30-انانية

387 24 38
                                    

:نن.. ناب؟

ابتعدت خطوتان الى الخلف بالعة ريقها
لم تعد تشعر بجسدها حتى.. يا الهي ماهذا الكابوس الذي اعيشه الان؟ ماذا فعلت ليحصل لي هذا

كان يعطي ظهره لها   ، بقميصه الاسود  فاتحاً ازرارها، و بنطاله الجينز و هو واقف يعد قهوته بكل برود
بعد ان سمع صوتها لم يلتفت لها حتى.. بل سكب قهوته في كوبه  و امسك بها

بطرف يدها امسكت بالطاولة التي بجانبها كي تمنع نفسها من السقوط.. لم تقوى حتى على حركة شفاهها كي تنطق بالكلمات.. شفاهها ترتجف بشدة  و لون بشرتها شاحب

تمنت في تلك اللحظة ان يكون الشخص الذي يقف امامها غريباً.. او كل هذا خطة من جومان كي تقع بها .. او شخصٌ يود قتلها او ايٍ من اعداء ناب.. لكن لا يكون ناب بنفسه ..
ارتشف قليلاً من قهوته و نظر لها بطرف عيناه.. لطالما كانت تشعر بغضبه، فرحته، احاسيسه.. لكن الان عندما تنظر لعينيه.. لاشيء.. لا تعرف مالذي يوجد في عقله الان .. كتلة من البرود يقف امامها و يترشف  قهوته

تصنمت في مكانها لعدة دقائق دون ان تنطق بكلمة.. فهي الان  خائفة و تود ان تسمع منه
تخاف ان تنطق بشيء ليغضبه و يقتلها الان..
هيئته كانت مخيفة.. ملامحه..  عيناه المحمره و كأنه لم ينم لمدة اسبوع ..وكأنه شخصاً لا تعرفه
ففي هذه الحالات، ناب يغضب،يكسر، يصرخ .. لكن لا يصمت!
نظرت ليداه لتلاحظ بروز عروقه .. التي لا تظهر في الحالات العادية ابداً

اكمل قهوته  و مد يده على تلك الطاوله القريبة من ايما ليأخذ بسجائره دون ان ينطق بكلمة و هنا شهقت هي قبل ان يتقرب لها و همست و هي ترتجف : لا تفعل بي شيئاً  سيئاً
لم يجبها!
فقط اشعل بسيجارته وسمع صوت اصطكاك اسنانها مستنداً بظهره على المقعد وهو ينفث الدخان بعيداً ناظراً اليها ببرود،لتردف مرة اخرى : لا تنظر لي هكذا!
..أنا فعلت هذا لأنك سيء معي
اطفأ بسيجارته و هو يقف من على مكانه لتغمض هي عينيها سامحة لدموعها ان تستقر على خديها
براحه يده مسح على شعرها مسحه خفيفة مبتسماً ابتسامة جانبية مخيفة لتردف وهي تشهق : أنا خائفة..
رفعت عيناها بعد صراع مع نفسها كونها تخاف ان تنظر لعينيه.. منظره كان مرعباً، لم تره هكذا طوال معرفتها به
: نن.. ناب، قل شيئاً ، اتوسل اليك'
لتنفجر باكية :ناب صمتك يخيفني ، انا لستُ بخير ارجوك
لكنه مازال يمسح على شعرها بأبتسامته الجانبية
ليحرك شفاهه ناطقاً بكلماته ببرود مخيف:خالفتِ أوامري ..
حركت رأسها نافية و هي  مازالت تبكي ليشد هو بيده على شعرها لتتأوه بألم
: و عصيتِ كلامي انستي..
: ناب.. استمع لي ارجوك
: من انتِ؟.. لتفعلي بناب كل هذا.. من يتجرأ..
انا أمنت بأبنتي عندك..
: ناب.. ارجو....
لم تكمل كلماتها ليصفعها بكل قوته لتسقط  على ظهرها
امسكت مكان صفعته ناظرة له بصدمة فصرخت به بعد ان تقرب اليها: أرجوك ..توقف أرجوك

Black and white                  اسود و ابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن