تِلك الليلة كانت حتماً من أسوء الليالي التي مررتُ بها. .
ذلِك اليَوم عامةً كان من الأسوأ. .
في ذلِك الصَّباحِ كُنت مُنزعِجة كثيراً
وغاضبة.
أُمِّي أخبرتني بأنَّ رجُلاً مَّا سيأتي ليخطُب سُؤدة ويتزوَّجها. .
وأنا على صِغرِ سنِّي شعرتُ بغيرةٍ رهيبة. .
وفجأةً تشكلَّت في عقلي صُورة سُؤدة الخائنة
أُختي التي ستترُكنا لتعيشَ مع رجُلٍ غريب. .
في ذلِك النَّهار لو أُتيحت لي الفُرصة
لما ترددتُّ في قتلِها. .
لمَّا عادَت من كُليتها أتت إلي
وبكل وقاحة
طلبت مني أن أُساعِدها في تنظيفِ البيت
لخاطِفِها. . !
أو على الأقل هكذا كان ظنِّي بإبراهيم. .
لم أرُدَّ عليها
لأن ردِّي لن يكُون مُحترماً. .
ولكنني تربَّيتُ على احتِرام أختي الكُبرى.
في الليل
أتى إبراهيم ورَحل
ونارُ الغيظُ في داخلي لو خرجت لأحرقت الحيَّ بأسره. .
أتت إليّ سُؤدة بعد رحِيله والدُّموع تتلألأ في عينيها
كانت سُؤدة تظُنُّها دُموع حزنٍ. .
ولكنها كانت أعمقُ من ذلك. . سترَون لاحِقاُ ما حقيقة الدُّموع
ولمَّا طلَبت مني النَّوم معي كُنت أنوي أن أرفُض
ولكنَّ وجهها سَكَب على ناري جمالاً أطفأها. .
دائماً ما أخبرُوني بأنني جميلةٌ كأٌختي، وبأننا نُشبِه أُمِّي
وهي أصلُ الجمال. .
ولكن لنكُن صادقين
فسُؤدة كانت أروعَ ما رأت عيني. .
لمَّا نامَت وارتميتُ في حُضنِها الآمِن
أخبرتُها بأنني
أكرهُها. .
لم تنفعِل سُؤدة، لأنَّها تعلمُ أنَّها أكثرُ من أُحب
سألتني لماذا فأخبرتُها بالسبب. .
ولكنَّها في النِّهاية أتت بحلٍّ أسكَت عقلي الطُّفولي. .
قالت بأننا سنعيشُ في بيتٍ كبير، أنا وأبي وأُمي، وسُؤدة وزوجُها. .
فرضيتُ، ولسببٍ مَّا أخبرتُها أنني لا زِلتُ أكرهُها.
أنت تقرأ
أطرق بابي
Poetryأطرق بابي. . ماذا ان تطهر الحب من دنسكم ؟ من شهواتكم، من نفاقكم. . أيها البشر!