الفصل الحادي عشر

5.9K 321 9
                                    

الفصل  الحادي عشر

مضت أيام وشهور اخرى،  حتى مضى عامًا ومنتصفه على زواجهما،  تبدلت به الأمور نوعًا ما،  فزاد جسور ابتعادًا عن ياسمينا بسبب عمله وانشغاله به،  فقد بات اليد اليمنى لخالد،  خاصة بعد فشل عدة عمليات لهما،  وتأكدهم من وجود خائن بينهم،  فباتت المعلومات الهامه يتبادلونها بين ثلاثتهم كلاهما واللواء،  لذا أحيانًا كثيرة اضطرا للتأخر بالعمل والعودة منتصف الليل أو فجرًا،  فهما متكفلا بمراقبة احد النوادي الليلية والتواجد بها متخفيان، يحاولا الحصول على معلومات تلك الشحنة القادمة من الخارج،  فقد علما أنها الاضخم والأخطر،  حيث ذاك المخدر القوى والذي سوف يأتي من لوس انجلوس، من احدى العصابات
الشهيرة هناك تضامنًا مع اقواها هنا، لذا يحرصا على افشالها...
كان جسور بالغرفة يقف أمام مرأة الزينة، يغلق أزرار قميصه  ثم يمشط خصلاته،  وعيناه تطالع تلك الجالسة على الفراش مقابله شارده بعد مرور بعض الوقت على انهيارها، انهى ما يفعله وتوجه نحوها ثم انحنى مقبل وجنتيها قائلًا:-
أسف يا حبيبتي مضغوط اليومان دول في الشغل ولازم امشي سامحيني لأني مقصر معاكِ..
  اومئت له بابتسامه، دنى منها مجددًا يلثم شفتيها برقة، ثم أبتعد
مغادرًا حتى لا يتأخر، يغتلجه الحزن لتقصيره معها، فهو مشغول عنها، بل هم جميعًا تلك الفترة، فما ان تنهض وتكتشف حالتها حتى يبقيا برفقتها بعض الوقت يدعمونها و يشاركها لحظاتهما معًا ثم يتأسف لها معتذرًا ان علية الذهاب،  حتى يأتي ليلًا معتذرًا مجددًا عن تأخيره ويحاول مشاغبتها قليلًا واحتواءها..
زفر حانقًا لبعده عنها،  ينعي ذاته بإجازة قريبًا، سوف يأخذها حينها برحلة بحرية مماثلة لشهر العسل..
مضى الوقت عليها يعتريها الضجر، قامت بالاتصال على نور للاطمئنان عليها،  فهى لا تدرك متى اخر يوم حدثتها ولا تدرك ان هذا احد روتينها اليومي،  تحدثت تخبرها انها تشتاق لها،  ابتسمت نور قائلة:؛
  - حاضر  من عيوني هطلع من الجامعة عليكِ،  ولو ان كنت عندك أول إمبارح ان يستحيل أغيب عنك كتير..
هتفت ياسمينا بحزن قائلة:-
  - معلش يا نور يمكن بتقل عليكِ وخاصةِ اني عرفت انك كمان متجوزة،  بس أنتِ عارفة ظروفي وأني مش  بفتكر ولو مشغوله خلاص..
اردفت نور معاتبه:-
  - آيه اللي بتقوليه دا يا ياسمينا، انتِ أختي وبعدان يا ستي جوزي في الشغل مع جوزك، والفترة دي مشغولين جامد،  فأكيد نقضي وقتنا سوا ونسلي بعض،  انا هطلع من المحاضرة على طوال عليكِ وهكون جعانه موت،  خلى دادة تعملنا أكلة حلوة من ايديها وتعملي أم علي نفسي فيها اوي..
  ابتسمت ياسمين قائلة:-
  - بس كده من عيوني،  هقفل معاكِ وانزل أقولها...
  وتحدثتا قليلًا وانهي المكالمة،  ثم هبطت ياسمينا حيث المطبخ تطلب من الدادة تحضير الغداء التي تحبه نور مع صنع أم علي، فأومئت لها الدادة وشرعت بأعداد الطعام..
 
مر الوقت على ياسمينا، قضته في تفحص الصور والذكريات الخاص بها مع جسور سربلها الألم وتسلل بين حناياها لمحو عقلها كل تلك الذكريات التي جمعتهما معًا، وما ضاعف وجلها رؤيتها لتلك الملاحظات عن غياب جسور الدائم عنها وانشغاله وخوفها من المستقبل المجهول من أن يضجر منها ذات يوم  ويتركها حينما يجد أمرأه أخرى تمنحه ما لم تفعل..
كانت  شارده تغرق بعتمة أفكارها الشنعاء التي تُثقل روحها
حينا صدح رنين جرس المنزل، اسرعت هي تفتحه وهي تعلم مؤكدًا أنها نور صديقتها، بالفعل وجدتها هي،  لكن
كانت مرهقه تشعر بدوار يداهمها وفي لحظة كانت استسلمت لتلك الفجوة المظلمة، ما ان فتحت الباب لها حتى سقطت مغشي عليها..
صاحت ياسمينا مناديه للدادة والخدم بوجل،  جاءوا أليها وأسرعوا بحملها ووضعوها على الاريكة، يحاولا أفاقتها 
بينما طلبت ياسمينا من احدى الخادمات استدعاء الطبيب..

كيف لقلبك انتمي...  الجزء الرابع والاخير من سلسلة حور الشيطان عشق محرم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن