10/ رأساً علي عقب

421 47 3
                                    


ضحك مدير المخابرات المصرية عندما استمع إلى
الأخبار التي نقلها إليه ( قدری ) ، وقال بصوت ملأته
رنة الإعجاب :
- ( أدهم صبری ) أثبت أنه داهية حقا .. ها قد
انعكس الأمر كله ، وسقط رجال المخابرات المعادية في
الفخ الذي صنعوه
عندما اعترف ( حازم ) بأنه
واحد منهم .. يا لها من خطة شيطانية !!
تنحنح ( قدری ) ، وقال بتردد :
- ولكن خطورة الأمر لم تنحسر بعد یا سیدی
فما زال المقدم ( حازم ) في السجن ، وعقوبة التجسس
الصالح ( مصر ) لا تختلف عن عقوبة التجسس لصالح
.
قاطعه مدير المخابرات قائلا
- ولكنه أنجز الجزء الأكبر والأصعب من المهمة
یا ( قدری ) .
قطب حاجبيه ، وتابع قائلا
- وأنا واثق أنه لن يترك زميله في هذا الموقف أبدا
یا ( قدري ) .. سيبذل كل ما يستطيع لإنقاذه ، حتى
لو دفع حياته ثمنا لهذا .. تأكد ذلك
من ذلك
وضع ( شامبر) سماعة الهاتف بغضب ، ثم انهار
على مقعد مواجه لمكتبه ، وهو يحك ذقنه المدبب بعصبية
واضحة ، وأخذ يقول بتوتر محدثا نفسه
- لن أنضم أبدا إلى قائمة رجال ( الموساد ) ،
الذين هزمهم هذا الشيطان المدعو ( أدهم صبري ) ..
لن يهزمني أبدا
ثم التفت إلى رجله الضخم ، وقال :
- هل تتصور یا ( ريف ) لقد أدلى الضابط
المصرى المدعو ( حازم ) باعتراف كاذب ، ادعي فيه أنه
أحد رجال ( الموساد )
واحتقن وجهه ، وازدادت لهجته غضبا وهو يقول
قطب حاجبيه ، وتابع قائلا - ما هدفهم من ذلك ؟.. هل يريدون إحراج :
دولتنا أمام الدولتين العظميين ؟
وهب واقفا وقد زاده الغضب بشاعة ، وقال :
- سأقتل هذا الرجل اليوم .. حتى لو دمرت فندق
( أستور ) بأكمله
قال مسئول الأمن ( فان کول ) ، وهو يتأمل وجه
( أدهم ) و ( منی ) بسخرية :
. أما زلت مصرا على زيارة هذا الرجل یا هر
( صالح ) ، حتى بعد أن أخبرتك بالاعتراف الذي أدلى
به أمس ؟
قال ( أدهم ) بعناد :
- نعم يا هر ( فان ) .. لا يمكنني أن أصدق هذا
الاعتراف إلا إذا سمعته بأذني
ضحك ( فان ) ، وقال :
المهم أن يوافق هو على مقابلتك . يا هر
( صالح )
ثم تناول سماعة الهاتف الداخلى ، واتصل
ب ( حازم ) ، وسأله :
الهر ( صالح ) هنا ، ويطلب مقابلتك .. هل
توافق ؟
قال ( حازم ) متظاهرا بالفزع
- ولكنه سيقتلني إذا ما علم إنني أعمل مع
( الموساد ) .. ولكن انتظر حسنا سأقابله ، ولكن
عليكم بالانتباه .. سأصرخ إذا ما حاول قتلى
وضع ( فان ) السماعة ، وأشار إلى الداخل
قائلا :
-
يبدو أنه يخشى غضبك يا هر ( صالح ) ، ولكنه
سيقابلك برغم ذلك
وما أن ضمت الغرفة الزملاء الثلاثة حتى ابتسم كل
منهم ، وقال ( أدهم ) بهدوء :
- رائع يا صديقي .. إنك تستحق جائزة في فن
التمثيل
وبعد ثلث ساعة تقريا سمع الحارس صوت
( مني ) وهي تصيح :
- بسرعة أيها الحارس .. لقد فقد وعيه مرة ثانية
دخل الحارس بضيق وملل ، وتمتم ببضع
كلمات
غاضبة ، وهو يلقي نظرة سريعة على الجسم الممدد على
الأرض ، ثم التقط سماعة الهاتف ، وطلب القسم
الطبی .
أمسكت (منی ) بذراع ( أدهم ) كالعادة ،
وقالت :
- هيا يا سيدي .. أعلم أن هذا الأمر يؤلمك
هيا سنعود عندما يستعيد وعيه
وسارت نحو باب المبني .. التفت إليهما ( فان ) ،
وابتسم بخبث وهو يشاهد ياقة معطف ( أدهم ) التي
تغطى وجهه ، ومشيته المختلفة ، ورأسه المنحنی ، وقال
بلهجة ماكرة محدثا نفسه :
- لن تسخر مني مرة أخرى يا هر (صالح ) ..
( فان کول ) لا يخطئ الخطأ نفسه مرتين .. فأنا أعرفك
حتى لو بدلت خطوتك

في الدقائق التالية ، كانت سيارة ( أدهم ) تنطلقبراكبيها بسرعة آخذة طريقها في اتجاه مطار برلين ، وقدساد بينهما الصمت ، وبعد هنيهة أشار زميل ( منی )إلى الثقب الذي أحدثته رصاصات راكبي الدراجاتالبخارية ، وسألها- ما هذا ؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


في الدقائق التالية ، كانت سيارة ( أدهم ) تنطلق
براكبيها بسرعة آخذة طريقها في اتجاه مطار برلين ، وقد
ساد بينهما الصمت ، وبعد هنيهة أشار زميل ( منی )
إلى الثقب الذي أحدثته رصاصات راكبي الدراجات
البخارية ، وسألها
- ما هذا ؟.. هل تعرضتم لإطلاق النار ؟
أجابته ( منی ) بصوت حزين :
نعم يا سيادة المقدم ( حازم ) ، وهذا الثقب
نفسه هو الذي أقنع رجال الشرطة بأننا كنا في حالة
دفاع عن النفس
صمت المقدم ( حازم ) قليلا ، ثم قال :
- أنت سعيدة الحظ أيتها الملازم ، لأنك قد عملت
مع ( أدهم صبري ) .. هل أنت قلقة بشأنه ؟
أسندت (منی ) رأسها على زجاج النافذة ، وقالت
بحزن
نعم يا سيادة المقدم لست أدري كيف
سيتصرف رجال الشرطة الألمان عندما يكشفون أن الرجل
الذي لديهم ليس هو ( حازم عبد الله )
قال ( حازم ) بصوت ينم عن الأسف
- لا أستطيع استنتاج ردود فعلهم أيتها الملازم ...
لقد كانت خطة شيطانية أن يحدث هذا التبديل بعد
أن
أدلى باعتراف يدین ( الموساد )
ثم ابتسم ، وتابع
قائلا
- ولقد عملت مع ( أدهم صبري ) فترة طويلة
تكفي لأن أجزم بأنه سينجو .. فهو ليس رجلا عاديا
قالت ( منی ) مغيرة مجرى الحديث :
ينبغي الإسراع یا سیدی ، فلقد اقترب موعد
الطائرة
ثم عادت تستند إلى زجاج النافذة ، وتقول بأسی :
-: لو كان الأمر بيدي لما غادرت ألمانيا قبل أن
أطمئن على نتيجة هذه الخطة .. ولكنها الأوامر ..
ساعده يا رب

صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن