شعرت ( منی ) بالقلق الشديد عندما ابتعدت
السيارة عن المدينة انتابها شعور بأن الرجال الثلاثة
ينوون قتلهما في مكان منعزل ، وتوتر جسدها كله
عکس ( أدهم )، الذي قاد السيارة ببساطة ويسر ،
وكأنه في نزهة خلوية إلى أن أمره الرجل الضخم
بالانحراف يسارا ، فقطب حاجبيه ، ولكنه أطاع الأمر
وهو يدرس الموقف ، محاولا وضع خطة مناسبة للتغلب
على الرجال الثلاثة ، لو أن
نيتهم كانت القتل
ولكن الرجل الضخم طلب منه التوقف أمام منزل
ريفى أنيق من طابقين .. توقف ( أدهم ) أمام المنزل
وهبط من السيارة ، يتبعه الرجل الضخم الجثة والرجلان
الآخران يقود أحدهما ( منی )، وتوقفت السيارة
السوداء ، ولكن سائقها لم يغادرها ، بل قبع في مكانه
خلف عجلة القيادة ، واكتفى بإشعال سيجارة ، ونفث
دخانها في الهواء ، وهو يخرج مسدسه ، ويضعه في
وضع الاستعداد للإطلاق
قاد الرجال الثلاثة ( أدهم ) و ( منی ) إلى داخل
المنزل الريفي ، وما أن اجتاز ( أدهم ) المدخل حتى
طالعته لوحة زيتية ضخمة تمثل ( أدولف هتلر ) ، وقد
امتلات ملامحه بالخوف والذعر ، وهو يسقط وسط
نيران شديدة اللهب ، تمتلئ بشياطين يحمل كل منهم
رمحا ينتهی بنجمة سداسية الأطراف ، وفي ركن اللوحة
كومة من الصلبان المعقوفة ، رمز الحزب النازي القديم
وقد اشتعلت فيها النيران ، وتأكل معظمها
أخذ ( أدهم ) يتطلع إلى اللوحة وقد ارتسمت على
شفتيه ابتسامة ساخرة ، حتى وصل إلى مسامعه صوت
هادي يقول :
- هل أعجبتك اللوحة یا هر ( صالح ) ؟
التفت الجميع إلى مصدر الصوت ، وقطب
( أدهم ) حاجبيه ، وهو ينظر إلى صاحب الصوت
كان رجلا قصيرا نحيل، له جبهة بارزة ، وذقن مدبب
لم يكن هناك من شك في أنه نفس الرجل
الذي قدم نفسه إلى ( حازم ) باسم ( هانز ریشمان ) ،
فقال ( أدهم ) وهو يفحص الرجل بتمعن
أعتقد أن فيها جزءا صادقا .. هذا الخاص
بالشياطين التي تحمل رماحا تنتهي بنجمة سداسية
الأطراف
قال ( هانز ) بصوت جامد :
- كم تبلغ من العمر يا هر ( صالح ) ؟
ابتسم ( أدهم ) ابتسامة ماكرة ، وقال :
لقد ولدت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
يا سيد ( هانز )
رفع ( هانز ) حاجبيه ، وقال :
- آه .. من الواضح أنك ذکی یا هر ( صالح ) .
ذكي وتعلم الكثير
قال ( أدهم ) بهدوء :
. لقد وصفك ( حازم ) بدقة يا سيد ( هانز )،
حتى أنه من الصعب ألا أعرفك
ابتسم ( هانز ) ، وقال :
- يسعدني التعامل مع الأذكياء یا هر ( صالح )،
فاستيعابهم السريع يجعل الأمر أسهل
ثم عاد يشير إلى اللوحة قائلا :
- هل قرأت شيئا عما فعله الألمان بشعبنا یا هر
( صالح ) ؟
ابتسم ( أدهم ) ابتسامة خبيثة ، وقال
- نعم .. لقد قرأت الكثير عن أمجاد الألمان
احتقن وجه ( هانز )، وقال بلهجة غاضبة :
- هل تسمى هذه المذابح البشعة أمجادا یا هر
( صالح ) ؟.. هل تعتبر القضاء على شعب سامی
مجدا؟
أجابه ( أدهم ) بلهجة لا تخلو من السخرية :
- كنت أظنكم تعتقدون هذا يا سيد ( هانز )،
فتاريخكم مملوء بالمذابح ،، ومحاولات القضاء على
الشعوب
ابتسم ( هانز ) ابتسامة صفراء قاسية وهو يقول :
- إما أنك جريء أكثر
من
اللازم أو أنك أحمق
یا هر ( صالح ) .
ثم أشاح بذراعه مستهينا ، وقال :
- ولكني لم أحضرك إلى هنا لنتناقش في سياسة
شعبينا يا هر ( صالح ) ، وإنما طلبتك من
أجل مهمة محددة
وضاقت عيناه وهو يتابع قائلا
- أريد منك الابتعاد عن برلين مدة ثلاثة أيام یا هر
( صالح ) .. ثلاثة أيام فقط
ضحك ( أدهم ) وقال :
- أي الفترة الكافية لإنجاح مخططكم الدنيء
آسف يا سيد ( هانز ) ليس في نيتی مغادرة برلين
ابتسم ( هانز ) ابتسامته الصفراء ، وقال :
- هل هذا رأيك النهائی یا هر ( صالح ) ؟
عقد ( أدهم ) ساعديه ، وقال بحزم :
- نعم يا هر ( هانز)
هز (هانز ) رأسه ، وقال بنفس الإبتسامة
الصفراء :
- كنت أتمنى ألا. يصل الأمر إلى هذه النقطة يا هر صالح
حسنا .. ستبقى في برلين
وفجأة صاحت (منی ) بذعر :
- ( أدهم ) .. احترس !
استدار ( أدهم ) بسرعة ، ليتفادى ضربة قوية كانت
موجهة إلى مؤخرة رأسه ، فهوت في الفراغ ، مما أفقد
صاحبها الضخم توازنه ، وساعده ( أدهم ) على
السقوط ، بأن وجه إلى مؤخرة رأسه الضخم لكمة
قوية ، ثم قفز نحو أحد الرجلين .. على حين ركلت
( منى ) الآخر في معدته بقوة ، جعلته يتأوه ألما
وصاح ( هانز ) ووجهه يتفجر دهشة :
- ( أدهم) .. ما معنى هذا ؟
لم يجبه أحد إذ كان ( أدهم ) مشغولا بتوجيه لكمة
قاضية إلى فك أحد الرجال ، الذي ترنح وسقط على
ظهره فاقد النطق ، على حين لكم الآخر ( مني ) بقوة ،
ألقتها أرضا ، وقبل أن يعقب لكمته بأخرى شعر بقبضة
قوية تمسك بعنقه ، وترفعه عن الأرض ، وبصوت قوی
ساخر يقول :
- هل تستطيع مقاتلة الرجال بنفس الكفاءة
يا ترى ؟
ثم تهشم انفه من جرّاء لكمة قوية غاضبة ، وطار
جسده في الهواء بقوة مرتطما بزميله الضخم ، الذي عاد
ينهض ، ويزمجر غاضبا ، ثم قفز على ( أدهم )
بوحشية
صرخ ( أدهم ) بتلك الصرخة المميزة للاعبي
الكاراتيه ، والتي ترتجف لها الأبدان ، وقفز في الهواء
ببراعة ورشاقة .. وتحركت قدماه في وقت واحد ،
لتصيب الرجل الضخم في وجهه وصدره في آن معا
قبل أن تستقر قدما ( أدهم ) على الأرض ، وتتجه
قبضتاه إلى فك الرجل ومعدته بسرعة وقوة .. ارتج
الجسد الضخم كبرميل فارغ ، ثم جحظت عيناه ،
وسقط على الأرض كالصخرة
أسرع ( أدهم ) يساعد (منی ) على النهوض ،
عندما سمع صوت ( هانز ) قاسيا يقول :
- عرض رائع يا هر ( أدهم ) .. ولكن يبدو أنك
قد نسيتني في غمار المعركة
التفت إليه ( أدهم ) بحركة حادة كما فعلت (منی )،
ولكنه كان يقف هادئة ويده تحمل مسدسا ضخما ،
وعلى شفتيه ابتسامة صفراء مقيتةحد صاحي 😂😂
أنت تقرأ
صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل
Açãoكيف سقط ضابط مخابرات مصرى في فخ أعدته المخابرات المعادية ؟ ولماذا اختارت المخابرات المعادية ألمانيا بالذات لتنفيذ هذا المخطط تری هل ينجح (أدهم صبري) في إنقاذ زميله وهزيمة المخابرات المعادية ؟ اقرأ التفاصيل المثيرة ، لترى كيف يعمل رجل المستحيل الرو...