6/ الخرتيت القاتل

486 48 0
                                    


اتسعت عينا ( هانز ) دهشة وهو يضع سماعة
الهاتف على أذنه ، ومر وقت طويل قبل أن يتغلب على دهشته ، ويصيح : - إذن فهذا الشيطان الذي تغلب علينا هو نفسه ( أدهم صبری ) ، الذي هزم ( إليعازر ) في ( فرنسا) من قبل ، وهزم الثعلب العجوز نفسه في ( لندن ) و( واشنطن )
أجابه المتحدث على الطرف الآخر من الهاتف : هو نفسه إذا كانت أوصافه توافق الأوصاف التي أخبرتك بها .. احترس یا ( شامير ) هذا الرجل يحتاج إلى جيش بأكمله لمحاربته .. إنه شيطان
قال ( هانز ) أو ( شامير ) كما يسمى في دولته بلهجة تحد : - فليكن إبليس نفسه .. أنا متخصص في القضاء
على الشياطين
أجابه المتحدث الآخر : من المهم ألا تستهين به ، فهو كما أخبرتك شيطان شیطان صعب المنال
وضع ( شامير ) سماعة الهاتف ، وجلس إلى مكتبه ، وأخذ يحك ذقنه المدبب براحته ، وقد قطب حاجبيه مفكرا ، ثم قال لنفسه بصوت مسموع : سأحطمك أيها الشيطان المصرى .. سأفعل ما عجز عنه الثعلب العجوز نفسه
وقطع أفكاره صوت طرقات على باب مكتبه فطلب من الطارق الدخول .. دخل الرجل الضخم وقد تورم أنفه ، وظهرت هالة زرقاء مضحكة حول عينه اليمني ..
سأله ( شامير ) باهتمام هل توصلت إليه ؟
قال العملاق الضخم بصوت أجش : إنه يقيم في الجناح رقم سبعة عشر في فندق ( أستور )
ابتسم ( شامير ) ابتسامة صفراء ماكرة ، وقال :
- ها قد حانت نهايتك يا هر ( صبری )
وفجأة صاح الرجل الضخم صيحة تجمع بين الدهشة والذعر .. رفع ( شامير ) رأسه إليه بحدة ، فأشار الرجل إلى اللوحة الزيتية ، وقال : انظر یا سیدی . لقد شوهت رصاصتك اللوحة النادرة لقد أصابت مركز النجمة السداسية بالضبط
شحب وجه ( شامير)، وهو ينظر إلى الثقب الذي أحدثته رصاصته في اللوحة ، وقال بغضب هذا نذير شؤم .. وكل هذا بسبب ذلك الشيطان المصرى اللعين
ثم برقت عيناه وهو يلتفت إلى الرجل الضخم قائلا : -
لابد من التخلص من هذا الرجل .. الآن
استلقي ( أدهم) على سريره باسترخاء، وأخذ يراجع خطوات الخطة التي وضعها بهدوء ، وعندما اطمأن إلى سلامتها ابتسم ، وأغلق عينيه بكسل ، وهو يقول لنفسه :
- لن يضيرنا أن نحصل على ساعة واحدة من النوم الهادي
وما أن أنتم عبارته حتى سمع عدة طرقات على باب
حجرته ، فنهض من فراشه ، واقترب من باب الحجرة
سائلا :- من بالباب ؟
أجابته رصاصات ثلاث ، اخترقت باب الغرفة الخشبي دون أن تحدث صوتا ، بالباب ، ونفاذها من خلاله
صرخ ( أدهم ) صرخة مكتومة ، وسقط على أرض
الغرفة .. انتظر الرجل الضخم خارج الغرفة لحظات ،
ثم ابتسم ابتسامة نصر عندما لم يصل إلى مسامعه صوت ..
ما بعد تلك الصرخة المكتومة ، وصوت ارتطام جسم
بالأرض ، ومد يده بحذر مستخدما مفتاحا صناعيا في
فتح باب الجناح ،
واتسعت ابتسامة النصر على شفتيه ، عندما شاهد جسد ( أدهم ) الممدد على أرضية الغرفة ، وقال :- ها قد تخلصنا من الشيطان المصرى .. ها هي ذي أسطورة جديدة تتحطم
وانحنى على جسد ( أدهم ) ليتأكد من موته ، وفجأة فتح القتيل عينيه ، وارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ، وتحركت قدمه بسرعة. راكلة المسدس بعيدا ، وقفز واقفا برشاقة .. كل هذا قبل أن يفهم الرجل الضخم الموقف
وقبل ان تسمح له سرعة استجابته باتخاذ موقف دفاعی ، كان قد فقد سلاحه ، والرجل الذي ظن أنه
قد تخلص منه ،
واقفا أمامه مبتسما بتهكم وهو يقول : لم يحن الوقت، بعد للتخلص منى أيها الخرتيت .
كانت الدهشة مرتسمة بأجلى صورها على وجه الرجل الضخم ، ولكنه نجح في التغلب عليها بسرعة ، وزمجر بوحشية ، وبرقت عيناه ببريق شرس ، وهو يزوم ويحاول اتخاذ وضع يسمح له بالهجوم على ( أدهم ) ،
الذي اتخذ وضا قتالا وهو باسم الثغر ، هادئ الأعصاب .. وقال بهدوء يثير الأعصاب : - إطلاق النار عبر باب مغلق وسيلة الجبناء أيها الخرتيت ، وهي لا تصلح إلا للتخلص
الأغبياء ، الذين يلتصقون بالباب قبل فتحه ولكنني لسوء
حظك أتخذ جانب الباب دائما عندما أسأل من الطارق .. هل تفهمني أيها الخرتيت الغبي ؟
زمجر الرجل بغضب ، وقفز على ( أدهم ) كالثور الهائج ، ولكن هذا الأخير تنشی بهدوء وبساطة ، ووجه ضربة قوية بحافة يده إلى مؤخرة عنق الرجل الذي ترغ قليلا ، ثم استعاد توازنه وكشر عن أنيابه وقد أعماه الغضب ..
ضحك ( أدهم ) ضحكة عالية ساخرة ، وقال :
- هيا ايها الخرتيت .. هيا .. افقد أعصابك هذه هي الخطوة الأولى نحو هزيمتك
برقت عينا الرجل الضخم غضبا ، وأنتزع من جيبه الخلفي مدية آلية ، فردها لتبرق تحت الضوء المنبعث من
مصباح الغرفة ..
رفع ( أدهم ) حاجبيه ، وقال ضاحكا
ترى هل تجيد استخدامها أيها الخرتيت ؟..
هيا .. أرني ما تستطيعه بها
صرخ الرجل بوحشية ، وقفز مسددا مديته إلى معدة ( أدهم ) ، الذي قفز جانبا بمهارة ، وقبض في الوقت نفسه على ساعد الرجل الذي يحمل المدية بيمناه ، وتحركت ركبته بسرعة وقوة لتستقر في كرش الرجل الضخم ، ثم اصطدم مرفقه الأيسر بفك الرجل الضخم ، فزاغت عيناه ، وأفلتت المدية من قبضته ، وجعل يترنح وهو يطلق حشرجة ألم

 أرني ما تستطيعه بهاصرخ الرجل بوحشية ، وقفز مسددا مديته إلى معدة ( أدهم ) ، الذي قفز جانبا بمهارة ، وقبض في الوقت نفسه على ساعد الرجل الذي يحمل المدية بيمناه ، وتحركت ركبته بسرعة وقوة لتستقر في كرش الرجل الضخم ، ثم اصطدم مرفقه الأيسر بفك الرجل الض...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ابتسم ( أدهم ) وقال بلهجة لاذعة : - ها قد كسرنا قرن الخرتيت ، وبقي أن نكسر شوكته
وأعقب عبارته بثلاث لكمات متتالية قوية في فك الرجل وأنفه ومعدته ، سقط الرجل الضخم بعدها فاقد الوعي .. سحبه ( أدهم ) خارج الحجرة ، وأسند ظهره إلى الحائط ،
ثم عاد إلى غرفته ، واتصل بمكتب الاستقبال ، وقال بلهجة حاول أن يجعلها عادية : - أرجو إرسال طبيب إلى الطابق الثاني سيد يعانی وعكة صحية ، ويبدو أنه قد فقد الوعي هناك

صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن