الفصل 14 : زوجته

4K 144 0
                                        

أحسست بروحي تطلع من جسدي عندما سمعت ما قال ،مالذي  يقصده ماذا سوف يفعل لوالدتي و اخي ...نظرت إلى عينيه اللتان كانتا كأن الظلام ابتلعهما،  لم يخفني اي أحد بمجرد نظرة كما اخافني هو الان ، الغضب يتملكه و يتاكله بينما يحاول أن بتحكم بنفسه كي لا يؤذيني ، أرى ذلك بعينيه،  انه يحاول التحكم بغضبه ، احسست بقبضته تشتد قوة على شعري كأنه يريد نزعه من راسي،  اغرورقت عيناي بدموع لم اسمح لها بالنزول ...
حاولت التكلم لكن حلقي الجاف ابى ان ينطق بكلمة...
ابتسم بسخرية و هو يقرب وجهه مني : ماذا؟؟ هل ارتبكت،  ارتعبت،  تشعرين بالقلق على اهلك ومن تحبينهم؟؟؟ تخافين خسارتهم؟؟  ..
أريد أن اصرخ به و لكن كأنني فقدت القدرة عن النطق ، كل ما اقدر فعله هو التطلع به بحزن لكي يشفق على حالي ... فجأة صرخ بي: اجيبي عليك اللعنة ، عندما اسئلك سؤالا فهذا يعني أنني انتظر إجابة منك ، لست جثة لكي تنظري الي كالاموات هكذا و لا تحاولي ان تستعطفيني فما حصل اليوم لن يمر مرور الكرام من غير عقاب ، و عقابك يكون بخسارة من تحبين امام عينيك...ضحك بعدها بغضب و قال : الان اجيبي ، هل تخافين خسارتهم ، هل تحبينهم؟؟  
بللت شفتاي بلساني الجاف و ابتلعت ريقي ، ورأيت النار تشتعل بعينيه،  نار الرغبة ، كانت عيناه على شفتاي،  استغللت الفرصة و أمسكت بيده اللتي لا تزال على شعري ، و اقتربت منه و بعيناي الخوف ، اقتربت ، اقتربت لدرجة ان شفاهنا تلامست ، ما أن صرت قريبة منه رأيت الرغبة تزداد بعينيه و تنفس بعمق و هو يحاول التحكم بنفسه ..ارجوك ، هذا ما خرج مني و هي تبكي بحرقة : ار.. ارجوك ، لا تعاقبهم بسبب خطأ مني ، انا اسفة ، لن اغضبك مرة أخرى ، ارجوك ...غمضت عيناي مقتربة منه لكي احاول اغراءه ليقبلني و لا يؤذي اي احد من اهلي .أحسست بأنفاسه الحارة على وجنتاي و هو يجاهد نفسه لكي لا يقع ضحية اغراءي..
لا زلت انتظر جوابك ...
فتحت عيناي الدامعتين و أجبت: لا ..لا أحب اي احد منهم ..
ابتسم بسخرية و قال: كاذبة و لكن يعجبني انك فهمتي مقصدي ..من الأفضل لك ألا تحبي أحد و لا تخافي على أحد آخر غير نفسك و غيري...لا حتى نفسك لن اسمح لك ان تحبيها أكثر مني ... مفهوم ؟؟؟ وبما انك بخير فسنكمل ما بدأناه...
نظرت  له باستغراب فقال :  
سنتزوج الان و حالا ، فتحت عيناي بذهول عندما سمعت ما قاله و ابتلعت ريقي بصعوبة و انا احاول ان اتحكم بدموعي التي  خانتني و نزلت ، شفتاي المرتجفتان لم تصدرا اي صوت أو كلمة .. مشاعري ملخبطة و لا افهم ماذا يريد مني ، الكل قال انه سوف يتزوج بفتاة يحبها من زمن غير قريب و هي لا تعرفه الا مؤخرا فلماذا و كيف تكون زوجة له ، هل يعقل ...
اخيرا استطعت أن انطق : و لكن ..انت لديك خطيبة و كان زفافك اليوم على حسب علمي فكيف تطلب مني أن نتزوج ؟؟؟
نظرت إلي باستغراب و لم يجبني ، نهض و جرني وراءه إلى الحمام و قال : معك 10 دقائق لتستحمي بعدها سوف تجدين خبيرة التجميل و مصففة الشعر و مصممة فستان الزفاف بانتظارك ، 10دقائق أن تأخرت و لو ثانية فترحمي على روح الشهيد اخيك جو و هذه المرة لن اعيد تهديدي مرة أخرى لأنه وعد مني .
هرولت نحو حمام الغرفة،  استحممت بكل سرعة وانا احسب الوقت مخافة أن اتاخر و ينفذ تهديده،  لففت نفسي بمنشفة و على شعري منشفة أخرى اجففه بها و خرجت مسرعة لافاجا به جالسا على السرير يتفحص حاسوبه النقال،  رفع عينيه و نظر الي ثم إلى ساعته و ابتسم مادا يده الي : رائع، احب عندما تكونين مطيعة،  وبما انك انتهيت بغضون 8 دقائق فسوف تكافئين،  تعالي الي ...
حركت رجلاي و أمسكت بيده اللتي لا تزال ممتدة الي و بلحظة جرني إليه و اجلسني بحضنه و أحسست برجولته المستتارة لانني جلست فوقه ، يده تحضن خصري بقوة كأنه يريد أن يخفيني بين اضلعه ، استنشق رائحة جسدي عندما مرر أنفه على كتفي العاري صعودا إلى عنقي و عض أذني، تألمت و لكن الألم لذيذ ..جعلني أشعر بحرارة ترتفع و وجهي يحمر، كرهت نفسي لانني أشعر بالرغبة به ، أحببت ما يفعله بي ، افقت من هلوساتي عندما سمعت صوت والدتي من خلف شاشة حاسوبه تصرخ بأحد رجال سيباستيان و هي بالقبو المظلم ..
اين هي ابنتي ، و لماذا تحتجزوننا هنا ؟؟،
احسست بأنفاسي تنقطع و كان الأوكسجين ينسحب من الغرفة و أكاد اختنق ، عيناي على الشاشة و هو يجد منظري مسليا ، لا يزال يحضنني بقوة و يقبل عنقي و خدي ...   
أبعدت يده عني بغضب و نهضت انظر إليه بكره و صرخت به : مالذي تريده مني بالضبط،  دع اهلي بعيدا عن هذا الأمر،  لا أعلم مالذي يدفعك للقيام بهكذا عمل لكنني استسلمت لك ووافقت على جنونك ، مالذي تحاول فعله الان .؟ اعلم انك لو أذيتها أو اذيت اخي أو أي شخص أعرفه فلن أسكت و سوف اقتلك بيداي هاتين ...
ملامحه كانت جامدة و تعابيره باردة و هو يجيب : لا امانع الموت على يديك هذا أفضل ميتة لي.
نزعت المنشفة عن شعري و قذفتها عليه: أتريد أن يصيبني الجنون ، قل لي فقط مالذي تريده لكي تدعني انا و اهلي بسلام ...
نهض من مكانه و اقترب نحوي و انا أتراجع إلى الوراء،  خطوة خطوة إلى أن التصقت بالحايط الذي ورائي: ما اريده سهل ، أن تصبحين ملكي ، زوجتي ، عشيقتي،  عاهرتي و عدوتي و ان تنسي تماما أمر اي احد آخر،  يعني انك من الان فصاعدا يتيمة ، بلا اهل ولا أصدقاء بلا ماض و لا حاضر فقط مستقبل أخططه انا لك ، تاكلين ما اريد،  تنامين اين و وقتما اشاء، تلبسين ما يعجبني و تفعلين ما اريد، مرر يده على خدي و اكمل : أترين،  الأمر ليس بهذه الصعوبة...
انفجرت بالبكاء و يداي على المنشفة الملتفة حولي : انت مجنون ، عالج نفسك...
بلسانه لعق دموعي المتساقطة و قال : اعلم و انت علاجي الوحيد فلا تبخلي علي به . الان لقد تعبت من هذا الموضوع الذي طال ، كما ترين لن يرف لي جفن و انا اعذب و اقتل من تحبين امام عينيك،  لذلك فإن الخيار لك ، سأنتظرك بالمذبح ، سوف يقام زفافنا بموعده اي بعد ساعة ونصف ان حضرتي فهذا يعني انك موافقة على طلبي ، أما أن لم تحضري فسنلتقي بعزاء والدتك و شقيقك ، فكري جيدا و اختاري الاختيار المناسب...
توجه نحو الباب وقبل أن يخرج قال : إن وافقتي  تأكدي أنك سوف تصبحين ملكة و تعيشين بنعيم لا يخلو من نفحات من الجحيم و حتى أنفاسك ستكون ملكا لي ، واذا لم توافقي فسارغمك على أن تكوني لي و انا ان أردت شيئا فلسوف يصبح لي طل الأمر ام قصر  ..بكل الاحوال انت خلقتي لكي تكوني لي شئت ذلك ام أبيت... وخرج .
انهرت داخليا، حتى دموعي ترفض التوقف لم أشعر بمصففة الشعر ولا خبيرة التجميل اللواتي دخلتا الغرفة و بدأنا بتجهيزي،  لا أعلم كيف جهزت و لبست ذلك الفستان الأبيض اللذي يخنقني .. كما لو أنني مخدرة نزلت الدرج لأجد جو ووالدتي ينتظرانني و بعينيهما أسئلة كثيرة،  تحاشيت النظر إليهما،  حضنت امي بقوة و منعت نفسي من البكاء و رسمت ابتسامة عريضة على وجهي و قلت : انا سعيدة جدا ، شكرا لانكما وافقتما على مشاركتي فرحتي بهذا اليوم ..
جو أمسكني من ذراعي و قال : هل جننتي، بو كيف تقبلين به ،هل هددك أخبريني أرجوك...
تنهدت و أبعدت يده : جو اننا نحب بعضنا منذ وقت لكنني لم اعترف له الا مؤخرا،  انا حقا اسفة أنني اخفيت الأمر عنكما لكن حصل كل شي بسرعة .ارجوك تقبله كزوج أختك و اتمنى ان تتقبليه أيضا يا امي  .
يجب أن تتقبليه انت اولا بولينا لكي نقبله نحن . هنالك ما تخفيه عنا و لكنني لن اضغط عليك،  أن كان هذا قرارك فلن أعترض على ذلك ، لكن ان علمت انك مجبرة عليه فإنني لن أسكت و ليقتلني ان استطاع ، اعلم انه يحاول اخافتك و تهديدك بنا ، عندما أخذني حارسه إلى القبو المظلم لم اخف على نفسي أكثر من خوفي عليك ، لذلك ارجوك بنيتي لا ترتكبي جريمة بحق نفسك .
ارتميت باحضان والدتي و انا احاول التحكم بنفسي و عدم البكاء و الاعتراف بكل ما حصل معي ...
أشكرك على تفهمك و أؤكد لك أنني اتخذت قراري  و بكامل قواي العقلية .
    
تنهدت والدتي و لم تقل شيءا. تشبطت بذراع جو و هو يقودني نحو مستقبلي المجهول، شيطاني المظلم، من يرى وسامته الخارجية لن يفكر بمدى قباحته الداخلية،  وسيم ببدلته السوداء،  إبتسامة تعتلي وجهه و هو يراها تقترب منه ، يراقب حركة المدعويين و يتفحص وجه كل رجل يطالعها ، لكم احب ان يخفيها عن الجميع ... أمسك يدها لتبدأ  مراسيم الزفاف و تصبح زوجته .

شيطان ام ملاك ؟؟؟  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن