هل أنا مجرد أداة ؟

663 67 26
                                    

في مكان قريب

تقدم أحد الخدم القادم على إحدى الأحصنة من رو وقال بهلع : جلالتك !..سمو الأميرة ! لقد فقدت السيطرة على حصانها !

اتسعت حدقتا عينا رو بصدمة في حين شهقت سالي بجزع ..كز رو على أسنانه وضرب بقدمه جانب حصانه ليسرع لإنقاذها !

"..انني قلقة ..انها اول مرة تمتطي فيها الحصان صحيح ؟.."

رو : اللعنة ! ..لقد اخترت لها حصان وديعاً لذلك السبب !

"..ألا بأس بتركها معه ؟.."

رو : أيعقل أن لذلك الحقير علاقة بما حدث لها ؟!..ما الذي يفعله الآن أساساً ؟! لما لم يحاول أنقاذها ؟!

ضيق رو عينيه فقد بدأت مي تظهر أمامه ..كان حصانها هائج بشكل مريع وهي تمسك برقبته بخوف ..لحق رو بها وقال صارخاً وهو يمد يده لها :
اقفزي ! تعالي إليّ !

نظرت مي إليه بوجه شاحب وقالت :
مستحيل !..لن استطيع ! سأقع !

رو : سأمسك بكِ ! ثقي بي !
نظرت مي إلى عينيه ..كانتا تلمعان بالثقة ..ولكنها ما زالت خائفة وقلقة ..هل ستستطيع فعلها ؟!

قال رو بشيء من نفاذ الصبر :
مي !

ندائه لإسمها جعلتها شجاعة لسبب ما ..تركت رقبة حصانها وبكل ما اوتيت من قوة قفزت وهي مغلقة عينيها ..أمسكها رو وأبطأ من سرعة حصانه ..تشبثت مي بثيابه واخذت ترتجف ..لاحظ رو بعض الدموع قد انسالت على وجنتيها فقربها إليه وربت على رأسها بخفة ليقول مطمئناً :
أحسنتِ !..إنكِ بخير الآن ..أنا هنا .

سمعت مي دقات قلبه ..وشعرت بحضنه دافئ بشكل غريب ..لوهلة شعرت بقلبها يخفق ..اه لأنني ما زلت خائفة صحيح ؟..انه دافئ حقاً ...دوماً ما يأتي لإنقاذها ..ولكن ..أليس يفعل هذا من أجله ؟

بعد فترة استطاعت مي الهدوء أخيراً ..فابتعدت عن رو الذي اخذ يسير بالحصان ببطئ فقالت وهي تمسح دمعة متمردة :
اسفة و شـ ..شكراً لك .

علق رو : انتِ دوماً تتأسفين ثم تشكرين !

مي : الا يمكنك ان تتوقف عن التعليق لمرة واحدة فقط ؟!

«في عالم لا ترى فيه سوى الحقيقة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن