6-حياة جديدة

660 37 5
                                    

- سأفضحك امام الجميع كما فضحتيني، اصبحت اضحوكة الفتيات ليلة امس بسببك
قالتها زوجة ابيها بصوت عالي بعد ما رجعت ايما للمنزل
:لم اكن اقصد،لكن لم استطع.. ابدا
دخلت الى الغرفه بعد ان رمت بكلماتها خلف هتاف زوجة ابيها و نعتها بأبشع الالقاب
-لمَ رجعتي الى منزلي؟؟ اخرجي بسرعة لا اريد والدك ان يراك و يرتكب بك جريمة ،اخرجي من هنا ولا تعودي ابدا يا ايما ... اريدك خارجة من حياتنا
لا مال لا حياة لدينا افهمتي
قالتها و هي تبصق بالكلمات بوجه ايما بعد ان سحبتها من يدها بقوه لتخرجها من غرفتها

ابعدتها ايما بنظرات بارده بعد ان اخرجت حقيبتها الكبيرة لتضع اشيائها بها
-لن تريني بعد الان .. ابتعدي لاخذ اغراضي و اخرج من حياتكم اللعينه و الى الابد..
-انها اغراضنا.. وليست اغراضكِ ،اخرجي من هنا
سحبت من يدها الحقيبه الكبيرة
اغضمت ايما عينيها بصعوبه و هي تحاول ان تهدأ نفسها
فأخبرها مارك ان لا تفتعل المشاكل مع تلك المرأه لتستطيع الخروج بسلام
-لن اخذ اشيائاً كثيره.. سأخذ بعض الحاجيات و اخرج من هنا
نظرت زوجة ابيها لها نظرة اشمئزاز و خرجت من الغرفه لكن اكدت لها بكلامها ان لا تستمر بالبقاء حيث رجوع ابيها لانها لا تريده ان تراها

لملمت الاشياء التي تحتاجها و خرجت من هناك بأسرع ما لديها دون ان تسمع كلمات اخرى من تلك المرأة

:اكان صعباً كما قلتِ؟
قالها مارك بعد ان ابتسم حيثما رآها و بدا يرتدي حزام الامان ليشغل السيارة
:لم يكن بالمنزل، لكانت اصعب لو كان موجوداً.. اخذت نفساً و هي تلقي بكلماتها
:انظر مارك ، فكرت مطولاً قبل ان اتي الى هنا
حسناً ستساعدني في ايجار المنزل الذي اخبرتني به لاول شهر
لكن ماذا ان لم اجد عملاً بعد ذلك ؟ كيف سأسدد لك الدين مارك
:عدنا من جديد، اخبرتك انها شقه صديقه جولي يا ايماا انتِ لن تديني لي بشيء..
لطالما كل ما تسمع بأسمها تشعر بأن قلبها ينقبض
اغمضت عينيها و هي ناظره خلف الشباك من السياره
:حسناً،اشكركم كثيراً و سأرد لكم المعروف بأقصر وقت يا مارك
: لا داعي لشكري ايما..انتي لستِ مجرد صديقة لي
————
قبل مجيئها لمنزل ابيها بالتحديد
كسرت جولي الصمت الذي كان بينها و بين مارك بعد ان فتحت باب منزله بمفاتيحها الخاصه
نظرت لايما لثواني دون ان تلقي حتى سلام بعد ان رأتها جالسه مع مارك في ذلك الوقت الباكر
:اهلا عزيزتي، هذه ايما ..تتذكرينها بالفعل
قالها مارك بعد ان بدا من ملامحه انه متوتر قليلاً..حقيقة لم تكن قليلاً،كانت اكثر لانه كان يخشى ان حبيبته ستغار عليه مني.. من ايما!
فسبقتها ايما بالكلام و كأنها قرأت بملامحها شيئاً من الفضول: اهلا جولي، لم اقصد ان اسبب لكم الازعاج لكن لم يكن لدي مكان اخر لاذهب اليه غير ان اتي لمنزل خطيبك

اكدت على كلمتها الاخيرة لتنفث الافكار الاخرى من بال جولي
لم تكن على ايما بذلك الصعوبة لان حقاً مارك و للان يعني لها الكثير، لكن استطاعت ان تنهي مشاعرها اتجاهه،، نوعاً ما
:اهلا بكِ عزيزتي ايما، مرت فترة طويلة على عدم رؤيتنا لك.. كنت اتسائل اذ مارك كان يتكلم معك كل هذه الفترة لكن حتى هو لم يكن يعرف اخبارك.. اين ذهبتي كل هذه الفتره يا فتاة
قالتها و هي تحتضنها خلف تفاجأ ايما من فعلتها
ابتسم مارك لها بعد ان قبلته من خده و جلست ناظره لهم
:اذن،الن تخبروني ما الجديد؟ ومالذي حصل؟ و ماذا كان سبب اختفائك المفاجأ؟
:قصة طويله عزيزتي،سأرويها لكِ لاحقاً... ان سمحت ايما بذلك
قال كلمته الاخيرة بعد نظرات ايما المتفاجأه نحوه
نظرت مره اخرى لجولي.. غيرت من مظهرها كثيرا عن اخر مره رأتها
لم تكن تضع اياً من مساحيق التجميل و غيرت صبغه شعرها الاحمر الى الاسود
ثياب عادية لم تكن ترتدي كما كانت تفعل في الجامعه
ابتسمت جولي لنظراتها مردفه: تغيرت كثيراً اليس كذلك؟ فعلت ذلك بسبب عملي اذ مطلوب مني ان لا الفت الانظار ابداً .. اعمل في صيدليه لمده اكثر من عام.. فتغير مظهري تقريبا
:نحو الافضل.. اكمل مارك

: تبدين... لطيفه .. قالتها ايما بأبتسامة

بدأ مارك يروي لجولي  القصه بالكامل بعد اخذ الاذن من ايما
في الحقيقه هي ليست فتاة ترغب ان يعلموا الناس خصوصيتها.. لكن كما اخبرها مارك بأنها ستساعدنا على ان نؤجر شقة صديقتها المقربه .. جومان

اومأت جولي بابتسامه حزينة و هي تستمع لقصتها ، كانت تخشى ايما نظراتها لانها تكره ان احداً يشفق عليها

ابتعدت من هناك ذاهبه الى المطبخ لتشرب كأساً من الماء و ترجع حال انتهائهم ، لانها لم تتحمل الوضع ابداً

:ايما،اريدك لحظه!.. انا اسفة عما حصل لكِ بحق، لكن يمكنكِ ان تحسبيني كأختك .. انتِ صديقة شريكي المستقبلي و انكِ عزيزة علية.. صديقتي جومان تبحث عن مستأجر جديد لمنزلها .. ان تكلمت معها و خاصه ان علمت بأنكِ فتاة لوحدك ستفرح بالفعل.. ما رأيك؟
:اخبرني مارك بكل هذا.. اجل انني موافقة

:اذاً جيد.. جيد جداً.. سأقوم لاعد لكم شيئاً لتتناولوه و ندندرش قليلاً فقد مر وقتاً طويلاً على عدم اجتماعنا هكذا
قالها مارك بأبتسامه كبيرة و فرحة

——————
اذن.. ما رأيك؟...
: جيد جداً
قالتها ايما و هي تنظر على ارجاء المنزل بدهشة
جميل جدا ... يفوق جمالها حتى اجرتها لانها بسيطة امام روعة هذا المنزل..

نظرت اينا بدهشه لجوليا قائله: أأنتِ متاكده انها تبحث عن مستأجره منذ فترة طويلة؟ هذا المكان جميل بحق كيف ولمَ واجهت صعوبه في وجودها احداً؟

:ممم انظري،انتِ لا تعرفين جومان ..لكن ستتعرفين عليها قريباً و ستجدين الجواب لسؤالك
قالتها و هي تغمز بعينها لايما

ظلت الشكوك تراود ايما حول التي اسمها جومان
لم تعطيها جوليا المعلومات الكافية عنها ابداً فقط اكتفت بذكر اسم صاحبة المنزل و انها صديقتها المقربه منذ زمن و انها قبلت ان تعطي المنزل لانها صديقه جولي

خرجوا مارك و جولي معاً بعد ان اخبروا ايما انها تحتاج قسطاً من الراحه بعد اليوم الحافل ، وانهم سيزورونها بعد يومان ليطمئنوا على حالتها
في الحقيقة هذه المره الاولى التي تشعر بها ايما ان لديها شخص تستطيع ان تثق به بعد رحيل والدتها
فأن ما فعلوه مارك و جولي ليس بالشيء القليل لها
ايضاً وعدها مارك بأنه سيساعدها لايجاد  عمل جديد تستطيع ان تبني حياتها دون والدها او حياتها السابقه

بدأت تضع حاجياتها و ترتبها شيئا فشيء.. بالرغم ان اغراضها كانت قليله لكن انها تعبت كثيراً
في الحقيقه المنزل كان مرتب جداً و مؤثث ولم يحتاج منها الكثير من الوقت لترتيبه
: يا الهي لجمال هذا المكان
قالتها بابتسامه و هي تنظر الى الارجاء نظره اخيره قبل ان تذهب لتستحم

اخذت من حبوبها المهدئه و ادلت بجسدها النحيل على ذلك السرير المريح و هي تغط بنومٍ عميق بعد ان كانت تفكر مع نفسها و تخطط لحياتها .. حياتها الجديدة

Black and white                  اسود و ابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن