مبنى المدرسة فتنهدت المعلمة بشيء من الحزن ..

المعلمة : لماذا لا تتفاعل مع البقية ؟

اتى معلم البدنية الذي يرتدي بدلة رياضية من خلفها والمدعو توماس ليقول :
لا يمكنكِ فعل شيء ..لقد فقدت والدتها مؤخراً .

رفعت المعلمة إحدى حاجبيها بإستغراب لتستفسر :
ولكن والديها قد جاءا البارحة ؟

توماس : بالتبني .

همهمت المعلمة بفهم لتسأل :
اذاً ..كيف ماتت والدتها ؟

تكتف توماس ونظر إلى السماء قائلاً بشيء من الأسى :
ما يمكنني إخباركِ به هو ..ان موتها لم يكن سهلاً أبداً .

* * *

غرفة الصف

نظر الجميع إليها بتوتر ..كانت تجلس في مقعدها وتحدق بطاولتها بصمت ..بعينان فقدتا معنى الحياة ..همسات علت من حولها ولم يهتم اي احد لكونها تستطيع سماع هذه الهمسات ..

- هذه الفتاة دوماً ما تجلس لوحدها .

- بشعرها الأسود وتلك العينان انها حقاً مخيفة ! كما لو أنها ساحرة !

- سمعت أنها فقدت والدتها !

- ايه ؟!..يا لها من فتاة مسكينة !

لا يهم ..لا يهم اي شيء ..لم يعد يهمني اي شيء ..بعد رحيلها ..على من سأعتمد ؟..من سيضمني إلى صدره ؟..من سيشعرني بأنني مهمة ؟..ايه ..لحظة واحدة ..هل أنا استحق البقاء على قيد الحياة ؟..هل هناك هدف من البقاء على قيد الحياة ؟..اريد لقائها ..اريد رؤيتها ..اريدها ! ..هل هذه أنانية ؟..اذاً انا أنانية ..لا يهمني ان لامني الجميع ..كل ما اريده هو ..ان ارى ابتسامتها مجدداً ..

سيك : مرحباً !..هل يمكننا أن نصبح أصدقاء ؟

تجاهلته مي ..ظنت انه لا يخاطبها ..ولكنها اكتشفت العكس عندما سحب الكرسي الذي أمامها وجلس عليه ..اكمل غير آبه بأن المحادثة من جهته فقط :
أنا سيك ! وأنتِ مي صحيح ؟

«في عالم لا ترى فيه سوى الحقيقة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن