7/ رجلان من مصر

434 46 0
                                    


كان مدير المخابرات الحربية المصرية منهمكا في
مراجعة بعض التقارير السرية في مكتبه عندما سمع صوت
طرقات تدق باستحياء على باب غرفته ، فرفع رأسه عن
التقارير ، وقال بضجر :
ادخل أيها الطارق .. ولا تجلس أكثر من
دقيقتين
فتح الباب ، وظهر على عتبته رجل بدين دخل
بخطوات مترددة .. سأله مدير المخابرات
ماذا وراءك يا ( قدری ) ؟.. من النادر أن
تزورني في مكتبي
قال ( قدري ) وهو يضغط على كلماته لتبدو
واضحة :
لقد اتصل بي ( أدهم ) مساء أمس یا سیدی
أزاح مدير المخابرات التقارير التي أمامه ، وعاد إلى
:
الوراء في مقعده ، وضم كفيه ، وسأل باهتام واضح
- لم تمض أربع وعشرون ساعة بعد على سفره إلى
ألمانيا .. هل جد جديد ؟
تردد ( قدری ) قليلا قبل أن يقول :
- لقد طلب مني إعداد بطاقة مشابهة لتلك التي
أعددناها من قبل ل ( جوزيف إفرام ) ، العميل المعادي
الذي كان يعمل في البنتاجون ، ولكن
صمت ( قدری ) ، وظهر التردد واضحا على
وجهه ، فقال المدير يستحثه على الاستمرار :
- ولكن ماذا ؟ .. تكلم يا ( قدری )
قال ( قدری ) :
- ولكنه يطلب أن تحتوي البطاقة الجديدة على
صورة واضحة للمقدم ( حازم ) ، مع اسم عبری
قطب مدير المخابرات حاجبيه ، واستند برفقه إلى
مكتبه ، وساد الصمت قليلا قبل أن يهز رأسه قائلا
- لست أفهم ما الذي يسعى إليه ( أدهم ) ؟
ولكني أثق في حسن تصرفه .. حسنا أرسلها إليه في
الحال
احمر وجه ( قدری ) ، وقال بارتباك :
- عفوا يا سيدي .. لقد أرسلتها في الطائرة التي
غادرت ( مصر ) متوجهة إلى ألمانيا في الخامسة
صباحا .. لقد قال : إن الأمر عاجل
ابتسم مدير المخابرات ، وقال
- حسنا فعلت .. ولكن في المرات القادمة عليك
استشارتي قبل اتخاذ أية إجراءات ، وإلا عاقبتك
بشدة
ازداد وجه ( قدری ) احمرارا ، وقال وهو يبتسم
ممتنا سأفعل یا سیدی .. سأفعل .. شكرا لك
ثم غادر الغرفة مسرعا حتى أنه نسي أن يغلق الباب
خلفه
ابتسم ( أدهم ) ، ومال على المقدم حازم
قائلا :- هل استوعبت الخطة تماما يا صديقي ؟
قال ( حازم ) باهتمام :
تماما يا ( أدهم )، ولكنها خطة جهنمية
معقدة .. هل تعتقد أنك ستنجح في تنفيذها ؟
ضحك ( أدهم ) ، وقال :
عليك بتنفيذ الجزء الخاص بك يا صديقي
ولا تقلق تجاه الجزء الذي يخصني
ثم ابتسم بخبث ، وقال :
- ألم يحن بعد موعد إصابتك بالإغماء یا صدیقی |
العزيز ؟
ضحك ( حازم ) ضحكة صغيرة خافتة ، وقال :
لقد أقلقهم إغمائي المتكرر يا صديقي ، حتى
أنهم يفكرون في نقلى إلى المستشفى
قال ( أدهم ) بجدية : - حذار أن تتمادی یا (حازم ) ، وإلا فشلت
الخطة تماما ينقلك إلى المستشفى
وبعد دقائق صاحت ( مني ) تستدعي الحارس ،
لإنقاذ صديقها المصاب بالإغماء .. دخل الحارس إلى
الغرفة بتململ ، وألقي نظرة سريعة على الرجل الفاقد
الوعي في ركن الغرفة ، ثم رفع سماعة الهاتف ، واتصل
بالإسعاف الطبي .. وقبل أن يصل رجال الإسعاف
أمسكت ( منی ) بذراع ( أدهم ) ، وقالت :
فلنبتعد عن المكان .. أنا أعلم
.. أنا أعلم أن أعصابك
لا تحتمل رؤية المرضي، .. هيا .
وسارا بهدوء وهي متأبطة ذراعه ، حتى مرا  أمام
مسئول الأمن الذي قطب حاجبيه بشك وهو يشاهد
( أدهم ) ، الذي رفع ياقة معطفه لتغطى جانبی وجهه
تقريبا ، واختلفت طريقة سيره قليلا ، وقد أطرق برأسه
ناظرا إلى موضع قدميه بخلاف عادته في السير مرفوع
الرأس
ابتسم مسئول الأمن بسخرية ، وهنأ نفسه على دقة
ملاحظته ، ثم أخرج مسدسه ، وصوبه إلى (منی )
والرجل الذي يسير معها ، وصاح بقوة :
. اثبتا في مكانكما وإلا أطلقت النار عليكما
هل ظننتا أنكما قادران على خداع ( فان کول ) .. هيا
استديوا بطء لقد انكشف أمركما .

توقعاتكوا للبارت اللي جاي
ايه اللي هيحصل 🤔🤔

صائد الجواسيس الرواية 4 من سلسلة رجل المستحيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن