11/ الفخ

470 44 0
                                    

فتح ( أدهم) عينيه ببطء ، فوجد الضابط
( شميت ) محدقا في وجهه بغضب وقسوة .. فقال وهو
يمسك جبهته بيده :
- رباه .. يا لهذا الصداع اللعين !! أين أنا ؟
صاح ( شميت ) بصوت هادر غاضب :
- أين ذهب سجيننا أيها الرجل ؟.. كيف دبرتم
هذه الخطة القذرة ؟
رفع ( أدهم ) حاجبيه متظاهرا بالدهشة ، وأمسك
بملابس السجن التي يرتديها ، وصاح بمزيج من الدهشة
والذهول أتقن التظاهر بهما :
- يا للهول ما هذا الذي أرتديه ؟.. أين أنا ؟..
أخبرني بربك
قطب ( شميت ) حاجبيه وقد بدأت الحيرة تراوده
وقال :
- لقد هرب سجيننا متكا بزيك ، وتركك فاقد
الوعي في زنزانته ، بعد أن أضاف إلى وجهك عدة
مساحيق ، خدعت رجالنا في البداية .
صاح ( أدهم ) متظاهرا بالغضب :
. الخائن .. ليس من الصعب على رجل خان وطنه.
أن يخدع صديق طفولته .. هذا الوغد
قاطعه ( شميت ) قائلا :
- هر ( صالح ) .. إما أنك صادق ، أو أنك أبرع
ممثل قابلته في حياتي
تجاهل ( أدهم ) هذه العبارة ، وأمسك بكتف
( شميت ) وهو يقول بجزع متقن :
- وسكرتيرتي يا سيدي .. هل أصابها مكروه ؟..
هل قتلها ؟
قال ( شميت ) وقد اختلطت الأمور في رأسه :
- لقد ساعدته على الهرب ، ولم تعد للفندق حتى
الآن .. لا بد أنهما قد غادرا ألمانيا
ثم قطب حاجبيه ، وقال وهو ينظر إلى ( أدهم )
بشك :
- هر ( صالح ) لو أنك جزء من هذه الخطة
قاطعه ( أدهم ) صائځا بغضب مصطنع بمهارة :
- أنا ؟.. أنا أشترك في خطة مع خائن ؟ مع رجل
خان وطنه .. إنك تهينني يا سيدی
هل القي بنفسي بين أيديكم لو أنني مشترك معه ؟.. هل كنت
. تفعل ذلك لو كنت مكاني ؟
اختلطت الأفكار في رأس ( شميت ) ، وشعر بعدم
قدرته على التركيز .. فقال وهو يغادر الغرفة :
- حسنا يا هر ( صالح ) ستظل في ضيافتنا عدة ايام حتي تتخذ السلطات قرارا بشأنك .. وصدقني
لو أنك مشترك في هذه الخطة اللعينة فلن تنجو أبدا
ابتسم ( شامير ) بخبث في منزله الريفي ، وقال :
- ها قد وفر علينا ( أدهم صبري ) الوقت ووضع نفسه باختياره في السجن بدلا من زميله
( حازم ) .. هذه هي فرصتنا الأخيرة .
ثم التفت إلى رجله الضخم الجثة ، وقال :
اسمعني جيدا يا ( ريف ) .. سيتم نقل الهر
( صبری ) غدا إلى حيث يتم استجوابه ، بشأن هذا
التبديل الذي حدث في السجن .. وسيرافقه الضابط
( شميت ) ، وثلاثة من رجال الحرس .. هذا ما أكده لي
عميلنا هناك .. أريد منك أن تحضر لى هذا الشيطان
( أدهم صبرى ) ، حتى لو قتلت الضابط ( شميت )
نفسه ، ولكني أريد الشيطان حيا
وارتسمت القسوة على ملامحه وهو يقول :
- أريد أن أتلذذ بقتله بيدی
استقل ( أدهم ) سيارة الشرطة ، وجلس في المقعد
الخلفي بين حارسين ضخمي الجنة ، يمسك كل منهما
بمدفع رشاش ، متوسط الحجم ، على حين جلس
الضابط ( شميت ) في المقعد الأمامي بجوار السائق ،
وأخذ ينفث بهدوء دخان سيجارته .. وانطلقت السيارة
يعلو صوت نفيرها الخاص ، وتشق شوارع برلين إلى
حيث يتم استجواب ( أدهم )
ساد الصمت طوال الوقت إلى أن قال المفتش
( شميت ) بلهجة غاضبة :
- ما الذي يحدث في هذا الشارع ؟.. لماذا لم
يعلمونا بهذه الإصلاحات ؟
نظر ( أدهم ) من النافذة ، وابتسم عندما شاهد
إشارة تعلن أن الشارع مغلق لإجراء بعض
الإصلاحات ، وشاهد عددا العمال يعملون عند
الإشارة
هبط الضابط (شميت ) من السيارة ، وقال
غاضبا :
- هل حصلتم على تصريح بهذا العمل أيها الرجال ؟
اقترب عدد من الرجال يحاولون شرح الأمر للضابط
( شميت ) ، ولكن رجلا واحدا ضخما بينهم جذب
انتباه ( أدهم ) ، فصاح قبل أن يقترب الرجال من
السيارة :
- احترس یا ( شميت ) هذا كمين
أشعلت صيحة ( أدهم ) الموقف في الحال ، فقد
أخرج الرجال المسدسات التي كانوا يخفونها ، وهجم
الرجل الضخم على المفتش ( شميت ) ، ورفعه بقوة
وقذفه بعيدا عن السيارة ، وأطلق أحد الرجال النار
فأصاب الشرطي الجالس إلى يمين ( أدهم ) إصابة
مباشرة في رأسه ، على حين قفز الشرطي الآخر خارج
العربة ، محاولا إطلاق النار على المهاجمين ، ولكن ثلاث
رصاصات صرعته في الحال
تناول ( أدهم ) بسرعة المدفع الرشاش الخاص
بالشرطي القتيل إلى يمينه ، وقفز من السيارة ملقيا
جسده على الأرض ، ومتفاديا عدة رصاصات أصابت
السيارة من حيث قفز ، وقبل أن يطلق مدفعه الرشاش
سقط الرجل الضخم فوقه كجلمود الصخر
شعر ( أدهم ) بأنفاسه تختنق تحت ثقل الرجل
ولكنه جمع قوته في لكمة وجهها إليه .. صرخ الرجل
متألما ، على حين سدد الرجال السبعة مسدساتهم إلى
( أدهم ) .. فصاح الضخم باللغة العبرية التي يجيدها
ر أدهم ) :
- لا تقتلوه .. الرئيس يريده حيا
ابتسم ( أدهم ) في قرارة نفسه عندما سمع هذه
العبارة ، وقفز محاولا التقاط المدفع الرشاش الذي أفلت
من قبضته عندما سقط الضخم فوقه ، ولكن رصاصة
من مسدس
أحد الرجال قذفت بالرشاش بعيدا
شعر ( أدهم ) لأول مرة بالعجز
نفسه أعزل من السلاح ، أمام سبعة رجال يصوبون
مسدساتهم ، على حين يقف الرجل الضخم خلفه
ممسكا بذراعه ، وحاول عقله بسرعة إعداد خطة
للتغلب على الجميع ، وقال في نفسه :
- لو أن هؤلاء السبعة يقفون قريبا لالقيت بزميلهم
الضخم عليهم ، ولكان هناك أمل في النجاة .. ولكن
والحال هكذا لحظة .. إنهم لا ينوون قتلى .. إذن
فهناك فرصة ما
ثم قال بصوت مسموع :
- حسيئا أيها الخرتيت .. إنني أستسلم
ابتسم ( ياریف ) ابتسامة انتصار ، وقال وهو
يلصق فوهة مسدسه بظهر ( أدهم ) :
حسنا فعلت أيها الشيطان .. ليس من السهل
التغلب على ( یاریف)
ضحك ( أدهم ) ضحكة ساخرة ، وقال :
يبدو أن ذاكرتك ضعيفة كالخرتيت الحقيقي
هل تعتقد فعلا أنه من الصعب التغلب عليك ؟
احتقن وجه ( ياريف ) ، وقال وهو يدفع ( أدهم )
أمامه بقسوة :
- لولا أن الرئيس قد أمر بتركك حيا ، لمزقتك إربا
أيها الرجل
عاد ( أدهم ) يضحك نفس الضحكة الساخرة ،
وهو يتجه إلى عربة ميكروباس يقوده إليها ( ياريف )،
وقال :
- ولماذا لم تمزقني من قبل في مقركم ، أو في فندقي
أيها الخرتیت ؟.. أم أنك تجيد تمزيق الرجال فقط عندما
يكونون عزلا من السلاح ؟











 أم أنك تجيد تمزيق الرجال فقط عندمايكونون عزلا من السلاح ؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



ضرب ( ياريف ) الارض بقدمه يطوح سلاحه بعيدا :
- ها هو ذا سلاحي أيها الرجل ، والآن كل منا
أعزل .. وسأمزقك بيدى المجردتين سیذيقك
( ياريف ) الهوان
صاح أحد الرجال السبعة بقلق :
- ليس هذا وقت الصراع با ( ياريف ) ، ستملأ
الشرطة المكان بعد لحظات، فلا بد أن صوت
الرصاص قد وصل إلى مسامع أحد
قطب ( ياريف ) حاجبيه ، وضغط أسنانه غيظا
وقال وهو يمسك بملابس ( أدهم )
عندما نصل إلى منزلنا الريفي سأمزقك
سأمزقك بيدي العاريتين
وفجأة لكمه ( أدهم ) في معدته لكمة قوية ، جعلته
يتأوه بقوة ، في نفس اللحظة التي ارتفعت فيها قدمه
لتركل مسدس أحد الرجال السبعة ، ثم اعتمد بكفيه على
كتفى ( یاريف )، وطارت قدماه ليطير مسدسين
. آخرين .. وقبل أن يفيق الرجال من دهشتهم ، انطلقت
رصاصتان من مسدس الضابط ( شميت ) لتصيبا رجلين
في مقتل ، وقذف ( أدهم ) ب ( ياريف ) الضخم على
الرجلين الباقيين ، ثم كال إليه لكمة قوية ، جعلته يترنح
كحائط ينهار ، وارتفع صوت الضابط ( شميت )
يقول :
- سأطلق النار على أول من يتحرك
أصيب الرجال الخمسة الباقون بالذهول ، لهذا
التغير الرهيب الذي طرأ على الموقف في لحظات
معدودة ، فبعد أن كانوا منتصرین ، تحول موقفهم إلى
الهزيمة ، وتجمعوا جميعا بجوار الميكروباس وقد رفع كل
منهم ذراعيه فوق رأسه ، أمام تهديد المسدس الذي يحمله
الضابط ( شميت)، الذي اتجه بهدوء إلى سيارة
الشرطة ، وقال وهو يمسك بميکروفون جهاز
اللاسلكي :
- إلى كل الوحدات .. هنا الضابط ( شميت ) ..
اتجهوا حالا إلى شارع ( بيتهوفن ) لنقل بعض الأوغاد
ملحوظة ,, لقد قتلوا اثنين من زملائكم
ثم ناول مسدسه إلى ( أدهم ) ببساطة ، وهو يقول
بجدية :
- تول مراقبتهم یا هر ( صالح ) ، حتى أتمكن من
تفتيشهم بدقة

صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن