Untitled Part 2

33 1 0
                                    


  ظلام. . ظلامٌ دامسٌ لا يتخلله أي ضوء. . هدوء الظَّلام أصخب من ضجيج الشوارع. . هدوء الظَّلام ليس هدوء السَّلام بل هُدوءٌ بِغمة، كيدٍ ضخمة تشُد الوثاق على صدرك. . أظُنني خُلِفتُ من هذا الظَّلام، أو خُلقتُ لأعيش في أجوائه، في هدوئه وضجيج هُدوئه وغُمَّتِه واختناقه. . أنا خائف، وُلدتُّ خائفاً، وعشتُ كل حياتي خائفاً إلا بِضعَ سنين منها تذوقتُ فيها طَعمَ الأمان. . الأمان.

ولكنني عُدتُّ خائفاً الآن، خائفٌ من ذكريات ماضيَ التي لا تُفارقني، خائفٌ من حاضري المغموم بالظلام من كل جهة، وخائفٌ من مُستقبلي. . ولِمَ قد يكون مُستقبلي جميلاً إن كان ماضي وحاضري يعشقان الظَّلام، الخوف والتعب. . ؟

أنا أرتجِف بشِدة. . فليُساعدني. . أي أحدٍ. . أرجُوكُم. . ! الظَّلام يلُفني. . سأختنق! أرجوووكم. . أي أحدٍ؟ أي ضوء؟ أرجُوكُم أنا أبكي رُعباً. . ألا أَحَدَ ليُنقذني. . ؟ لا أحد؟ أنا أختنق. . أنا أختفي. . قوتي تخور. . بسُرعة أرجوكم أنقذوني. . لا شيء لأتشبث به؟ لا ضوء ولا أمل ولا أيادٍ لتُنقذني. . ؟ أرجوكم الظَّلام سيأخذني بعيداً. . قواي خارت، الظَّلام قويٌ. . أٌقوى مني. . أُريد الصُّراخ ولكنني ضعيف وأريد البكاء ولكن لا أملك قوة للبكاء. . هل سيسمعُني أحدٌ إن صرخت. . ؟ عيناي تُغلق. . الظَّلام غلبَ. . الهدوء. . الضجيج. . إلى أين سيأخذُني يا تُرى؟ ماذا سيفعلُ بي؟ إلى ماذا سيُحوِّلُني. . ؟

لَمْ تُنقذوني. . لماذا؟ ألا أستحق أن تُنقذوني. . ؟

لم تُنقذوني. . وكأنني شفافٌ لا تُبصرني أعينكُم ولا قُلوبُكم. . أهذا عُذركم. . ؟ أم أنكُم أبصرتموني وتجاهلتُمُوني. . ؟ لماذا. . ؟ ل. . لماذا أبصرني الظَّلام دُونكُم. . ؟ اهتم بي. . احتضنني. . وأخذني معه. . ماذا عليَّ أن أفعل. . ؟ أعليَّ أن أرد له الحب حباً. . ؟ ولكنه الظَّلام. . إنه مُخيف. . مُهيبٌ. . خاطفٌ. . خانقٌ. . أعمى. . أعمه. . ولكنه الوحيدُ الذي رآني. . وقبِل بي. . وأحبني. .

ماذا عليَّ أن أفعل. . ؟

أجيبوا. . أرجوكم. . رُدُّوا علي. . ألا تسمعونني. . ؟ أم أنَّكُم تتجاهلونني. . ؟ أنا وحيد. . مُحتار. . ضعيف. . فارغٌ. . مُظلمٌ. . أجيبوا. . رُدوا علي. . أتوسَّل إليكم. . ساعدوني. . أنا مِنكُم. . لا تتركوني وحيداً. . فريسةً مُّباحة. . أ. . أ. . أرجُوكُم. .

لا أحد. . ؟ لا. . ؟ صمٌّ. . ؟ بكمٌ. . ؟ عميٌ. . ؟ لا تُبصرون. . ؟ لا تسمعون. . ؟ لا تشعرون. . ؟ أم أنني لا أستحق أن أٌرى. . ؟ أن أُسمع. . ؟ لا أستحق المُساعدة. . ؟ الظُّلامُ سيسمعُني إن حدَّثته. . سيراني. . وربما. . سيُساعدني. . الظَّلامُ قاسٍ. . أهو حقاً قاسٍ. . ؟ لماذا يُساعدني إذاً. . ؟

ل. . لماذا. . ؟

أيها الظلام. . أيُّها الظلام. . إني أغرق. . أغرقُ في الظَّلام. . لم يتبقى مني إلا أطراف أصابعي. . هل ستمسكونها. . ؟ بسُرعة. . إني أغرق. . إني ذاهبٌ. . إني ذاهب. .

أطرق بابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن