البارت السابع عشر

6.4K 338 17
                                    

الفصل السابع عشر




بعد أسبوع كامل في العناية المشددة استيقظ جسور من غيبوبته، رفرف بأهدابه عدة مرات حتى استطاع افراج جفونه عن مقلتيه، يجول بعينيه المكان بتيهه، غير مدرك أين هو، حتى داهمته ذكريات ما حدث، خرج منه تأوه متألم وهو ينطق باسمها خرج على شكل همهمات. صدح صوت جهز قياس مؤشراته الحيوية، ينبأ الأطباء باستيقاظه، أسرعوا متوجهين نحو غرفته، مما جعل الهلع يعتري قلوب الماكثين أمامها من عائلته، انتاب الذعر قلب حور والدته وبيجاد الذي زاد وهن قلبه، حتى ولُجوا الاطباء للغرفة، وخرج أحدهم ينبأه باستيقاظه واستقرار حالته، حمد الجميع ربهم على نجاة صغير عائلتهم جسور الذي طالما ساعد الجميع


كان كيوبيد الحب خصتهم رغم كونه يخشاه، إلا أنه ساعد كلًا منهم في نيل محبوبته، والآن هو قد خسرها..


كان بيجاد يتألم من أجل صغيره، مدرك للألم الذي سوف يحيياه، فقدان من تعشق يفقدك روحك وشغفك بالحياة، يجعلك تحيى كالشبح، بفقدانها تسرق منك سعادتك وابتسامتك ويغرق قلبك بظلام دامس، وضع يده على قلبه يمسده بأرهاق وألم انجلى على ملامحه، جعل قلق حور يتضاعف، ما بين صغيرها وعشق عمرها الذي أصابه الوهن، وباتت تخشى فقده، تخشى الابتعاد عنه، لا تغفو إلا ورأسها على قلبه، تستمع لنبضاته وتناشده ان يظل يخفق لأجلها ولا يخونها ويتوقف.



بالداخل كان جسور يقاوم الاطباء، بعدما أسترد بعضًا من عافيته، راغب بالاطمئنان عليها، يشعر بروحه تحترق، فقد يراها ويطمئن وليفعلوا به ما يريدوا بعدها، اضطر الاطباء لتخديره حينها، وبعد وقت تم نقلوا إلى جناح آخر، اجتمع الجميع حوله يتأبهون للحظة الحاسمة، لحظة اخباره بفقده وينعوا قلبه المنكسر، حتى مر الوقت وبدأ يستعيد وعيه ومشهد اطلاقها للسلاح عليه يلوح بمخيلته وهو يري نظراتها الذعرة لفعلتها، مرددًا أسمها:-


-ياسمينا


تقدم منه عدي قائلًا:-


-اهدى يا جسور، الحمد لله انك بخير


أردف جسور قائلًا:-


-ياسمينا فين؟.


أطرق عدي نظراته أرضًا، وصمت سحيق ساد لوهله، حتى اردف قائلًا بشجن:-


-البقيه في حياتك يا جسور، خالد ما قدر ينقذها هي ماتت في انفجار المستودع هي والضابط شريف.


كانت كلمات عدي كالجمر الملتهب، تُرجم روحه لم يستوعبها جسور ورفضها، لا يمكنها ان تكون حقيقه وان يخونه قدره ويسرقها منه، محبوبته، اهتاج رافضًا ما قال، يجاهد للنهوض وهو يطيح بكل ما تطوله يداه، قائلًا:-


- خدني لعند ياسمينا، يستحيل تكون ماتت، يستحيل تكون سابتني، انا وعدتها هعيش عمري معها وعدتها اني مش هبعد ولا هتخلى عنها وهي وعدتني تفضل معايا.

كيف لقلبك انتمي...  الجزء الرابع والاخير من سلسلة حور الشيطان عشق محرم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن