4-مارك

820 44 0
                                    

: بحثت في كل مكان.. لا يوجد هنالك عمل..

قالتها بصوت مبحوح و هي تنظر الى زوجه ابيها
اما هي ابتسامتها الخبيثه لم تفارق وجهها ولو للحظه.. توجه اليها ابيها بغضب و القى بحقيبتها ارضاً

: ماذا تظنين نفسكِ لكي تعودين لمنزلي .. اخرجي هيا
لا يهمني ان كان لديك مكان ام لا.. اما ان تعملي و تجني لي المال او اغربي عن وجهي ولا تعودي ابداً .
اغمضت هي عينيها و دموعها بدأت تسيل واحده تلو الاخرى مردفه: ابي، ولو لمره اشعر بأنني ابنتك، ولو لمره واحده
انا لا استطيع العمل كزوجتك ، لا استطيع.. لا اتقبل الفكره حتى، انت ابي كيف تسمح بذلك ..فكر بها ولو قليلاً انا ابنتك ولست بعدوتك!

قالتها و قد خار قواها و اثار المرض بان على ملامحها
فقاطعتهم زوجه ابيها بضحكه ملأت الارجاء
: كنت اعلم عزيزتي انكِ ستعودي لذا اخبرت مديري بأنني سأتي له براقصه جديده.. لا تهتمي العمل ليس بالشيء الصعب ،، شيء سهل و فيه مالٌ كثير يكفيك بأن تستمري بالعيش معنا اليس كذلك عزيزي؟
اومأ هو لزوجته و مازالت نظراته مرتكزه على ايما.. بلعت هي غصتها بصعوبه لا تعلم ماذا عساها ان تفعل.. كانت زوجه ابيها جاهزه لكي تخرج الى العمل.. دفعتها الى الحمام بسرعه مردفه: هيا استحممي بسرعه سيصبح منتصف الليل يجب ان نذهب لا تطيلي..

استقر جسدها تحت الماء و هي لا تشعر بشيء حتى.. فقط تشعر بدموعها على خديها يجري مع المياه.. كل ما تريده مأوى يحتويها.. لم تتناول شيء ليوم كامل.. لا تريد شيئا فقط غرفه لكي ترمي جسدها الضئيل و تنام لا شيئا اخر..

خرجت هي بعد ان اكملت من الاستحمام فأعطتها زوجه ابيها الثياب..
: ارتدي هذا لانه اليوم الاول لكِ، لكن باقي الايام سترتدين شيئاً يلفت النظر اكثر
و غمزت لها و هي تعلك علكتها بالطريقه المستفزه كالعاده و تخرج من الغرفه
نظرت ايما الى الثياب.. بنطلون ضيق و قصير و قميص من دون اكمام..
بلعت ريقها و هي ترتديهم و تردد مع نفسها
: اصبري ايما سيحل كل شيء فقط اصبري.. اصبري

خرجت من المنزل برفقه زوجه ابيها دون ان تنطق بكلمه !.. حتى لم تشعر كيف سار بها قدميها الى ذلك المكان !..
كان المكان يشع نوراً بكل الانحاء و الاغاني ايضاً
جميع المدعوين اكثرهم ذكوراً و ينظرون الى من يدخل

اخذتني الى مكان فيها الكثير من النساء اللاتي مثلها.. يضعن مساحيق التجميل بكثره و انا بالكاد استطيع ان افتح عيناي من شده الالم الذي اشعر به بجسدي..

لم اشعر حتى كيف وضعت لي مساحيق التجميل و صففت شعري ساحبه يدي الى خارج المكان..

ضوضاء ، اصوات ضحك الصاخبه.. كثره الناس..
اشعر بالاختناق، و كأن احدهم يحصرني.. نظرات الذكور المتعطشه تأكلني.. لانني الاصغر بينهم والاضئل
جلست هي في مكانِ ما بجنب احدهم لكنه كان يأكلني بنظراته .. اما انا عيناي لا ترى الا الضباب..
:امي.. قلتها و انا اتخيلها بجانبي، تنظر الي.. لصرخت بي ايما هل هذه انتِ؟.. كيف تفعلين ذلك؟.. انا والدتك و اعطيتك الثقه الكامله كيف تفعلين هذا بي؟

Black and white                  اسود و ابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن