كانَ يومًا مُرهقًا، ذهبَ إلى عملِه ولم يعُد إلى المنزِل سوى في السابِعة مساءً وقد سيطرَ الإرهاق عليه، جلسَ ثوانٍ على أريكتِه يحاول تذكُّـر كيفَ كانَ يعرِف الوقت في نيويورك،
لقد كانَت ست ساعات، إذن هي الآن الواحِدة بعدَ مُنتصف الليل تقريبًا، لم يُحادثها رُغم علمِه أنَّـها سـتكون مُستيقظة، كانَ يُريد إثبات أنَّ حياتَه كانَت لـتكون عادية بدونِها، بِدون مُحادثتها كل يوم عدة ساعات.
خرجَ بعدَ أن تناولَ غداءَه، مُقابلة بعض الأصدقاء هي الطريقة الأكثر من مُناسِبة لعدم التفكير بها، هاتفَ أحد أصدقائه فأخبرَه بـمكان التجمُّع، والذي لم يكُن بعيدًا جدًا عن منزلِه.
«ها هو، لقد جاء.»
تعجَّب ليون كونَ صديقـه لم يُخبره بـوجود أشخاصٍ آخرين لكنَّـه جلسَ على أية حال،
كانَ يُفكر بها واحتمالات ما يُمكن أن تكون على وشكِ فعلِه الآن تتراقَص بـعقله، ولِلحظة تمنَّى لو أنَّـها تجلِس معه الآن، يتحدثان في مواضيعٍ وجودية كالعادة،
تطرَح عليه أسئلة كـ 'لِمَ على الإنسان أن يمتلِك خمسة أصابِع وليسَ أربعة؟' ويُحاول هو شرح آخر ما قرأه لها، أو يطرَح عليها أن تقرأ كتابًا لكنَّـها تُجيبه أنَّـها تُفضل الموت على أن تفعَل!
ابتسمَ باتساعٍ ولاحظَ مُعظم الحضور ذلك، فانتبَه مُعتذرًا واستقامَ مُغادرًا، لم تكن التجمُّعات يومًا تُلائـمه!
«انتظِر، أينَ تذهَب؟»
«إلى المنزِل، لـنتقابَل يومًا آخر نكون وحدَنا!»
«أتريد اخباري شيئًا ما؟»
«أجل.»
يُريد اخبارَه عنها، بما أن چوني هو الصديق الوحيد له، وهو أيضًا يعمَل بنفس المكان معه، أومأَ مُتفهمًا وأردفَ
«سـأهاتفكَ، أو سآتي عندكَ غدًا»
«حسنًا»
كانَ يُغادر إلا أنَّـه توقفَ فجأةً، قررَ سؤالَه عنها، ولم يحكِ له عن الطـرود الغريبة التي تصلـه
«كيفَ هي؟»
بدا وأن چوني تفاجأ ولكنَّـه أجابَ
«بِخير، أو هذا ما نظنـه، لِمَ تسأل؟ لم تفعَل منذُ سنوات»
«لا شيء، تذكرتُها فجأة»
لم يقتنِع چوني، ولم يُرد أن يُطيل الأمر أكثر من ذلك، فـودَّع صديقَه ووقفَ حتى تأكدَت له مُغادرتُه ورحلَ هو الآخر،
أنت تقرأ
Innocent Love
Romanceكانَ بإمكان كل ذلك أن ينتهي منذُ سنوات. كانَ بإمكانكِ أن تظلي فتاة نيويورك ذات الابتسامة اللطيفة، أن تظلي فتاة الثامنة عشر التي عرفتُها ولم أحظى معها بكوب واحد من القهوة أعدّه لها بكامل قلبي. أن تكوني الخيال الذي لا يسعني حتى تخيّله. لكنكِ عدتِ، عدت...