ترجلت من السيارة تمشي جواره مقتولة الروح، مذبوحة بسكينة الحياة الغادرة..فتح باب لشقة واسعة في الطابق الرابع دلف أولًا ينظر لها بإمتعاض يحثها على الدخول، رفعت قدميها بتمهل تخشى خوض تلك التجربة..تخشاها بشدة، فور ما وضعت قدميها داخل المنزل أغلق الباب بقوة هزت لها الجدران.
أيقنت أنها دلفت لعريان الأسد بكل إرادةٍ منها.
لكنها مغلوبة..تحركها أيادي خفية
وضع يديه داخل جيوب بنطاله ينظر لها بتدقيق للمرة التي لا يعرف عددها.
شعرها الثائر نتيجة ما فعله الهواء، ملامح وجهها الجامدة والساكنة رغم ما حدث، جذبه إرتعاشت شفتيها، خائفة..تبدو خائفة ومتوترة وهذا شيء أرضاه جدًا، تلك الوقحة صاحبة التنورات القصيرة تقف بهدوء وكأنها ابتلعت لسانها..تمسك في يدها جاكت البدلة الخاص به.
بالطبع فهو رجل حامي الدماء، شرقي، له الحق أن يغار على أنثاه، ما بالك إن كانت قطعة فتنة متحركة..!
سيقانها ترتجف رغمًا عنها..كأن العاصفة في الخارج أطاحت بجمودها..بالطبع قصة وقت..وقت قليل للغاية وستصبح روحها معراة أمامه.
لم تدم في التفكير كثيرًا ضربتها عاصفة أن أخاها ليس معها لم تتحرر بعد..!! عليها الثبات وعدم الضعف..عضت على نواجذها تستعيد تلك الشخصية الجامدة..أو بمعنى أصح المفتعلة.
_اتجوزتني ليه..؟
بالتأكيد لن يعترف لن يطاوع شعور لا يعرف ماهيته حتى، هناك حواجز يغلف بها نفسه يمنع أيةٌ أنثى من اختراقه..لكن تلك..حقًا لا يعرف.
طال صمته لكن عينيه لم تنزاح عن عينيها، وضعت الجاكت على أقرب كرسي لها ثم اتجهت له، وكل خطوة تخطيها في طريقها إليه ينتفض قلبها هلعًا، خوفًا، وشيئًا أخر غير معلوم الهوية.
أمسكت بياقة قميصه المفتوح أول أزراره قائلة بهمس أمام وجهه:
_أنا مش زي ما أنت فاكر.
قالتها بنبرة صادقة تخفي وراها حقيقتها البريئة، ليته يستطيع أن يفهم أنها تقصد معنى خفى تمامًا عما تريد إيصاله، تريده أن يكون سببًا لينتشلها من خوفها وصراعاتها، لماذا هو بالتحديد..لا تعرف لكنها شعرت معه بشعور غريب..لم يجعلها ترتجف خوفًا..وهذا ما تريده لا تريد الشعور بالخوف..يكفيها ما هي فيه.
ضيق حاجبيه بعدم فهم عادمًا المسافة بينهما، دومًا ما يشك في أمر تلك المرأة، لكنه أقسم داخله أنه لن يبرح حتى يخترق حصونها المنيعة.
_أنا مش زي ما أنت فاكر سهلة.
ارتفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة، تلك الـ...تظنه لا يعرفها..بل يحفظها تلك الوقحة صاحبة التنورات القصيرة
وعلى ذكر التنورات اتجهت أنظاره لتنورتها السوداء الملتصقة بجسدها كجلد ثانٍ لها، اتجهت يده في لمح البصر لطرف تنورتها يسحبها إليه بقوة حتى اصطدم جسدها الغض ببنيته الصلبة.
ارتجاف جسدها لم يخفى عليه، تحركت مقلتيها بتوتر سرعان ما أزاحته ليعم مكانه الجمود.
_ومالك الأسيوطي مش بيحب يلعب لعبة كله بيفوز فيها..مليش في السهل
شعيرات ذقنه النامية تحتك بوجنتيها بشكل غير لائق تمامًا.
نظرت لعينيه مباشرةً قائلة بجدية:
_توصل للجواز.؟
رمقها بنظرة ساخرة ويده تمسك بذراعيها قائلًا بنبرة ذات مغزى لم تفهمه البتة..ولن تفهمه مهما حاولت:
_وهتوصل لأكتر من كدا دلوقتي..
•ضيفوا الرواية للمكتبة علشان يوصلكم كل تحديث💙
أنت تقرأ
عذاب حبـك "الجزء التاني من جبروت قسوته"
Romansaهل أخبرتك يوماً أنه أصبح للوقت طعمٌ ورائحة ولون منذ أن عرفتك! هل أخبرتك يوماً أنني كنتُ أرى الكون رمادياً وأنك سكبت عليه ألواناً ما كنتُ أعرفها، هل أخبرتك يوماً أنك عبرت بحياتي كشمسٍ أشرقت على مدينة لا تعرف الشمس وكطائرٍ حطّ على شجرةٍ عاريةٍ ذات شتا...