Untitled Part 19

10 2 0
                                    

 تِلك الليلة كانت حتماً من أسوء الليالي التي مررتُ بها. .

ذلِك اليَوم عامةً كان من الأسوأ. .

في ذلِك الصَّباحِ كُنت مُنزعِجة كثيراً

وغاضبة.

أُمِّي أخبرتني بأنَّ رجُلاً مَّا سيأتي ليخطُب سُؤدة ويتزوَّجها. .

وأنا على صِغرِ سنِّي شعرتُ بغيرةٍ رهيبة. .

وفجأةً تشكلَّت في عقلي صُورة سُؤدة الخائنة

أُختي التي ستترُكنا لتعيشَ مع رجُلٍ غريب. .

في ذلِك النَّهار لو أُتيحت لي الفُرصة

لما ترددتُّ في قتلِها. .

لمَّا عادَت من كُليتها أتت إلي

وبكل وقاحة

طلبت مني أن أُساعِدها في تنظيفِ البيت

لخاطِفِها. . !

أو على الأقل هكذا كان ظنِّي بإبراهيم. .

لم أرُدَّ عليها

لأن ردِّي لن يكُون مُحترماً. .

ولكنني تربَّيتُ على احتِرام أختي الكُبرى.

في الليل

أتى إبراهيم ورَحل

ونارُ الغيظُ في داخلي لو خرجت لأحرقت الحيَّ بأسره. .

أتت إليّ سُؤدة بعد رحِيله والدُّموع تتلألأ في عينيها

كانت سُؤدة تظُنُّها دُموع حزنٍ. .

ولكنها كانت أعمقُ من ذلك. . سترَون لاحِقاُ ما حقيقة الدُّموع

ولمَّا طلَبت مني النَّوم معي كُنت أنوي أن أرفُض

ولكنَّ وجهها سَكَب على ناري جمالاً أطفأها. .

دائماً ما أخبرُوني بأنني جميلةٌ كأٌختي، وبأننا نُشبِه أُمِّي

وهي أصلُ الجمال. .

ولكن لنكُن صادقين

فسُؤدة كانت أروعَ ما رأت عيني. .

لمَّا نامَت وارتميتُ في حُضنِها الآمِن

أخبرتُها بأنني

أكرهُها. .

لم تنفعِل سُؤدة، لأنَّها تعلمُ أنَّها أكثرُ من أُحب

سألتني لماذا فأخبرتُها بالسبب. .

ولكنَّها في النِّهاية أتت بحلٍّ أسكَت عقلي الطُّفولي. .

قالت بأننا سنعيشُ في بيتٍ كبير، أنا وأبي وأُمي، وسُؤدة وزوجُها. .

فرضيتُ، ولسببٍ مَّا أخبرتُها أنني لا زِلتُ أكرهُها.

أطرق بابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن