Sixteen.

682 52 134
                                    

«لا تقلقي، أنا، دقائق فقط وسأعود إلى وعيي، لستُ بِهذا السـ..»

لم يستطِع أن يُكمل جملته إذ شعرَ بِمعدته تُخرج كل ما بها، هرعَ إلى الحمام وقد تعثرَ عدة مراتٍ بالفعل، حاولَت نالين الذهاب وراءَه لكنَّها شعرَت بالخوف،

تِلك الطريقة التي حدقَ بها فيها، وابتسامته حينَ جذبَ ذراعَها كي تدخل، وترددُه وقتَ تركَ يدها أخيرًا،

ألقَت نظرة على الرُدهة التي اختفى بها، فَلم يكن موجودًا، لم تذهَب وقد عرفَت من الأصوات التي خرجَت أنه حتمًا يُعاني آثار الثمالة.

منزلـه كانَ نظيفًا، باستثناء الأشياء المُلقاة على الأرض بإهمالٍ واضح، فيما عدا ذلك فقد كانَ منزلًا نظيفًا جدًا بالنسبة إلى رجل، لكن الأمر غدا عاديًا حين تذكرَت إلى مَن يعود المنزل، إلى زاك المهووس جدًا بنظافة أي مكان قد يجلِس فيه!

«جـ..جيد، لا تزالينَ هنا.»

ظهرَ مرةً أخرى، بوجهٍ تبللَ أثر المياه وملابِسه قد نالَت قليلًا منها أيضًا، لم تكن قد اختفَت هيئته الثملة بعد، لكنه بدا أكثر وعيًا عن دقائق مضَت.

«لا تفزَعي مني، أنا حقًا لستُ بذلك السوء حينَ أثمل، لكن اليوم لم آكل شيئًا منذُ الصباح لِذا حـ..»

شعرَ أنه تحدثَ كثيرًا، أو أنه تحدثَ أكثر من اللازم بكثيرٍ، صمتَ دقيقة، وعادَ يتجه نحو حيثُ جلسَ قبل أن يعرف أنها خارج بابِه، رتبَ الأريكة ولملمَ بقايا عبوات الشراب، كانَ يُخفيها بسرعة قبل أن تُلاحظ هي وجودُها، لكنه لم يستطِع إخفاء ارتعاشِ يديه وتأخُّر نطقهِ لِلحروف،

لم تُحبذ الوقوف دونَ فعل شيءٍ يُذكر، امتدَت يدها لِتنظيف المكان بِرفقته، ولو أنه لم يكن حقًا بِذلك الإهمال، انتبهَ لِما فعلته، وعكس عادتِه حينَ يفعل أي أحد شيءٍ ما له في منزله، لم يمنعَها، لأنه أرادَ أن يحظى بِرفقتها بذكرياتٍ؛ حتى لو أنه بالفعل قد ينساها ما إن يستيقظ في الغد.

«أأنتَ بِخير؟»

«كليًا، أتريـدينَ أكلَ شيءٍ ما؟»

نفَت بِهدوء بينما لم تُبارح مكانَها منذُ دخلت، رمش بِبطئ وأزاحَ جسده تاركًا لها مكانًا فارغًا بِجانبه، ربتَ على الأريكة بِلطف كما لو أنها تشعُر، وقالَ لها

«هل سَتبقينَ واقفةً؟»

«لا أزالُ أريد أن أرحل.»

«حتى بعد إخباري لكِ أن اليوم عيد ميلادي؟ مِن أين لكِ بِتلك القسوة؟»

«لم أقصد، لكن، يُمكننا الاحتفال غدًا.»

«لم أراكِ منذُ أسبوع، إن كنتِ لم تشتاقي لي، فقد فعلتُ أنا بدلًا عنكِ.»

Innocent Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن