3/ الخدعة المحكمة

598 62 5
                                    


ابتسمت ( منى توفيق ) وهي تتخذ مقعدها بجوار ( أدهم ) ، الذي حياها بابتسامة مماثلة ، وهو يحكم رباط حزام مقعده قبل أن تقلع الطائرة ، ثم انحني عليها ، وكأنه يساعدها على ربط حزام مقعدها وهمس : مرحبا أيتها الملازم .. يبدو أنني قد اعتدت على المشاكل ، التي يسببها لى وجودك في كل مرة

ابتسمت (منی ) ابتسامة خبيثة ،وقالت

:- ويبدو أنني اعتدت أنا الأخرى على المتاعب التي تصاحب مغامراتك يا سيادة المقدم

ضحك ( أدهم ) ضحكة قصيرة مرحة ، على حين انطلق صوت مضيفة الطائرة يعلن قيام رحلة طائرة مصر للطيران ، المتجهة إلى برلين الغربية ، ويطلب من الركاب ربط الأحزمة ، والامتناع عن التدخين ، ثم تكرر ذلك بعدة لغات مختلفة

وما أن أقلعت الطائرة حتى استغرقت ( منی ) في نوم عميق ، وانهمك ( أدهم ) في قراءة الملف الذي أعطاه إياه مدير المخابرات ، ومطالعة الصور الفوتوغرافية

التي يحويها ، حتی تنبه إلى صوت مضيفة الطائرة وهي تعلن وصول الطائرة إلى مطار برلين ، فوضع الملف في حقيبته ، وأيقظ ( منی )،

انطلقت سيارة الأجرة مقلة ( أدهم ) و ( منی ) إلى فندق ( أستور ) .. وما أن توقفت أمام الفندق حتى هبط منها ( أدهم ) ووقفت (منی ) تتأمل ذلك

الفندق الضخم الفخم ، على حين أسرع العاملون لحمل الحقائب إلى الداخل .. وما هي إلا دقائق عشر حتى كان كل منهما في جناح فاخر أنيق ..

وما أن وصل ( أدهم ) إلى جناحه حتى أخرج الملف الصغير من حقيبته ، وألقى عليه نظرة أخيرة قبل أن يشعل فيه النيران ، ويلقيه في المرحاض ،


ثم التقط سماعة الهاتف ، واتصل بجناح (منی ) ، وما أن سمع صوتها حتى قال :- استعدی يا ( مني ) .. سنبدأ العمل في الحال لا وقت لدينا نضيعه

التقي الاثنان في ردهة الفندق أمام مكتب

الاستقبال ، وكان ( أدهم ) ينتظر المرسيدس السبور التي طلبها من إدارة الفندق


، فقال ل ( مني ) بصوت خافت :

- أمامنا خطوة خطيرة ، ولكن لا مفر منها أيتها

الملازم .. سنذهب لزيارة المقدم ( حازم ) بصفتی محام مصرى ، وبصفتك سكرتيرتي كالعادة

رفعت (منی) حاجبيها دهشة وقالت : ولكن هذا سيعرضنا لافتضاح أمرنا يا سيادة المقدم ، أو على الأقل ستحاول المخابرات المعادية التي نصبت هذا الفخ للمقدم ( حازم ) التخلص منا ، ستتحول إلى طريدة ، وفريسة سهلة المنال

صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن