بالفعل زج السيد سعيد في السجن منتظراً يوم محاكمته ، أما السيد سامر فقد بدأ يفهم القصة و ما حدث له و اكتشف أنه عاش مع مجرم
قاتل كان يظنه والده ، صدمته تلك أثرت عليه كثيراً فقد أصبح قعيداََ لا يقدر على المشي ، لكنه كان راضيا ًتماماً عن حاله فربما هذا
عقابه على ما فعله بأولاده يرى بأنه يستحق ذلك ، كان سليم معه و لم يفارقه للحظة ....
في المشفى و بالتحديد في الغرفة التي يرقد فيها السيد سامر ...
دخل سليم الغرفة و اتجه نحو والده مقبلاً يده و حاول قدر المستطاع اخفاء تلك الدموع و نظرات الحزن ...
سليم بحزن : أبي ...
و اختنق صوته و لم يستطع إتمام الجملة ...
ربت السيد سامر على رأسه و قال بهدوء : أعلم يا سليم ، أنا لن أستطيع المشي ثانية .
انهمرت دموع سليم و شهقاته المكتومة .
فاحتضنه والده و قال : لماذا تبكي يا بني ؟ قدر الله و ما شاء فعل .
ثم تابع بصوت حزين متألم : ربما يكون ذلك عقاباً لي بسبب ما فعلته بك و بإخوتك و بأمكم .
سليم بصوت باكي : لا تقل ذلك يا أبي أرجوك .
السيد سامر بألم : هذه المرة الأولى التي أحتضنك فيها يا سليم ، لقد كنت بعيدا ًعنكم جميعاً كنت أنانيا ًمهملًا لكم ، كم تألمتم في بعدي يا ترى ؟ أتعلم أنا بالفعل لا أستحق أبناء رائعين مثلكم ، و لم أكن أستحق أمكم منذ البداية ظلمتها معي كثيراً .
سليم و هو يحاول السيطرة على نفسه قال بألم : تألمنا كثيراً كثيراً يا أبي ، و هذا يدل على أننا نحبك و أمي كانت تحبك ، أنت كنت جيداً معنا لولا تدخلات ذلك المجرم ، كنا نتمنى أن تكون بيننا دائما ًأن تأخذنا في حضنك جميعاً و أعلم بأنك كنت تريد ذلك لكن هو من كان يبعدك هو السبب في كل ما نعانيه لا أنت .
أخذ السيد سامر يمسح دموع سليم بيده و قال : أنتم جميلون ، جميلون مثل أمكم ، أنا محظوظ لأنكم جميعا ًتشبهونها .
صمت كلاهما و قد هدأ سليم قليلاً ثم تنهد و قال : هل ستسامحني يا سليم ؟
سليم :أنا بالفعل سامحتك يا أبي سنبدأ بداية جديدة بإذن الله سنسير في طريق السعادة بعيداً عن كل الأحزان .
السيد سامر بألم : و هل سيسامحني يزن يا ترى ؟
سليم : أظن بأن هذا السؤال سيجيبك عنه يزن بنفسه ؟ و لكن يا أبي يزن رغم أنه سريع الغضب و الانفعال إلى أنه طيب القلب هو يحبك ، كان غاضباً لأنك بعيد عنه كان يتمنى أن تكون معه دائماً بعدك عنه شكل فجوة كبيرة و أظن بأنك قادر على إصلاحها بإذن الله .
السيد سامر : أرجو ذلك حقاً .
سليم : من ثم إن الله عوضنا عن كل ذلك القهر الذي عشناه يا أبي ، عوضنا بعائلة جميلة جدتي و عمي و أبناء عمي و زوجة عمي جميعهم رائعون ، جدتي حنونة جداً ، إنها تتمنى أن تراك في أقرب وقت ، و لقد ذهب حازم لكي يصطحبها إلى هنا .
أنت تقرأ
رغم الأوجاع ( حلم أم سراب )
Fiction généraleتدور أحداث الرواية حول أربعة اخوة ثلاثة فتية وفتاة لدى كل منهم حلم يسعى لتحقيقه وكانت أمهم الداعم الأساسي لهم ولكن بعد وفاتها و مع أوامر جدهم الصارمة و معاملته المهينة و إجبارهم على أن يسلكوا طريقا حدده هو لهم كل ذلك شكل عقبة كبيرة في سعيهم نحو ال...