34-ليلة تعيسة

398 20 21
                                    




وكانت روحي مدينة هادئة، خالية من الناس
و غير مفعمة بالحياة

احياها ذات يوم زائر ٌغريب، وسيم الملامح، ليشع بعيناه ضوء الحياة في مدينتي مرة اخرى
*********

زفرت ايما الهواء الذي في صدرها بغضب بعد خروجها من مكتبه... كانت تشتعل من الغضب.. او لنقل من الغيرة بمعنى اوضح

اخطت بخطواتها خارج الشركة لتذهب الى المنزل لكن اثناء خروجها نظرت لهيم التي تقف عند الباب الخارجي و تتكلم مع احد الحراس بحدية
: وانا ماذا قلت لك؟.. الم اقل ان تخبر السيد ناب بكل ما امرتك به ؟.. ام نسيت ؟

نظرات ايما المتسائلة اتجهت نحوهم 
نظر الحارس لايما و بلع ريقه لتنظر هيم هي الاخرى لها
و حالما رأتها توسعت ابتسامتها و غيرت نبرة صوتها فوراً
: اوه عزيزتي ايما.. ظننت انكِ ستطيلين عند ناب
: انني متأخرة يجب ان اعود قبل عودة اولان من المدرسة
: ويالك من والدة حريصة
قالتها بأبتسامة لطيفة  لتنظر لها ايما بمجاملة فلم تعد تطيق التكلم معها حتى : ستصبحين كذلك عندما ترزقين بواحدة

قهقهت هيم لكلامها و اردفت  و هي تسير معها خارج الشركة ناظرة لساعة يدها الذهبية: مازال الوقت مبكراً لعودة اولان.. مارأيك ان نحتسي القهوة و نتكلم قليلاً هنالك مقهى قريب من الشركة

و اكملت قبل ان تجيبها  ايما بالرفض
: تعرفين .. انني ابنة عم زوجك ، و رأيتك مرتان او ثلاث بالرغم من علاقتي الوطيدة مع ابن عمي بالكاد اعرف زوجته .. اود ان اتعرف عليكِ اكثر ايما

نظرت ايما هي الاخرى لساعتها و اردفت بلامبالاة
: حسناً .. استطيع ان اتأخر لنصف ساعة اخرى
.
.
.
توجهوا لاحد المقاهي القريبة  و كالعادة
كانت ايما تحتسي قهوتها وسط  كما تطلبها دائما
بقطعة الشوكولا الصغيرة الموجودة بجانب تلك القهوة

كان المكان هادئاً .. لم تستطع ايما ان تخفي غضبها من هيم ابداً ، فأنها حاولت جاهدة ان تبقى امامها طبيعية
لكن لم تقوى على ذلك ابداً
فكلما نظرت لعينيها و ارادت تبادل اطراف الحديث
تذكرت موقفها مع ناب
ايا ترى هو هكذا معها دائما؟.. بهذا القرب؟
فهي ليومٍ واحد استطاعت ان تراهم معاً .. و لطالما هي معه في الشركة صباحاً و مسائاً..
كان التفكير في الموضوع يقتلها ..
تنظر لها بطرف عينها لتراها  تعدل بأحمر شفاهها ناظرة للمرآة اليدوية التي في يدها .. يالها من مترفعة!!
فتاة تظن و كأنها  الاجمل عند حضورها في مكانٍ ما
ارادت ان تشفي الغليل الذي بداخلها بكلماتٍ تحرق هيم لكن لا تعرف كيف'
الا ان لم تستطع ان تكبت ما في داخلها اكثر فأردفت
: اخبرتني بأن علاقتك مع زوجي ناب قريبة كثيرا اليس كذلك هيم؟
اومأت لها و هي مازلت تنظر للمرآة  بعد ان وصعت لمساتها الاخيرة  نظرت لها بتركيز مردفة
: اجل.. انا و ناب،همممم من الطفولة  ، مقربين كثيراً
كثيراً كثيراً
قالت كلماتها الاخيرة بتركيز و ابتسامة 
: ماذا تقصدين ب (كثيراً كثيراً)؟..
: اوه .. بالطبع ناب اخبرك بأن كان بيننا حب طفولة  سابقاً
: اجل فعل .. اعلم بذلك
: اجل .. كما تعلمين .. كان بيننا حب طفولة
كنت احبه كثيراً في فترة المراهقة لكن بعد ان تزوج برولا عند سفره و عودته مرة اخرى معه .. لا اخفيك انني شعرت بغيرة في وقتها .. لكننا كبرنا الان ،  انه صديقي المقرب

Black and white                  اسود و ابيضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن