بعد ساعه كاملة كنا قد انتهينا من ارتداء الفساتين وتصفيف شعرنا و خرجنا من الغرفه متوجهات نحو غرفة الطعام لنتناول الفطور...
وبالفعل بعد دقائق ، طرقت امي على بابا غرفة الطعام بتهذيب ثم فتحته و دخلت و نحن من خلفها ، رفع دكتور عبد القادر رأسه و نظر لنا مبتسما و اغلق الجريدة التي كان يطالعها و فنجان قهوته امامه قد انتهى منه تقريبا....
نظر عبد القادر لابنته بسعادة ،كانت جميلة ، شعرها ممشط و ملابسها نظيفه وهي ايضا نظيفة ، تسير على قدمها ، منذ فترة لم يراها تبتسم او تتحرك او حتى تنظر له بتلك العيون الامعه الصغيرة ،ولكن هذا لا يعني انها لاتزلت شاحبة و ضعيفة و لكن مع بعض الطعام و التغذية الجيدة ستعود لصحتها و نضارتها مرة اخرى.
قام من مكانه وجلس القرفصاء وفتح ذراعيه لتجري عليه فريدة ضاحكه ليحتضنها و يقف و هو يحملها في حضنه و يقول : وحشتني ضحكت بنوتي الحلوة ...
كانت فريدة تضحك و تقول : نزلني يا بابا كفاية كدا...
و بالفعل انزلها عبد القادر ونظر لي وهو يعود للجلوس القرفصاء مجددا و يفتح ذراعه لانظر لأمي واعود للنظر له بعد استيعاب ماذا أفعل؟ ،
-تعالى يا حبيبة ، تعالي في حضني ، انتِ كمان بنتي...
في الحقيقة كنت خائفة ، لم يحتضني ابي ابدا وهذا الرجل ليس بأبي فكيف اسمح بهذا ، كنت خائفة و من خوفي امسك بملابس امي واحتضنت قدميها و خبئت رأسي بها ، فأخذتني في حضنها و قالت له : معلش سبها ع راحتها ، هي بتخاف من الناس الغريبة و لسه متعودتش على حضرتك...
ابتسم دكتور عبد القادر وقال : مفيش مشكلة ، ان شاء الله هتتعود عليا و تعتبرني بابا...
ابتسمت امي و قالت : ان شاء الله.
جلسنا جميعا على طاولة ، كان دكتور عبد القادر يترأس الطاولة وتجلس لجواره فريدة من اليسار وانا من اليمين و تجلس امي جواري وذلك لان امي لا تفضل ان تجلس هي جواره و بدأنا فتناول الإفطار بهدوء ، وكانت فريدة تنظر لي من حين لاخر و تضحك واضحك انا ايضا ....
بعد ربع ساعة تقريبا و كنا قد قاربنا على الانتهاء من تناول الطعام ، سمعنا اصوات عالية بالخارج لسيدات تتحدث ولكن بصوت عالٍ ، ثم سمعنا صوت طرق على باب الغرفة...
تك تك تك تك.....
-اتفضل...
- الست دلال و الست كارما برا في انتظار حضرتك ..
-لالا دخليهم يفطروا معانا..نظر عبد القادر لأمي و قال : دلال و كارما دول اخواتي البنات و عمات فريدة.
هزت رأسها مبتسمة و لكن لم تعلق...
دخلت كارما و دلال للغرفة ، نظرت كلا منهما لرقية و حبيبه بتعجب ثم نظروا لعبد القادر...
- ايه؟ واقفين ليه ؟ ، اتفضلوا افطروا معانا..