١٠

1.1K 47 2
                                    

اغمض عبد القادر عينه محاولة التماسك حتى لا ينفجر غضبا من ردت فعل رقية الغريبة ، فتح عينه فوجد فريدة واقفه امامه تنظر له ...
- في إيه يا حبيبتي؟ ، واقفة ليه كدا؟؟

- هي ماما رقية هتبقه ملاك بردوا زي مامتي!

- لا طبعا ، مين قالك كدا؟ ، هي بس حصلها حادثه و هتخف و تبقه كويسة.

-بجد يا بابا!

-وحياة عيونك الحلوين دول بجد..

تقدمت فريدة من عبد القادر فانحنى من أجلها و حملها على ذراعه لتعانقه بقوة
-انا بحب ماما رقية و حبيبه اوي يا بابا.

تنهد عبد القادر بحزن و قال : وانا كمان بحبهم اوي..

انزل عبد القادر ابنته و قال لها: بصي يا حبيبتي، انا هكون مشغول الفترة الجايه دي ، هتصل بيكي في التلفون ديما بس مش هعرف اجي كتير ، عايزك تسمعي الكلام و تخدي بالك من نفسك انتي و حبيبة و ماما رقية ، تمام!

-ماشي يا بابا.

ابتعد عبد القادر عن فريدةو نزل السلم متوجه لباب الخروج ،

مؤنس : في حاجه يا دكتور ، مالك مضايق ليه؟

عبد القادر: مفيش مفيش ، خد بالك من البنات ، انا هبات في العياده

مؤنس: نعم!!

عبد القادر:زي ما سمعت يا مؤنس ، سلام...

خرج عبد القادر من القصر ، تنهد مؤنس بغضب و صعد السلم متوجع لغرفه رقية و عندما وصل دخل دون استاذان ،

انتفضت رقية ، كانت بجوارها الممرضة ..

-بعد اذنك انتظري برا ، هكلم مدام رقية في حاجه...

خرجت الممرضة....

- انتي قلتي للدكتور ايه ؟ ، خرج زعلان و مضايق...

-قلت الحقيقة...

-حقيقة ايه؟

-انه ملوش دعوه باللي حصلي ، ملوش يحاسب عمام بنتي ، حتى لو غلطنين ، انا مش عايزه كدا..

-صح ، انتي صح ، عارفه ليه..

-ليه؟

- عشان انتي كدا ، تحبي اللي يذلك بس ..

-افندم؟

-مدام رقية ، انتي من ساعه ما جيتي هنا و انتي و بنتك محطوطين على كفوف الراحه ، اكل و شرب و مرتب ، معامله رئيس جمهوريه ميتعاملهاش ، و بنتعامل كأنك من العيله ، و دا لان الدكتور بيحسسنا كلنا بكدا ، تعرفي انا هنا من زمان اوي ، و بيعاملني كأني صحبه ، عمري ما حسيت اني بشتغل عنده ، حتى المرتبات المحاسب بتاعه اللي بيديها عشان ميحسسناش بأي حرج او انه بيدي ، و بنهزر و بنضحك ، كلنا هنا كدا ، الخدم ، الحرس ، الجنايني و غيره و غيره...
انتي فاكرة نفسك مميزه ليه؟ ، عشان فريدة؟؟؟ ، انتي بتتعاملي احسن معامله عشان دي اخلاق الدكتور مش عشان بنته ، بنتك بيتوفرلها حجات و لو اشتغلتي مليون سنه مش هتقدري توفريها ،
ودا مش عشان انتي مميزه ، لا ، كل ولادنا هنا الدكتور بيساعدهم ، و زوجته كمان الله يرحمها...
فانتي و بكل بساطه جيه تجرحيه بكلام ملوش لزمه عشان ترضي غرورك اللي ملوش لزمه ، اسمعي يا مدام ، مشاكلك العائلية حاجه تخصك ، لكن تكبرك علينا و اسلوبك دا غلط و غير مقبول...

-هو طلب منك تقول كدا؟

- لا ، للاسف لا ، هو بس عشان متزعليش خد هدومه و هيسيب القصر عشانك و عشان صحتك تتحسن ، هو فاكر انك هتتعبي بسببه ، اتمنى لما يرجع تعتذري منه ، عشان قله الذوق اللي حصلت من شوية ، و على فكرة ، كلامي دا عشان انا رئيسك المباشر في الشغل ، حبيت اوضحلك بس الدنيا ماشيه ازاي و ان الدكتور مش زي ما الناس قالت ، انه عايزك او عايز جسمك ، هو في غنى عن كدا ، تمام...
تركها مؤنس وخرج دون ان ينتظر منها رد ..

بدأت رقية في البكاء من كلام مؤنس ، كانت تبكي بحرقه و كان قلبها يحترق
فقد شعرت بالذل في كلامه ، شعرت بالإهانة....

دخلت الممرضة لها و حاولت ان تهدأها لكن بلا فائدة، حتى الطفلتين صرخت بهم للخروج...

وبعد مرور ساعه على تلك الحاله ، خرجت الممرضه من الغرفة و اتصلت بعبد القادر...

-ايوة يا دكتور ، الحقنا بعد اذنك ، استاذه رقية مش مبطله عياط و حالتها وحشه جدا ، حتى لما حاولت اديها مهدأ صرخت فيا ، انا خايفه عليها...

-انا جي...

بعد حوالي نصف ساعه كان عبد القادر يركض على السلم حتى وصل لغرفة رقية...

فتح الباب و دخل ، و نظر للممرضة للخروج....

تقدم عبد القادر من رقية و قال
- مالك بس ، اهدى ليه كل دا ، ليه كل الدموع دي...

-ابعد عني ، انت السبب...

-انا؟؟

-اه ، انا قليله الذوق؟؟ ، انت بتشفق عليا انا و بنتي و رغم كدا انا قليله الذوق و مش بحترمك صح؟

-مين قال كدا؟؟؟

-مش مهم مين قال ، المهم انه صح

-لا مش صح ، انا مش بشفق عليكي ، انا.....بس....يعني انا....

-انت ايه؟؟ ، انا وحشه جدا....رغم كل اللي عملته معايا كنت قليله الذوق....انا فعلا كدا صح....انا مسكاك من ايدك اللي بتوجعك اللي هي فريدة صح....
صح رد صح...

-غلط ،غلط...

-امال ايه؟؟؟

-انا عايز اتجوزك...

نظرت له رقية بصدمة .....

- لالا متفهمنيش غلط ، والله اجوزك شرعي و مش عشان بنتي ولا حاجه ....

-امال هتتجوزني ليه؟؟

- عشان بحبك....

نظرت له رقية بصدمه اكبر و لم تعلق...

- انا....انا هسيبك تفكري...و قرارك هحترمه....و مهما كان قرارك فشغلك و مدرسة بنتك و كل حاجه زي ما هي....فكري براحتك....انتي مش هتخسري اي حاجه...
بعد اذنك
ثم تركها و خرج...

عشقك جريمة (بالعامية المصرية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن