الفصل 15 : وبعد

3.3K 128 5
                                    

عندما سأل الكاهن أن كان يوجد من يعترض على هذا الزواج، تأملت، صلت و دعت أن يتدخل أحدهم و ينقذها من نفسها لانها سترمي بها إلى التهلكة و ليس باليد حيلة ، ساد الصمت و حركت رأسها لترى الحضور ، أناس كثر لا تعرفهم ، كان يبدو عليهم الخوف و كأنه ثم تهديدهم، استدرات لتراه و يده على سلاحه الذي يحمله بخصره دليلا على التهديد بأن لا يتجرأ أحدهم و يعترض...
الكاهن :بما أن هذا الزواج مبارك و لااعتراض عليه دعونا نكمل... سيد سيباستيان سوليس ، هل تقبل بالانسة بولينا زوجة لك في السراء و الض؟؟؟
قاطعه و قال و هو يطالعها: اقبل ... و اختصر قبل أن اختصر عمرك بهذه الدنيا.
تنهد الكاهن : و انت آنسة بولينا ، تقبلين بالسيد سيباستيان سوليس زوجا لك ؟؟؟
لا اريد، لا اقبل ، هذا ما كان عقلي يمليه علي ، لا أريد ربما لو رفضته الان أمام الجميع فلن يستطيع إيذاء اي احد لأنه سوف يلطخ سمعته كما سوف يكون مشتبها به اذا حصل لها أو لأهلها اي سوء .. تشجعت الرفض و لكن قبل أن تنطق اخرسها مجيبا نيابة عنها : اجل ، تقبل ...
الكاهن : سيدي لا بد من أن تجيب بنفسها ..
نظر إليه نظرة ارعبته و اسكتته، ثم وجه نظرته الغاضبة الي و اقترب ليهمس باذني: فقط فكري بالرفض و سيموت الكل بعدها ، انظري يا زوجتي العزيزة إلى النوافذ و السطح الذي امامك و سوف تفهمين قصدي..
رفعت نظري إلى نوافذ القصر و اسطحه لأرى رجاله يحملون أسلحتهم مصوبين اياها نحو المدعوين الحاضرين حفل الزفاف بمن فيهم جو ووالدتي...لقد جهز لكل شيء حتى القناصين لم ينسى أمرهم و جعلهم على استعداد في حال رفضت.
اجتمعت الدموع بعيناي و عندما لم أقل شيء أمسك بيدي يعتصرها مجبرا اياي على النطق بكلمة : اقبل ..
الكاهن : اعلنكما الان زوجا و زوجة ، بإمكانك تقبيل العروس...
اقترب مني و نظرة الانتصار مرسومة بعينيه و ادراني إليه ممسكا بي من كتفاي و قبلني قبلة أخرج بها غضبه ، كنت أتالم و لكنني لم اظهر ما أشعر به أحسست بطعم الدماء لأنه عض شفتي السفلى ، عندها فقط ترك شفتاي الدامية و مد الي بذراعه لكي اتشبط به و نمشي بين الحضور الذين باركو لنا ... و انا متشبطة ذراعه همس الي : اوووووف، سوف اجعلك تندمين حبي على مجرد تفكيرك برفضي و إحراجي امام الجميع ...
بولينا : ابتعد عني و دعني و شاني ولن أفكر باحراجك، فقط دعني بسلام ...
ضحك و هو ينظر الي وربت على خدي و قال: هل انت غبية ام فقط تحبين اغضابي ...كيف ادعك بسلام و انت زوجتي الان ..ثم انا لا افضل السلام أبدا.
اختلطنا بين الحضور و تقدم مني أناس لا أعرفهم يباركون لنا ، مع أنه لم يسمح لأي رجل كان أن يقترب مني او يصافحني حتى ، كان يبدو عليهم الخوف كأنهم مجبرون غير مخيرين على الحضور الا صديقه يدعى مارك كان يبدو عليه الفرح و اقترب الينا معانقا سيباستيان: اخيرا رأيتك عريسا، لا أصدق هذا ..فعلتها و نفذت ما تريد..
اجابه بسخريته المعهودة : شكرا لك امي ، لا ينقص الا ان تقول انك فخور بي أيضا و تنتظر احفادك .
ضحكا كلاهما ، ثم التفت الي مارك مقتربا مني كان سيقبل خدي عندما أمسكه سيباستيان من ياقة قميصه من الخلف و دفع به بعيدا عني و اخفاني خلف ظهره: مارك اذا كنت لازلت تحتاج إلى رجولتك ، فانصحك أن لا تعيد و لا تفكر بما كنت تريد فعله قبل قليل..بلحظة قد انسى صداقة العمر اللتي تجمعنا ان اقتربت منها اهذا مفهوم ؟؟؟
بدت ملامح التعجب على وجه الآخر و قال : هاي يا صديقي انا لم اقصد شيءا غير أنني كنت سابارك لزوجة صديقي و اخي ، لا تخشى عليها مني انها بمثابة اخت لي لا أكثر .
سررت بكلماته و لكم رغبت بلكم الغبي الذي يضعني خلفه ، تنفس بغضب : انها تحمل اسمي و لا اسمح باي رجل و لا حتى انت بالاقتراب منها .
تنهد الآخر و قال : حسنا، حسنا على الأقل لا تتصرف هكذا امام الكل و أمامها .
لايمهني رأي اي احد وانت تعرفني اما بالنسبة إلى زوجتي العزيزة، واستدار الي و قال: فلا احب ان أخفي عنها اي شيء ، أريد لحياتنا الزوجية أن تكون شفافة و اهم شيء بها الصراحة و الوضوح .
استمرت الاحتفالات و انا كنت اتحاشى النظر باعيني اخي ووالدتي لأنه بكل مرة أرى بعينيهما تساؤلات عدة لا أحبذ الإجابة عنها .
اخيرا استطعت التحرر منه قليلا و ذهبت إلى الحمام لقضاء حاجتي و عندما خرجت منه وجدت احداهن تنظر إلي و اقتربت مني بابتسامة غريبة تبدو فتاة لطيفة لكن هنالك شيء غير مريح بها ..
مبارك لك يا زوجة اخي..
اخي ؟؟؟ هل انت شقيقة سيباستيان ؟؟
مدت يدها إلى و قالت : اجل ، انا شقيقته جوليا ، سررت بمعرفتك اخيرا ، لكن على ما اظن اخي لم يكلمكي عني هذا مؤسف .كالعادة سيب لا بتذكر ان له اختا .
الشبه واضح بينهما ، نفس لون العينين و البشرة و الأنف الحاد، ملامحها حزينة و تبدو كأنها تكن الضغينة لاخيها فهي لم تبارك له إلى الآن و لكن لماذا لم يخبرني عن شقيقته ..
تنهدت جوليا و قالت : كنت تعملين بمكتب طوم؟؟أليس كذلك؟؟ هل ذكرني امامك من قبل ؟؟
توم ؟؟ من هو هذا الشخص، عن من تتحدث يا ترى؟؟
معذرة جوليا لكنني لا أعلم مالذي تقصدينه. من هو توم هذا الذي تتحدثين عنه؟؟
تطلعت بي باستغراب فاكملت: حقا ، انا لا اتذكر أنني عملت لدى أحد يدعى توم ..
جوليا ردت علي : هل تسخرين مني ام ماذا ؟؟ توم كان مدير عملك و بسببه ادخل اخي إلى...
لم تكمل كلامها لسماعها صوت شقيقها ينادي بولينا: زوجتي العزيزة أكره أن ازعجك و لكنك تاخرتي كثيرا بالداخل و لا افهم لماذا أقفلت الباب اللعين ، انصحك بفتحه قبل أن ينفذ صبري و اكسره فوق راسك.
صوته كان هادءا و لكن نبرته و هدؤه اخاف جوليا أكثر من بولينا ، أمسكت بيدي و قالت : ارجوك لا تخبريه أنني سألتك عن توم ، اتوسل اليك
كان بعينيها دموع و يداها ترتعشان، ما أمر هذه الفتاة ، لماذا تخافه هكذا ؟؟
حسنا ، حسنا لن أخبره اهدئي الان و دعيني افتح الباب له ..
فتحت الباب لافاجىء به يدخل بسرعة يتفحص المكان ليرى ما فيه ومن كان معي : اذن انت هنا جوليا ، لما لم تنتظري الا ان اعرفك انا عليها...
بصوت مرتبك أجابت: اخي ، انا ..انا فقط
أجبت نيابة عنها : من جوليا؟؟؟ هل هذه الفتاة اختك ؟؟ نظرت إليها نظرة احاول افهامها فيها قصدي و ارجو ان تجاريني فيه .
ابتسمت : اجل عزيزتي ، انا اخت سيب و ادعى جوليا سوليس ، لم تسمح لي الفرصة بتقديم نفسي..
استدار الي و تقدم: اتظنين انتي غبي ؟؟؟ أم ولدت بالأمس لكي تنطلي علي كذبتك التافهة..
تقدم مني و كلما اقترب تراجعت للوراء قليلا الا ان صرخت به جوليا موقفة اياه: توقف ارجوك سيب ، انت تخيفها ..تذكر أن اليوم هو يوم زفافك ، فلا تفتعل المشاكل اليوم معك حق ، انا اسفة...لكن ما حدث كان بمحض الصدفة ودون أي تصميم مسبق ، لقد التقينا بالحمام و تقدمت منها و عرفت عن نفسي هذا فقط ما حدث و انا من طلب منها الإنكار لذلك كذبت عليك بولينا ..ارجوك اخي ، لا تعاقبها بسبب خطأ مني..الم تخبرني انك سوف تقدمني إليها فلما الغضب الان . على الأقل لا تتصرف هكذا امامها،  الكل بمن فيهم انا يخافك فلا حاجة لك لاخافة زوجتك أيضا...
استدار إليها و ابتسم بسخرية و قال بصوت نبرته جافة : اجل اليوم يوم زفافي و لكن هذا لا يعني أنني ساسمح بأية تجاوزات،  لقد تجاوزت حدودك معي اليوم جوليا و ان أعدت الكرة مرة أخرى فسوف انسى صلة القرابة اللتي تجمعنا،  لا أحد و اعيد ( ثم استدار الي ) و لو حتى انت يتجاوز حدوده معي ، وأن كذبتي مرة ثانية فلا تلومي الا نفسك وارجو الا أذكرك بهذا مرة أخرى.  
أمسكني من ذراعي بقسوة يجرني وراءه و انا بالكاد استطيع اللحاق بخطواته لأنه كان مسرعا بدرجة جنونية،  انتهى الحفل اخيرا و رحل الكل بمن فيهم اخته ووالدتي و اخي ، بعدها اصطحبنا السائق الخاص إلى المطار و ركبنا طائرته الخاصة متوجهين نحو الموريشيوس جزيرة حيث سنقضي شهر العسل ، لم نتحدث ، استسلمت للنوم و لم أشعر الا به يحملني بين ذراعيه لكي يضعني وسط سرير( بالطائرة ) و يحضنني بقوة و يقبل راسي و ينام بجواري،  لم اقاوم لانني متعبة و لا قوة لي ، نمنا طوال الرحلة الا ان ايقظني استعدادا للهبوط. 
وصلنا إلى المنزل الذي يملكه هنالك و اخذ الخدم حقاءبنا إلى الغرفة و تكلم اخيرا: استعدي سنخرج العشاء بعد قليل ..
تمتمت:  هل نستطيع أن نؤجل العشاء،  انا متعبة و افضل النوم .. 
أجاب ببرود و هو يدخن سيجارته: لا ..نتعشى أولا بعدها نرى أمر النوم .. 
أردت حقا الاعتراض لكن لا أريد افتعال المشاكل ومن ثم هذا العشاء سوف اشرب كل الكحول الموجود لكي اثمل ولا يستطيع لمسي و ان فعل سوف يحصل على جثة امرأة ثملة و بهذا تنتصر عليه ..استحممت بسرعة و عندما خرجت من الحمام وجدت على السرير فستانا احمرا و ملابس داخلية سوداء مكتوب على ورقة فوق الفستان ارتديني... تنهدت بملل : اذن هذا ما كان يقصده بانه سوف بتملكني،يظن انتي دمية لكي يفعل بي ما يحلو له ، احمق ...  
رميت الفستان جانبا و ارتديت سروال جينز واسعا و كنزة سوداء اللون البسه عادة للتسوق بالسوبرماركت فقط و حذاء رياضي اسود و جمعت شعري و تركت وجهي من غير ماكياج ، يريدني اذن فليقبل بي كما انا ...
نزلت الدرج لاراه بابهى حلته يرتدي بدلة زرقاء داكنة و قميصا ابيض و فتح الأزرار الأولى يمكن رؤية وشوم صدره و عنقه... رأيت الاستغراب و الغضب بعينيه ثم تغيرت نظرته إلى ابتسامة تسلية و قال و هو يمد لي يده : تريدين التحدي اذن،  لك ما تريدين سيدة سوليس... تابطت ذراعه و خرجنا إلى المطعم و لكن شعرت بالاحراج عندما دخلنا ذلك المكان الأنيق و الفخم و الكل يرحب بنا و فيهم من ينظر الي بغرابة،  لا بد انهم يسخرون من منظري،  الكل يبدو كعارضي الازياء و الممثلين بحلتهم المخملية و ملابسهم الرائعة،  الحقير كان على علم لانني سوف أشعر بالحرج و لم يخبرني بشيء اكرهه انا امقته...حرك الكرسي لتجلس ثم همس : أتدرين أفضل مظهرك هذا على أن تتانقي،  حقا كنت غبيا عندما اخترت لك ذلك الفستان الاحمر ، الان تبدين فاتنة و لكن بعيني انا فقط .
جلس و هو يقهقه ضاحكا،  صرخت به: اكرهك أيها الوغد،  اتمنى ان تختنق بطعامك و تموت ..
لا يزال مبتسما: لن اموت و اتركك ارملة،  أن مات احدنا فعلى الآخر أن يموت معه ، حبي سوف نذفن بقبر واحد و هذا وعد مني فلا تتمني الموت أن كنتي ترغبين بالخلاص مني لأنك لن تحصلي على حريتك بالموت ...   

شيطان ام ملاك ؟؟؟  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن