إلي الجنةِ نمضي "خطوات التزام"♡

البعد عن الحب الحرام

البُعد عن الحب الحرام

(الخطوة الأولى)

لماذا تكون أول خطوة في طريق الهداية هي البُعد عن الحب الحرام؟
لأن القلب الذي ينشغل بحب مخلوق لا يجد مكانًا لحب الله، الخالق الذي يستحق أن يكون مركز المشاعر والاهتمام. قلبك لا يسع إلا حبًا واحدًا، فكيف تختارين البشر وتتركين رب البشر؟

يا ابنة الكرام، الرجل الذي يدخل حياتك من الشباك وليس من الباب، لا يستحقك.
إنه عابر سبيل يتسلى بعواطفك، ولا يملك النية الحقيقية لإكمال الطريق معك بالحلال.
قد تقولين: "لكن حبيبي مختلف، أنا أثق به تمامًا!"

دعيني أخبرك أن كثيرًا قبلك قلن مثل هذا الكلام، لكنهن في النهاية تُركن مع قلوب مكسورة وآلام لا تُوصف.
لذا، الأفضل أن تتركيه الآن، وأنتِ قوية وبإرادتك، لأنك بذلك ستختارين رضا الله قبل أي شيء آخر.

"لكن لا أستطيع أن أتركه، يا لقاء، حياتي بدونه مستحيلة!"
تستطيعين ذلك، فقط إن أردتِ، وأخلصتِ النية لله. اجعلي دعاءك دائمًا: "يا رب، اجعل قلبي معلقًا بحبك وحدك، واملأه بحب كل عمل يقربني إليك. يا رب، اغفر لي، وانزع من قلبي هذا الحب الحرام."
واستمري في الاستغفار والتضرع لله، فهو القادر على أن يطهّر قلبك ويصلحه.

"لكنني ما زلت أشعر أنني غير قادرة على البُعد عنه."
يا عزيزتي، تذكري دائمًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه."
الله الذي زرع هذا الحب في قلبك، قادر على أن يقتلع جذوره ويبدلك راحة وسكينة.
الله الذي جعل حبك في قلبه، قادر على أن يبدله ببغض، إذا كان ذلك في مصلحتك.
الأمر يحتاج مجاهدة، وقوة نفسية، وسعيًا لإرضاء الله.

ثم اسألي نفسك: لو كان يحبك حقًا، ألم يكن الأولى به أن يخاف عليك من غضب الله؟
الحب الحقيقي هو الذي يحفظك من الحرام، لا الذي يقودك إليه.
كوني حازمة، وقولي له:
"علينا أن ننهي هذه العلاقة، لأنها لا ترضي الله. وإن كنتَ صادقًا في حبك، فتقدم لي بالحلال عندما تكون مستعدًا."

إن كان صادقًا، سيتفهم وسيحترم رغبتك. وإن لم يكن، فاعلمي أنه لم يكن يستحقك من البداية.
أما أنتِ، فإنكِ بذلك تحفظين قلبك وكرامتك، وتنالين رضا الله.
ثم ادعي الله:
"يا رب، إن كان هذا الشخص خيرًا لي في ديني ودنياي، فقربه مني بالحلال. وإن لم يكن خيرًا، فاصرفه عني واصرفني عنه، وارضني بقدرك يا أرحم الراحمين."

ولا تخجلي من الدعاء بأن يجعله الله من نصيبك بالحلال إذا كان خيرًا، فالدعاء ليس عيبًا، بل هو عبادة.
لكن الخطأ الحقيقي هو البقاء في علاقة تغضب الله، وتخونين بها ثقة أهلك، وتعرضين قلبك للضعف والهوان.
تذكري أن العلاقات التي تبدأ بالحرام لا يبارك الله فيها، وغالبًا ما تنتهي بفراق موجع أو مشكلات لا تنتهي.

والآن، فكري معي قليلًا:
ماذا لو حاول التقدم لخطبتك، لكن أهلك رفضوه؟ أو رفضك أهله؟
من ستتحمل الألم في النهاية؟
بالتأكيد أنتِ.

وربما تسألين: "كيف أثق أن هذا الحب حرام؟"
الجواب في كتاب الله واضح:
قال الله تعالى:
﴿وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ﴾ و_﴿وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ﴾_.
والخدن في الآية يعني الصاحب أو الحبيب أو أي علاقة غير شرعية.

"وإذا تركته، هل سيغفر الله لي؟"
نعم، الله يغفر الذنوب جميعًا مهما كانت، إن أخلصتِ التوبة وصدقتي الرجوع إليه.
قال الله تعالى:
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾.

ابدئي صفحة جديدة مع الله، واعملي على إصلاح قلبك ونفسك.
حافظي على قلبك لمن يستحقه في الحلال.
ومن ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه. ❤️🦋

#لقاء_علي