21- رؤية مارك

429 29 21
                                    


كان متمدداً على السرير بهدوء ينظر الى السقف 
بعد عدة دقائق نظر لعينيها : هاتِ ماعندك من الاسألة ايما، لكن لا تكثري لانني لا احبها ابداً
: اليوم انا لن اطرح الاسألة ناب، انت من ستتكلم
: انا لا اتكلم ان لم تلقِ السؤال علي

نفثت هي الهواء التي في صدرها بملل ، اتعبها هذا الرجل العنيد كثيراً.. في الحقيقة هي تود ان تعرفة على الرغم انها تريد الابتعاد عنة.. وانها ستفعل ذلك بالفعل
لكنها لن تتركة قبل ان تعرف ماذا يريد و مالذي يحصل
لانها و للان تشعر بأنها في حلم لم ينته بعد!..
: ومن اين ابدأ ناب؟.. انت غريب الان بالنسبة لي
ليس لدي سؤال اطرحة على غريب يدعو زوجي.. انت من يجب ان تتكلم
قلب رأسه بملل مستعدلاً بجلسته .. فتح ازرار قميصة الاولى سامحاً للهواء ان يدخل لرئتاه بسهولة اكثر
عدل بيده اليسرى شعرة قليلا و نظر لها مرة اخرى
: انا لا اعرف نفسي ايما.. ولا اعرف ما اريد
كيف تريدين مني ان اسرد لكِ حياة شخصٍ انا ايضاً لا اعرفة؟.. انه شعورٌ مزعج ان تكون متقلب المزاج
لكنني اشعر بأنني مستقر اكثر عندما اكون معك ايما
نحن لا نتكلم كثيراً.. ولانتبادل اطراف الحديث
لكن وجودك هنا بجانبي يشعرني بالراحة
عندما اسمع  صوتك و انتِ تهتفين بأسمي.. شعورٌ غريبٌ ينتابني ، وكأنني اول مرة استمتع عند سماع اسمي يخرج من ثغر احد..

الابتسامة التي ترتسم على محياي وانا في وسط اجتماع مهم  عندما اتذكرك  بدون سبب.. تسعدني

اشعر وكأنني مراهقٌ معك
: انا لا اريد ان تتكلم عن مشاعرك ناب.. اريدك ان تتكلم عن نفسك
مد يدة امامها بمعنى انتظري لتنظر هي له بتركيز
حمل الكأس الموضوع على يسارة و شربها دفعة واحدة لتعقد هي حاجبيها و اردف مكملاً
:حياتي ماكانت الا صعاب .. طفولتي.. مراهقتي .. شبابي
كلها انتهت بلمح البصر
تزوجت عندما كنت في الرابعة و العشرون من عمري
كانت تعني لي كل شيء.. كانت تعني لي الحياة بعد الظلام الذي مررت به .. ليشاء القدر و يأخذها مني
لكن زهرتها التي بقت منها كانت الوحيدة التي جعلتني اصمد .. و هي اولان

: لم اخفيت عني زواجك ؟... الم تفكر قط ان تخبرني عن اولان و زوجتك ؟.. كيف فعلت ذلك بي ان فعلاً مشاعرك كانت حقيقية اتجاهي
: ايما.. ايما.. انتِ لاتعرفين شيئاً ،انا خسرتها بسبب اعمالي.. خسرتها بسبب انانيتي
انا اعترف.. انا من قتلتها ، و بيدي بعد ان عرضت حياتها لخطر بسبب القضايا التي كنت اتدخل بها
قُتلت رولا بسببي انا .. اولان الان يتيمة الام بسببي

وضعت ايما يدها على صدرها و دمعة خائنه نزلت من عينها .. تنفست بعمق كي تحافظ على هدوئها و ان لا تغضب .. لانها ان فعلت ذلك سيتركها و يخرج كالعادة دون ان يكمل سردة
: اذاً و ببساطة بعد فقدانها ، لم تفكر قط ان تترك اعمالك
واخترت ان تحمي عائلتك بطريقة غير مباشرة

Black and white                  اسود و ابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن