رمشت رقية عدت مرات بتوتر و قد مسحت دموعها و حاولت ان تهدأ لتستوعب ما حدث الآن...
دخلت الممرضة الغرفة و جلست بجوار رقية ..
- مدام رقية ، انتِ كويسة؟؟ ، وشك احمر كدا ليه؟-اه....اه.... انا كويسة....مفيش حاجه...
-------------
هبط عبد القادر السلم، فوجد مؤنس امامه فقال
-مؤنس معلش دقيقة في المكتب عايزك...
-تمام يا دكتور...دخل كلاهما للمكتب...
-ممكن اعرف انت قلت ايه لرقية؟؟
-قلتلها الحقيقة...
-حقيقة ايه!!!
-انها شغاله هنا عادي زيها زينا ، وانك مش زي ما هي و الناس فاكرين بتفكر فيها بشكل كدا او كدا ، هي مجرد موظفه هنا زيها زي كتير في القصر ، ليه بقه التكبر و كأنها صاحبه البيت...
-مكنش ينفع تعمل كدا ، دي بنت ناس ، اشتغلت عشان ظروفها مش عشان نعايرها ، كمان هي خايفه على سمعتها و شرفها...
- دكتور عبد القادر في ستات كتير ارامل و بيشتغلوا هي مش اول ولا اخر واحده ، و كون انها خايفه دا ميدهاش الفرصه انها تكون قليله الذوق ، حضرتك طيب جدا و بتتعامل باحترام جدا بس لازم في بعض الاحيان توقف الاشخاص عند حدهم...
-انت مكبر الموضوع اوي يا مؤنس..
-وحضرتك واخد الموضوع بقلبك اوي و مشاعرك و دا غلط...
تنهد عبد القادر ولم يعلق...
-قلتلها ايه لما طلعت؟
-اتقدمت لها...
-خطوة كويسة...
-انت شايف كدا؟
-ايوه ، بص على قد ما ضايقني موقفها بس رقية ست محترمه و عاقله جدا ، بتوزن الامور بحكمه ، وحنينه و بتحب بنتك و ست بيت شاطرة و شاكلها كدا كانت زوجه كويسة، هي بس الدنيا داست عليها شوية.
-ربنا يسهل...
-تشرب قهوه في الجنينة؟؟
ابتسم عبد القادر و قال : ونلعب شطرنج؟
-نلعب!
---------------
اسندت رقية رأسها للوسادة و نظرت للسقف و بدأت في محادثة نفسها و كأنها شخصين، تسال و تجيب و كانها في محاكمة عظيمة...-بيحبك اه (بسخرية) ، تبقي عبيطة لو صدقتي..
=وايه المشكلة؟ هو انا متحبش؟
- لا تتحبي ، بس انتي من الاول كان شغلك الاول و الاخير بنته ، لازم تبقه كويسة و هي كويسة بيكي ، طب لو حصلك حاجه زي ما تعبتي كدا او مثلا قررتي تسيبي الشغل بنته تتعب تاني؟؟ ولا يجوزك و تبقي غصب عنك بتاخدي بالك منها؟...
=لالا ، عبد القادر مش من نوع دا ، دا راجل كيب اوي و محترم جدا ، كمان بياخد باله من بنتي زي ما بعمل مع بنته بضبط..
-عشان بنته بردوا...
=لالا ، بعدين هو انا عندي ايه اخسره؟ ،راجل زي دا كويس جدا ، هيعيش بنتي عيشه كويسة ، وكمان هيحميني من كلام الناس و بصه الرجاله ليا ، و كمان انا حسه ان عندي مشاعر له..
-بتحبيه يعني؟
-لالا حب ايه؟ ، هو انا لحقت ، ممكن اعجاب...
-براحتك يا رقية ، مترجعيش تعيطي...
تنهدت رقية و اغمضت عيناها لتنام قليلا بعد هذا الكم من التسائلات ، تشعر بارهاق شديد و صداع....