اغمض عبد القادر عينه محاولة التماسك حتى لا ينفجر غضبا من ردت فعل رقية الغريبة ، فتح عينه فوجد فريدة واقفه امامه تنظر له ...
- في إيه يا حبيبتي؟ ، واقفة ليه كدا؟؟- هي ماما رقية هتبقه ملاك بردوا زي مامتي!
- لا طبعا ، مين قالك كدا؟ ، هي بس حصلها حادثه و هتخف و تبقه كويسة.
-بجد يا بابا!
-وحياة عيونك الحلوين دول بجد..
تقدمت فريدة من عبد القادر فانحنى من أجلها و حملها على ذراعه لتعانقه بقوة
-انا بحب ماما رقية و حبيبه اوي يا بابا.تنهد عبد القادر بحزن و قال : وانا كمان بحبهم اوي..
انزل عبد القادر ابنته و قال لها: بصي يا حبيبتي، انا هكون مشغول الفترة الجايه دي ، هتصل بيكي في التلفون ديما بس مش هعرف اجي كتير ، عايزك تسمعي الكلام و تخدي بالك من نفسك انتي و حبيبة و ماما رقية ، تمام!
-ماشي يا بابا.
ابتعد عبد القادر عن فريدةو نزل السلم متوجه لباب الخروج ،
مؤنس : في حاجه يا دكتور ، مالك مضايق ليه؟
عبد القادر: مفيش مفيش ، خد بالك من البنات ، انا هبات في العياده
مؤنس: نعم!!
عبد القادر:زي ما سمعت يا مؤنس ، سلام...
خرج عبد القادر من القصر ، تنهد مؤنس بغضب و صعد السلم متوجع لغرفه رقية و عندما وصل دخل دون استاذان ،
انتفضت رقية ، كانت بجوارها الممرضة ..
-بعد اذنك انتظري برا ، هكلم مدام رقية في حاجه...
خرجت الممرضة....
- انتي قلتي للدكتور ايه ؟ ، خرج زعلان و مضايق...
-قلت الحقيقة...
-حقيقة ايه؟
-انه ملوش دعوه باللي حصلي ، ملوش يحاسب عمام بنتي ، حتى لو غلطنين ، انا مش عايزه كدا..
-صح ، انتي صح ، عارفه ليه..
-ليه؟
- عشان انتي كدا ، تحبي اللي يذلك بس ..
-افندم؟
-مدام رقية ، انتي من ساعه ما جيتي هنا و انتي و بنتك محطوطين على كفوف الراحه ، اكل و شرب و مرتب ، معامله رئيس جمهوريه ميتعاملهاش ، و بنتعامل كأنك من العيله ، و دا لان الدكتور بيحسسنا كلنا بكدا ، تعرفي انا هنا من زمان اوي ، و بيعاملني كأني صحبه ، عمري ما حسيت اني بشتغل عنده ، حتى المرتبات المحاسب بتاعه اللي بيديها عشان ميحسسناش بأي حرج او انه بيدي ، و بنهزر و بنضحك ، كلنا هنا كدا ، الخدم ، الحرس ، الجنايني و غيره و غيره...
انتي فاكرة نفسك مميزه ليه؟ ، عشان فريدة؟؟؟ ، انتي بتتعاملي احسن معامله عشان دي اخلاق الدكتور مش عشان بنته ، بنتك بيتوفرلها حجات و لو اشتغلتي مليون سنه مش هتقدري توفريها ،
ودا مش عشان انتي مميزه ، لا ، كل ولادنا هنا الدكتور بيساعدهم ، و زوجته كمان الله يرحمها...
فانتي و بكل بساطه جيه تجرحيه بكلام ملوش لزمه عشان ترضي غرورك اللي ملوش لزمه ، اسمعي يا مدام ، مشاكلك العائلية حاجه تخصك ، لكن تكبرك علينا و اسلوبك دا غلط و غير مقبول...-هو طلب منك تقول كدا؟
- لا ، للاسف لا ، هو بس عشان متزعليش خد هدومه و هيسيب القصر عشانك و عشان صحتك تتحسن ، هو فاكر انك هتتعبي بسببه ، اتمنى لما يرجع تعتذري منه ، عشان قله الذوق اللي حصلت من شوية ، و على فكرة ، كلامي دا عشان انا رئيسك المباشر في الشغل ، حبيت اوضحلك بس الدنيا ماشيه ازاي و ان الدكتور مش زي ما الناس قالت ، انه عايزك او عايز جسمك ، هو في غنى عن كدا ، تمام...
تركها مؤنس وخرج دون ان ينتظر منها رد ..بدأت رقية في البكاء من كلام مؤنس ، كانت تبكي بحرقه و كان قلبها يحترق
فقد شعرت بالذل في كلامه ، شعرت بالإهانة....دخلت الممرضة لها و حاولت ان تهدأها لكن بلا فائدة، حتى الطفلتين صرخت بهم للخروج...
وبعد مرور ساعه على تلك الحاله ، خرجت الممرضه من الغرفة و اتصلت بعبد القادر...
-ايوة يا دكتور ، الحقنا بعد اذنك ، استاذه رقية مش مبطله عياط و حالتها وحشه جدا ، حتى لما حاولت اديها مهدأ صرخت فيا ، انا خايفه عليها...
-انا جي...
بعد حوالي نصف ساعه كان عبد القادر يركض على السلم حتى وصل لغرفة رقية...
فتح الباب و دخل ، و نظر للممرضة للخروج....
تقدم عبد القادر من رقية و قال
- مالك بس ، اهدى ليه كل دا ، ليه كل الدموع دي...-ابعد عني ، انت السبب...
-انا؟؟
-اه ، انا قليله الذوق؟؟ ، انت بتشفق عليا انا و بنتي و رغم كدا انا قليله الذوق و مش بحترمك صح؟
-مين قال كدا؟؟؟
-مش مهم مين قال ، المهم انه صح
-لا مش صح ، انا مش بشفق عليكي ، انا.....بس....يعني انا....
-انت ايه؟؟ ، انا وحشه جدا....رغم كل اللي عملته معايا كنت قليله الذوق....انا فعلا كدا صح....انا مسكاك من ايدك اللي بتوجعك اللي هي فريدة صح....
صح رد صح...-غلط ،غلط...
-امال ايه؟؟؟
-انا عايز اتجوزك...
نظرت له رقية بصدمة .....
- لالا متفهمنيش غلط ، والله اجوزك شرعي و مش عشان بنتي ولا حاجه ....
-امال هتتجوزني ليه؟؟
- عشان بحبك....
نظرت له رقية بصدمه اكبر و لم تعلق...
- انا....انا هسيبك تفكري...و قرارك هحترمه....و مهما كان قرارك فشغلك و مدرسة بنتك و كل حاجه زي ما هي....فكري براحتك....انتي مش هتخسري اي حاجه...
بعد اذنك
ثم تركها و خرج...