من هذه المدينة ومن هذا الباب

28 3 0
                                    


 من هذه المدينة ومن هذا الباب:

تزاحمت وفود ممالك النصارى تنشدالرضا والمهادنة وبعضها يطلب الدعم و الحماية والبعض الأخر يطلب العلم والمعرفة من واحدة من أعظم دول العالم في العصور الوسطى، دولة بني من هذا الرجل العظيم عبد الرحمن الناصر أول من تسمى بالخلافة وصاحب العصر الذهبي للدولة الأموية الأندلسية.

-أنها مدينة الزهراء الأندلسية أعجوبة العالم في ذلك الوقت:

—يقول المقري في وصف مدينة الزهراء التى بناه الخليفة عبد الرحمن الناصر" رحمه الله "فيقول :

"إنه لم يبن مثله في الإسلام البتة، وما دخل إليها قط أحد من سائر البلاد النائية، والنحل المختلفة من ملك وارد ورسول وافد وتاجر جهبذ (بارع بالتجارة)، وفي هذه الطبقات من الناس تكون المعرفة والفطنة- إلا وكلهم قطع أنه لم يُرَ لها شبهاً، بل لم يسمع به، بل لم يتوهم كون مثله.

—ولو لم يكن فيه إلا السطح الممرد والمشرف على الروضة، المباهي بمجلس الذهب والقبة، وعجيب ما تضمنه من إتقان الصنعة وفخامة الهمة وحسن المستشرف وبراعة الملبس والحلة، ما بين مرمر مسنون وذهب مصون، وعمد كأنما أفرغت في القوالب، ونقوش كالرياض، وبرك عظيمة محكمة الصنعة، وحياض وتماثيل عجيبة لأشخاص لا تهتدي الأوهام إلى استقصاء التعبير عنها ووصفها.

-وذبلت زهرة الزهراء، ولم يبق منها إلا أطلال خربة خربتها الفتن والثورات وعوامل التخريب.

‏يا ابنةَ الزَّهراء يا أندلُسيّه

لم تزل فيكِ من المجدِ بقيّه

لمعت فيها السيوفُ المشرفيّه

ضارباتٍ بزنودٍ عربيّه

فعلى مثلكِ لا تُلقى التحيّه

بأكفٍّ لم يجردنَ حُساما

خبِّرينا كيف نقريكِ السلاما؟

- التاريخ- الأندلسي- الإسلامي

_______________ صفية المدني

التاريخ الاندلسي الاسلاميWhere stories live. Discover now