الزي أهل الأندلس ففي الغالب عليهم ترك العمائم ، لا سيما في شرق الأندلس فأن أهل غربها لا تكاد ترى فيهم قاضيا ولا فقيها إلا مشارا إليه إلا وهو بعمامة ، وقد تسامحوا بشرقها في ذلك . 🛑 ولقد رأيت عزيز بن الخطاب أكبر عالم بمرسية ، حضرة السلطان في ذلك الأوان وإليه الإشارة ، وقد خطب له بالملك في تلك الجهة وهو حاسر الرأس وشيبه قد غلب على سواد شعره . 🛑 وأما الأجناد وسائر الناس فقليل منهم من تراه بعمامة في شرق منها أو في غرب . 🛑 وإبن هود الذي ملك الأندلس في عصرنا رأيته في جميع أحواله ببلاد الإندلس بدون عمامة . 🛑 وكذلك إبن الأحمر الذي معظم الأندلس الأن في يده وكثيرا ما يتزين سلاطينهم وأجنادهم بزي النصارى المجاورين لهم .. 🛑 ولا تجد في حواض الأندلس وأكثر عوامهم من يمشي بدون طيلسان ، إلا أنه لا يضعه على رأسه منهم إلا الأشياخ المعظمون ، وغفائر الصوف كثيرا ما يلبسونها حمرا وخضرا ، والصفرة مخصصة باليهود ولا سبيله له أن يتعمم البتة ، 🛑 والذؤابة لا يرخيها إلا العالم ولا يصرفونها بين الأكتاف وإنما يسدلونها تحت الأذن اليسرى . وهذه الأوضاع التي بالمشرق في العمائم لا يعرفها أهل الأندلسي ، وإن رأوا في رأس مشرقي داخل إلى بلادهم شكلا منها أظهروا التعجب والإستظراف ، ولا يأخذون أنفسهم بتعليمها لأنهم لم يعتادوا ولم يستحسنوا غير أوضاعهم وكذلك في تفصيل الثياب .
