-فكري براحتك و انا مستني الرد...
قامت امي من مكانها و قالت : استاذنك هروح للبنات..
هز عبد القادر رأسه موافقا .....
خرجت امي من الغرفة متوجهه لجنينة القصر ، وجدتنا نلعب بالعجلات الجديدة ونتسابق و نضحك ، جلست على كرسي تحت ظل شجرة و بدأت في مراقبتنا بشرود بالاخص انا،
ماذا تفعل؟
الامر ليس بتلك السهولة ، ان تغير مصيري كله في اسابيع معدوده امر مقلق ، تغشى ان تدمر حياتي دون قصد ، ظنا منها انها تفعل هذا لأجلي ....تنهدت امي و هي تعتصر رأسها بيدها و كانها قد بدأت بالشعور ان الصداع يغزو راسها من التفكير...
مر اليوم و اخذتني امي لنعود للمنزل فركبنا الاتوبيس العام ، ظلت امي لا تتحدث طوال الطريق لي حتى ظننت اني قد ارتكبت خطأ ما ،
-ماما ، انا اسفه....
نظرت لي بتعجب وقالت : بتعتذري ليه؟
-عشان انتِ زعلانه مني...
-انا؟؟؟،وهزعل منك ليه يا حبيبتي...
-مش زعلانه؟؟ ،انا بحسبك زعلانه مني عشان غلطت في حاجه ، بس مش عارفه غلطت في اي!
تنهدت امي ومسحت ع شعري وقالت : لا مغلطيش يا حبيبتي، انا بس مش عارفة اخد قرار في موضوع المدرسة...
- اممممم انتِ مش عايزه تنقليني؟
-بصراحه لا...
سكت ....في الحقيقة كنت ارغب بشدة في الذهاب...
تنهدت رقية و قالت : انتِ عايزه تتنقلي صح؟
اومأت بالموافقه ...
امي : انا خايفه عليكي يا حبيبتي ، خايفه تحصل حاجه و ترجعي لمدرستك القديمه تاني و تتعبي نفسيا ، خايفه عليكي....
حبيبة : متخافيش يا ماما ، عشان خاطري وافقي ولو حصل حاجه ارجع تاني للمدرسة عادي...
نظرت امي لي ، كنت سعيدة جدا لقرار النقل ولكنني في النهاية طفله ، تتمسك بالاشياء كتمسكها بالالعاب لا اعي جيدا ما احتاجه او ما اريده .....
تنهدت امي و قالت : ربنا يسهل يا حبيبتي...
وصلنا بعد ربع ساعه ، كانت امي تسير في الشارع ولكنها توقفت فجأة و امسكت بيدي بقوة عندما رأت ٣ رجال امام باب البيت الذي نعيش به ، هؤلاء الرجال هم اعمامي.... انا اعرفهم جيدا ...
تقدمت بتوتر حتى وصلت لهم ، فقال احدهم بسخرية....
- أهي الهانم وصلت.....
- ازيكم عاملين ايه؟ ، منورين والله اتفضلوا جوا...
- لا جوا ولا برا ، اسمعي يا ولية انتِ ، احنا جيبين سمسار عشان يتمن الشقه و نعرف تمنها عشان نبيع وكل حي ياخد حقه....
- الشقه؟؟ ، وانا و بنتي نعيش فين؟
- احنا مالنا ، ما تغوري في داهيه انتِ وهي ، اللي كان بيربط بينا مات ، و لينا ورث فيه عايزين نخده....
ثم قال الاخر بسخرية : بعدين انتِ قلقانه ليه ؟ ، ما الجيران بيقوله انك بتنزلي كل يوم شغل في بيت واحد متريش ، اكيد بيديكي فلوس كويسة ولا اي...
- انت قصدك ايه؟
- قصدي متعمليش فيها الشريفة اللي بتجري على عيالها ، عشان اكيد صاحب البيت مش بيدي لبنت لبس و اكل و شرب كدا يعني ، اكيد في مقابل....
صفعت رقية الرجل على وجهه بقوة ، فقد تحدث بالسوء عن شرفها و عرضها ...
امسكها الرجل من شعرها بعنف والقى بها على الارض و اخذ يضربها بعنف و هي تصرخ ،
شعرت بالخوف فجريت سريعا بعيدا عنهم ، كنت ذكيه جدا ، فرغم صغر عمري الا انني عرفت مكان فيلا عبد القادر ، فسرت مسرعةو استقلت الاتوبيس العام من المكان المحدد له ،
كانت المنطقه التي بها فيلا عبد القادر ليست بعيده و انما حوالي ١٠ دقائق بالاتوبيس لذا وصلت امام الفيلا في حوالي ٢٠دقيقه بعد ان جريت مهروله في شارع الفيلات في المنطقة ..تقدمت بسرعة نحو الباب الرئيسي للفيلا ولان حراس الامن يعرفونني اخذوني سريعا لعبد القادر بعد ان رؤوا حالتي و انا ابكي و منهارة...
خرج عبد القادر من غرفة فريدة بملابس النوم و من خلفه فريدة ايضا مزعوره...
التي أن رأت حبيبة بهذه الحاله حتى تقدمت نحوها بسرعة و عانقتها و حاولت تهدأتها كالأم الحنون...عبد القادر في قلق : في أية؟؟ ،فين رقية؟؟؟
انا اشهق باكية : عمي....عمي ....ضربها في الشارع....انا خفت و جريت.....خايفة يموتوها ...
احمر وجه عبد القادر غضبا وصرخ مناديا في احد الخادمات : اتصلي بمؤنس حالا ،عايز عنوان رقية....
-انا اعرف اوصلك ، بس بسرعة...
عبد القادر: هغير هدومي و هخدك و نروح ،
ثم قال للخادمة : حضري الحرس هيجوا معايا ..ثم قال لفريدة : حبيبتي ،مش هينفع تيجي معانا ، هنجيب ماما رقية و نيجي بسرعة....ماشي
فريدة : ماشي...
نظرت لي فريدة وانا ابكي وتقدمت نحوي و مسحت دموعي ثم عانقتني بقوة و قالت : ماما هتبقه كويسة ، متخافيش...
ثم تجمعت الدموع في عينها و قالت : هتبقة كويسة مش هتسبني تاني....
تمسكت بها بقوة، كنا نعانق بعضنا و كأن جسدنا التحم وكأننا جسد واحد ، حقا كانت اختي ، لقد شعرت يومها انها حقا اختي........
يتبع