ابتسم ( أدهم ) بسخرية ، وساعد ( مني ) حتى
نهضت ، ونفضت الغبار عن ملابسها ، ثم التفت إلى
( هانز ) ، وقال بلهجة لاذعة :
- ألا ترى أن هذا المسدس أضخم من قامتك
یا هر ( هانز ) ؟
ضغط ( هانز ) أسنانه غيظا ، وقال :
- ولكن رصاصاته تصيب طوال القامة بمهارة
يا هر ( أدهم)
ضحك ( أدهم ) بسخرية مريرة ، وقال :
- ولكنك نسيت رفع صمام الأمان یا هر
( هانز )
نظر ( هانز ) بسرعة إلى صمام الأمان في مسدسه
فوجده مرفوعا معا للإطلاق ، فعاد يرفع وجهه إلى
أدهم) وزميلته ، ولكن جبهته البارزة المشوهة
ارتطمت بقبضة ( أدهم ) القوية ، فضغطت أصابعه
على زناد المسدس بحركة عكسية تلقائية ، وانطلقت
رصاصة بدوى شديد أعقبته تكة مكتومة عندما
ارتطمت الرصاصة باللوحة الزيتية الضخمة ، وتكة
أخرى عندما ارتطمت قبضة ( أدهم ) الثانية بفك
( هانز) الذي تأوه ، وسقط على الأرض فاقد
الوعي
تناول ( أدهم ) مسدس ( هانز )، وقال
ل ( مني ) بصوت خافت :
- قفي في منتصف الحجرة ولا تخشى شيئا
ثم اتخذ وضعا تحفزيا بجوار باب الغرفة ، على حين
تصاعدت أصوات أقدام تتجه إلى البهو بخطوات سريعة .
أقرب إلى العدو ، وفجأة فتح الرجل الرابع الباب
ومسدسه شهر في قبضته ، وقال وهو ينظر إلى
الأجساد المترامية على الأرض ، و ( مني ) الواقفة بهدوء
في منتصف البهو : - يا للشيطان !! ما الذي حدث هنا ؟.. أين
زميلك ؟
قال ( أدهم ) بهدوء من خلف الرجل :
- هنا أيها الوغد
دار الرجل بحركة سريعة ومسدسه في قبضته ، ولكن
رصاصة مسددة بإحكام من مسدس ( أدهم ) ،
أطاحت بمسدس الرجل بعيدا ، وتولت قبضة ( أدهم )
إكمال المهمة ، حتى سقط الرجل الرابع فاقد الوعي
وقال ( أدهم ) بلهجة ساخرة وهو يمسك بيد
( منی ) ، ويتحرك مسرعا إلى الخارج :
- هيا أيتها الملازم .. هل أدهشك المشهد إلى هذا
الحد ؟
قالت ( منی ) بغضب وهي تقفز في مقعدها بجوار
( أدهم ) الذي استقل السيارة بسرعة :
- بالطبع لم يدهشني المشهد يا سيادة المقدم .. هل
نسيت أنني أيضا أعمل في المخابرات ؟
أبتسم ( أدهم ) متهكما وهو ينطلق بسيارته
مسرعا ، وقال :
آه .. كدت أنسى أنك ركلت أحدهم في
معدته ، وتلقيت لكمة من آخر ، وصرخت . كاشفة
اسمي الحقيقي لهم .. أنت فعلا واحدة من أفراد
المخابرات
احتقن وجه ( منی ) خجلا وغضبا، وقالت بعد
فترة من الصمت :
والآن ماذا سنفعل يا سيادة المقدم ؟
أوقف أدهم سيارته بغتة ، ثم التفت إليها قائلا
بهدوء :- إما أن نعود إليهم ، أو ننتظر قدومهم في فندقنا
أيتها الملازم .. أي الأمرين تفضلين ؟
ارتبكت ( منی )، وحاولت إيجاد الحل المناسب ،
ولكن ( أدهم ) لم يمهلها ، بل انطلق بالسيارة مرة
ثانية ، وهو يقول بجدية : - سأتخذ الحل الثالث أيتها الملازم ، فلقد ومضت
في عقل فكرة لعلها تكون صالحة .. وهذا سيوقف على
معاونة ( حازم ) ؛ ولهذا سنذهب الآن لزيارته مرة
ثانية
حدق مسئول الأمن في وجه ( أدهم ) بدهشة ،
وتناول التصريح بحركة آلية .. فابتسم ( أدهم ) ، وقال
- هأنذا مرة ثانية يا صديقي .. هل أدهشتك رؤیتی ؟
نفض مسئول الأمن دهشته ، وقال :
- بل تدهشني زيارتك الثانية يا هر ( صالح ) ، ولم
تمض ساعتان على زيارتك الأولى .
ابتسم ( أدهم ) ابتسامة ساخرة ، وقال :
عندي جديد أود إطلاع موكل عليه .. إذا لم
يمانع بالطبع
رفع مسئول الأمن سماعة الهاتف بنفس الأسلوب
الآلي ، واتصل بالزنزانة الداخلية ، وما أن أتاه صوت
( حازم ) حتى سأله
. محاميك المصرى قادم لرؤيتك مرة ثانية .. هل
توافق على مقابلته ؟
أجابه ( حازم ) بصوت قلق
- بالطبع .
وما أن اجتمع الثلاثة حتى قال ( حازم ) بقلق
واضح :
- هل حدث ما يسيء يا صديقي ؟ .. لماذا عدت
ثانية بهذه السرعة ؟
ابتسم ( أدهم ) ابتسامة هادئة ، وقال وهو يربت
على كتف ( حازم ):
قلت لك ألا تخشى شيئا يا صديقي .. كل
ما حدث أني قابلت السيد ( هانز ریشمان )
نظر إليه ( حازم ) بدهشة ، وقال :
- قابلته ؟.. كيف ؟ .. أين ؟.. ولماذا لم تلق
القبض عليه ؟
ضحك ( أدهم ) ، وقال
لا داعي لكل هذا القلق يا صديقي .. هل
كنت تتوقع أن يدلى السيد ( هانز ) باعتراف مفصل ،
لو أني ألقيت القبض عليه ؟.. ثم إنني لا أملك حق
إلقاء القبض على أحد في ألمانيا يا صدیقی .. اهدأ
واستمع إلى جيدا
-
ثم مال على أذنه ، وهمس بصوت خافت :
. أريد منك أن تصاب بنوبات إغماء متكررة
یا صدیقی ، وليكن أولها اليوم
سأله ( حازم ) بقلق
- هل لديك خطة ما ؟
ابتسم ( أدهم ) ، وقال :
تستطيع أن تقول ذلك ، ولكنها ليست خطة
مكتملة .. المهم أن تحاول إتقان دورك عندما تتظاهر
بالوقوع في الغيبوبة
أومأ ( حازم ) برأسه موافقا ، وقال :
- لم تخبرني كيف التقيت ب ( هانز ) ؟
اعتدل ( أدهم ) في مقعده ، وقال :
- لقد قام رجاله باختطافنا ، ولكننا تمكنا من
الهرب ، وقامت زميلتي العزيزة مشكورة باطلاعهم على
حقیقتی دون قصد
احتقن وجه ( مني ) ، وقالت مدافعة عن نفسها :
- فعلت هذا دون وعي .. كنت أحاول تحذيرك
ابتسم ( أدهم ) ، وقال :
- لا بأس .. لن يغير هذا من الأمر شيئا
ثم غمز بعينيه لزميله ، وهو يقول :
- المهم أن نحافظ على صحة زميلنا المسكين .. فهو
يصاب دائما بنوبات إغماء
قال هذا وصاح بأعلى صوته :
- أيها الحارس .. أسرع .. لقد أصيب سجيك
بنوبة إغماء
أسرع ( حازم ) يتمدد على الأرض بوضع غير مريح
عندما فتح الحارس الباب ، وأسرع إليه محاولا إنعاشه ،
ثم طلب من زميله الاتصال بالإسعاف الطبي في
السجن
أنت تقرأ
صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل
Actionكيف سقط ضابط مخابرات مصرى في فخ أعدته المخابرات المعادية ؟ ولماذا اختارت المخابرات المعادية ألمانيا بالذات لتنفيذ هذا المخطط تری هل ينجح (أدهم صبري) في إنقاذ زميله وهزيمة المخابرات المعادية ؟ اقرأ التفاصيل المثيرة ، لترى كيف يعمل رجل المستحيل الرو...