هذه هي علاقتنا ..

434 49 142
                                    

إمبراطورية فاكت
غابة رافر
قرية ما
سول

كانت مجرد قرية مسالمة وسط غابة رافر ..قرية كان الطعام والماء يتواجدون فيها بكثرة ..كان القروين بوسعهم الخروج من القرية بسهولة ..كان بوسعنا الذهاب إلى الجهة الآخرى من النهر لجلب الأطعمة للجميع ..إلى أن أتى ذلك اليوم ..جاء إلى قريتنا شخص غريب وأطلقنا عليه غريب كونه كان يجر شيئاً ما ورائه ..ثم فجأة صرخ بعد أن ابتسم بخبث :
من الآن وصاعداً أنا المتحكم بهذه القرية.. ممنوع عليكم الذهاب للجهة الأخرى من النهر..أي من سيفعل ذلك ..سأقتله !

‏ما إن أنهى جملته حتى ألقى أمامنا ما كان يجره خلفه ..شهق الجميع بفزع ..فما كان يجره خلفه هو جثة زعيم القرية ..والأسوء من ذلك أنه قد ألقى بجثة الزعيم أمام ابنه الوحيد ..وابن زعيم القرية كان..ساي ..شهق ساي بصدمة وعجز للحظات عن استيعاب ما يجري ..أخذ ينظر بعدم تصديق إلى جثة والده الهامدة ..شاهد بعدم إستيعاب تدفق الدماء من جثة والده ..لقد فقد والدته منذ كان صغيراً وهاهو الآن وأمام عينيه يفقد والده ..بوجه مرتعب نظر إليّ ..كان كما لو أنه يود مني أن أخبره أن كل هذا مجرد كابوس ولكن حين رآني أشيح بوجهي عرف أن ما يحدث الآن هو واقع بلا ريب ..صرخ ساي وأمسك بكلتا يديه رأسه لتتدفق الدموع من جحورها ..دموع رجت أن يكون كل هذا مجرد كابوس غليظ ..خانته قدماه فجثى على الأرض وهو لا يبعد عينيه عن وجه والده الذي فارق الحياة..ما أفاقه من حالته تلك هو صوت الضحك الهستيري لذلك القاتل ..وهو واضعاً يده على وجهه اخذ صوت ضحكه يعلو أكثر فأكثر ..يضحك بجنون كما لو أنه يشاهد عرضاً مضحكاً ..استشاط ساي غضباً ولم يعد يرى أي شيء أمام عينيه ..أعماه الغضب ولم يعد يعرف ما الصواب ..استل كل من سيفيه وصرخ بحنق ليهجم على القاتل ..لحسن الحظ استطعت منع ساي بإمساكه من الخلف وصرخت بنبرة صديق قلق على صديقه :
لا تكن متهوراً !..أنت معمي من قبل غضبك الآن ! لا تدع حياتك تذهب هباءً !

نظر إلينا القاتل بتململ ليقول بسخرية :
أجل استمع إلى صديقك ..حسناً على الرغم من أنه يجب عليّ معاقبتك الآن على تصرفك الوقح هذا ولكن ..سأدعك اليوم فأنا بمزاج جيد الآن !

ساي : وقح تقول ؟! أجـ

لم يكمل جملته فقد قمت بحقنه بأبرة منومة أضعها دوماً في جيبي للإحتياط ..شددت من إمساكي لكتفي ساي بينما قال ذلك القاتل بإبتسامة كرهتها من أعماق قلبي :
أحسنت صنعاً .

بعد ذلك اليوم بقينا لأسابيع في حالة يائسة ..الطعام قليل وكل من حاول الذهاب للجهة الآخرى من النهر وجدنا جثته في صباح اليوم التالي ..انتظرنا من الإمبراطور أن يساعدنا ولكنه لم يفعل ..شعر ساي بأن المسؤولية تقع على عاتقه كونه ابن زعيم القرية لذا قرر الذهاب إلى الجهة الآخرى من النهر رغم معارضة الجميع لقراره ..لا أعرف ما الذي جرى بين ساي وبين القاتل ولكن كل ما أعرفه هو أن ساي عاد إلينا في صباح اليوم التالي وهو يغطي بيده عينه اليمنى الذي أخذت تنزف الدماء لتخرج من يده وتنسال على طول خده الأيمن ..وقع مغماً عليه فهرعت إليه بصدمة على وجهي ..في ذلك اليوم فقد ساي إحدى عينيه ..ورغم أصراري عليه إلى أنه لم يخبرني بما جرى له هناك ولكن كان هناك أمراً واحداً عرفناه حق معرفة ..لم يستطع ساي قتل ذلك القاتل الطليق ..

«في عالم لا ترى فيه سوى الحقيقة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن