بينما سيباستيان يتراس إحدى اهم اجتماعاته اقترب منه احد رجاله و مد اليه بهاتفه وقال : سيدي انه اتصال من المنزل يبدو أنه امر هام لم يتوقف هاتفك عن الرنين ، اسف على ازعاجك.
تنهد سيباستيان بانزعاج ودعا ان يكون الأمر حقا مهما و الا سوف يفرغ غضبه بالذي يتصل به ...
كان أحد شركاءه يتحدث عن احد الصفقات ويشرح كيف سوف يحققون مكاسب جمة قاطعه سيب عندما رفع يده ليوقفه عن الحديث و قال :امهلني لحظة و سوف نتابع بعدها ...
تلقى الاتصال و قال بانزعاج: ماذا؟؟؟
لم يجرا المتصل على التحدث عند سماعه نبرة صوت سيب ، كان على وشك إقفال الخط بوجهه عندما همس الاخر : سيد سوليس أردت أن اعلمك اننا سمعنا صوت ذوي إطلاق النار بالمنزل ...
شعر بانفاسه تسحب منه ، نهض مسرعا إلى أن أوقع كرسيه و صرخ : عن أي إطلاق نار تتحدث ومن دخل المنزل بغيابي ...
الحارس بصوت مرتجف: لا احد سيدي ، انت تمنع الكل بمن فيهم الحرس الاقتراب من المنزل ، لذلك اتصلت بك لكي اسأل ان كان ياستطاعتنا التحري عن الأمر...
صرخ به بغضب: ايها الحثالة الحمقى مالذي تنتظرونه ، زوجتي بالداخل وحدها مقيدة على الكرسي الكهربائي بالقبو...
نظر الكل اليه بهلع كيف امكنه ان يترك زوجته وحيدة ، مكبلة بكرسي كهربائي بقبو ...
صرخ وهو بستشيط غضبا : اسمعني جيدا ان حصل لها شيء و لو خدش بسيط فلسوف اقتلع قلوبكم و أكلها نية هل هذا مفهوم ؟؟
ارتجف كل من في القاعة، غادر مسرعا المكان و مارك يلحق به لم يستطع صبرا لتأخر المصعد فماكان منه إلى أن نزل الدرج مهرولا وهو بشتم نفسه لتركه بولينا وحدها مقيدة ... وصل اخيرا إلى سيارته والعرق يتصبب منه، امسك مارك بذراعه وقال : اظن أنني أعلم من دخل بيتك ؟؟؟
صرخ به : اسرع و قل من ؟؟؟
تردد بأخباره فما كان منه إلا أن امسك به من عنقه خانقا اياه و صرخ به : أخبرني الآن...
حاول تحرير نفسه لكن سيب احكم قبضته ، بصعوبة قال : جوليا ..انها جوليا ...
لعن بكل اللغات اللتي يعرفها و ركب سيارته و إلى جانبه مارك وقال : اكمل ...
كان مارك لا يزال يحاول استعادة انفاسه عندما قال : حاولت اخبارك عن اختفاء جوليا لكنك منعتني من التحدث عنها ، انها متغيبة منذ اكثر من 24 ساعة لا أعلم مالذي حصل فأنا ازورها بين الحين و الاخر الاطمئنان عليها، لم اعثر عليها بالمنزل انتظرتها و لم تعد، ملابسها و جواز سفرها بمكانه هذا يعني انها لم تذهب بعيدا ..بحتث عنها ولكن بدون جدوى كنت انت مشغولا نظرا لما حدث مع زوجتك و جاكوب لم ارد ازعاجك لذلك فضلت السكوت....
ضرب المقود بيديه و هو يسرع بالقيادة كاامجنون ، صرخ بأعلى صوته: ألم اقل لك أن تأخذها بعيدا عن هنا ؟؟ الم اقل لك أنني لا اىيدها أن تكون بنفس البلد الذي اتواجد به ؟؟
لم يكن يرى أمامه فقط يجب أن يصل قبل فوات الأوان...
عمته ...قد تكون لا تزال بالمنزل إلى الآن.. اتصل بها وبعد ثوان إجابته : بني كيف الحال؟؟؟
قال بصوت مرتعب : أين أنت عمتي ؟؟؟
انتبهت إلى نبرة صوته لتقول: ما بك سيباستيان؟؟ هل حصل مكروه؟؟ انا عدت إلى منزلي..أين هي بولينا ...
تجاهل أسئلتها ليقول : اجيبي عن سؤالي قبلا ، هل كلمتك جوليا ؟؟؟
سيلفيا قالت : جوليا ؟؟ اجل كلمتني تسأل عن أحوالك و عني أيضا..لماذا؟؟
صرخ بها : كف عن طرح الأسئلة الغبية عمتي ، مالذي سألتك عنه تحديدا...
لم تسأل الكثير لكنني فوجئت بحضورها إلى قصرك اليوم صباحا ..كنت انت مع بولينا و كنت اتجهز للعودة إلى منزلي عندما رأيتها، سلمت علي و قالت انها تريد أن تتحدث معك بأمر هام...قلت لها انك مع بولينا وهي بطريقها إلى غرفتك لمحتك تجر زوجتك الى القبو و رأيتها تتوجه الى هناك تلحق بكما ...
اقفل الخط بوجهها حتى لا يلعنها و يصب جام غضبه عليها ، لقد سهلت الأمر على شقيقته ومن غير أن تدري قدمت لها بولينا على طبق من ذهب لتنتقم منها..
وصل قصره و لم ينتظر ان تفتح البوابة بل كسرها و دخل مسرعا إلى الداخل، الحرس عند الباب..و سيارة الإسعاف، لم .. كان الخوف هو عنوان الحدث، هو خايف من فكرة ان يخسر زوجته ، الحرس خايفين من ردة فعله و مارك يخاف أن يتهور و يؤذي نفسه أن حصل شيء لزوجته
توجه نحو أحدهم و قال : أين هي ؟؟
نظرة الخوف الممزوج بقلة الحيلة مرسومة على محيا الجميع...
احد الحرس قال: سيدي، لقد...انا اسف لم نستطع إنقاذ السيدة...
امسك به من شعره يشده و صرخ : اخرس ، اللعنة على الكل لو حصل لها شيء ..
توجه يجري نحو سيارة الإسعاف و لكنها غير موجودة داخلها...ركض إلى القبو و هنالك رأى جوليا أمامه و احد الحرس ممسكا بها و هي تتخبط بين يديه، بحتث عيناه عن حبيبته ليجدها أرضا و المسعفين حولها و كانت تنزف ، خرت قواه و لم تقوى رجلاه ان تحملانه ووقع أرضا زحف إليها والدموع بعينيه ، المسعفين يحاولون وقف النزيف و الطبيبة تحاول انعاشها ، شعر بأنه لا يستطيع التقاط انفاسه و ان قلبه يؤلمه بطريقة موجعة .. استفاق من صدمته عندما سمع المسعفة تقول : اظن اننا فقدناها ...
ليشهر سلاحه بوجهها و يقول : أن لم تعيديها الي فسوف الحقك بها و لكن بطريقة مخيفة و بشعة ... صرخ بحرسه أن يحاوطو المكان...
سسباستيان: لو اعدتي ما قلته مرة أخرى فتجهزي للموت انت و من معك ، صرخ بهم : لن يخرج احد حيا من هنا أن لم تستجب زوجتي و تعود للحياة ...
سارع الطاقم الطبي وكثفوا محاولاتهم الجادة لإنقاذ بولينا فموتها يعني حتفهم ، الحرس حاوطهم من كل مكان.. والاسلحة موضوعة على رأس كل مسعف ..
نهض من مكانه و توجه نحو النافذة و لأول مرة بحياته دعا ربه : أعلم أنني شخص سيء ، مجرم و قاتل و انا لي مكانا خاصا بالجحيم و لكنني ارجوك ، اتوسل اليك كما لم اتوسل قبلا لا تعاقبني هكذا عقاب، ليس هي اتضرع اليك خذني انا قبلها لأنني سوف اجن لو حدث لها شيء و سأموت بعدها ، سأصلح من نفسي ، انها النور الذي به اضات ظلمات حياتي ، نقية و بريئة، اخاف ان اكسرها احيانا او الوثها عندما المسها ، سوف اتغير فقط أعدها الي اتوسل اليك ...
حتى مارك لم يستطع كبح دموعه لانه لم يرى صديقه بهاته الحالة ابدا .. جوليا لا تزال تصرخ بالحارس أن يتركها ، صوتها قاطع صلوات سيباستيان و كل ما وعد به الرب نساه بلحظتها ، اقترب منها و لم يتردد بالضغط على الزناد واطلق النار عليها قاصدا قلبها لكن مارك دفعه فاصيبت بكتفها فقط ، صرخت متالمة و كان لا يزال يتعارك مع مارك لانه تدخل بما لا يعنيه ..
مارك صارخا به : لا تفعل هذا سيب هي كل ما تبقى من أهلك، ثم ألم تناجي الرب و تقول انك سوف تصلح من نفسك ، فكر بزوجتك ..هل كانت لتقبل أن تقتل شقيقتك الوحيدة ؟؟؟
لكمه سيباستيان و اخذ السلاح مرة أخرى و قال: سوف أصلح من نفسي و ابتداءا منها ، يجب أن اتخلص منها ، كان أبي على حق دايما ، كانت السبب بموت والدتي و الان تحرمني من روحي .. جهز سلاحه ليطلق عليها و هاته المرة براسها لكن صوت المسعفة اوقفه عندما صرخت : انها لا تزال حية و تستجيب...
رما سلاحه و ركض جاثيا أمامها، تحسس نبضها الضعيف و لكنه موجود هذا يعني انها لا تزال على قيد الحياة ، قهقه ضاحكا و حضنها و هو يردد : حمدا لله ، حمدا لله .. كان يبدو كالمجانين وهو يضحك و دموعه تنسال على وجنتيه ..
قالت المسعفة بارتباك : سيدي لا تزال بمرحلة الخطر و علينا نقلها إلى أقرب مستشفى ..
حملها بسرعة ركضا إلى سيارة الإسعاف و لم يترك يدها ابدا ، أدخلت العناية المركزة ونزعت الرصاصة التي كانت على مقربة من قلبها و كادت تودي بحياتها، لم تستفق للان لكنها تستجيب على الاقل و هذا الأهم... كلم والدتها و شقيقها و تركهما بجانبها و توجه ليكمل ما بدأه، عليه التخلص من جوليا ..
كانت لا تزال بالقبو حيث حجزها الحرس و قيدوها، دخل المكان وجثى بالمكان حيث كانت زوجته مستلقية تحتظر ، دماء جافة لا تزال على الأرض، اوجعه الأمر اكثر من اي شي يتخيله ..
اخي ، همست جوليا، رفع نظره إليها و ارتسمت على وجهه ابتسامة سوداء و هو يقترب منها .. كان كتفها مضمدا ، صفعها إلى أن وقعت من كرسيها ...
سسباستيان: لم تري يوما مدى بشاعتي والان حان الوقت لذلك ...
امسك كتفها المصاب ليخلع عظامها من مكانها ، دوي صراخها سمعه الأموات
قهقه ضاحكا بهستيرية و قال: ششششش لا تصرخي الان فأنا لازلت لم ابدا بعد ... اليوم سوف تتعرفين على الوجه الاخر لشقيقك ..
أنت تقرأ
شيطان ام ملاك ؟؟؟
Romansبولينا هي الشاهدة الوحيدة على جريمة قتل بطلها سيباستيان ، بعد الحكم عليه انه مذنب ثم استئناف الحكم و الإفراج عليه لعدم كفاية الأدلة ، بعد الإفراج عنه تتعرض بولينا لحادث غامض تفقد على أثره جزءا من ذاكرتها ( ستة أشهر الأخيرة ) و تلتقي من جديد بسيباست...