أحيانًا كثيرة يجب علينا التنازُل عن بعضِ مبادئنا حينَ نكتشف أخيرًا أنَّها لم تكُن صحيحةً كما اعتقدنا، يُصبح الأمر لا يُحتمل حينَ نجد أنه وبِسبب مبادئنا المزعومة كنا على وشكِ فقدان شخصٍ اتضحَ أنَّه مهم.
كانَ لا بد أن يخسَر ليون شيئًا من كبريائه أمام صديقِه، فكانَ أول ما فعلَه صباحًا أن اتجهَ إلى منزل چو، كانَ يحفظ مكانَه عن ظهر قلب؛ فمراتٍ كثيرة قام بإيصالِه إلى حيثُ يقف الآن حينَ يثمَل چو فجأةً في منزلِه.
تملَّـكه توترٌ رهيب، ارتعشَت يده لِخوفه ألَّا يستقبلَه چو، ضغطَ مرةً واحدة على الجرس وانتظرَ أن يفتَح له.
بينمَا ينتظِر جالَت جملتُها الأخيرة في عقلِه. "يجب عليكَ أن تحظى بصديقٍ واحد حقيقي"، كانَت جملتُها بِرغم صدقِها التام ذات أثرٍ مؤلِم لقلبِه؛ فـمهما حاولَ جاهدًا لن يكون صديقًا حقيقيًا لها!
لكن كل هذا تلاشى ما إن سمعَ صوت چو
«ما الذي أتى بكَ هنا؟»
«جئت.»
نظرَ له مرةً أخيرة سريعة، وبقدرِ سرعتها استطاعَ ملاحظة أن وجهَه مليئًا بخدوشٍ طفيفة، دخلَ چو تاركًا الباب مفتوحًا. لم تكن تِلك سوى علامةً أن يدخل ويُغلق الباب خلفَه.
«حقيقةً أنا مُمتن لِتذكركَ أينَ هو منزلي..»
«لا أعرف أحدًا غيرَك لِذا من الطبيعي أن أفعل.»
«ألا يُمكنكَ فقط أن ترد ردًا مُناسبًا؟»
«ظننتُ أنني فعلت!»
«لا، لم تفعَل!!»
سكتَ چو قليلًا قبل أن يتجه نحو مطبخِه وعادَ بعد لحظات حاملًا بيدِه مُعقمًا ما ولاصقًا للجروح، أردفَ غاضبًا بينما يذهب لِجلب بعض القطن
«يجب عليكَ قول أنكَ نادِم، أنكَ لستَ فقط تتذكر مكان منزلي لأنني صديقُك الوحيد بل لأن بِرغم كل الأماكن التي تعرفها هذا هو مكانك المُفضل، وأنك برغم كل مَن هم حولكَ أنا المُميز بينَهم!!»
دفعَه لِيسقط على كرسي وراءه وبدأ يُطهر جروحه هامسًا
«يجب عليك قول الكثير من الأشياء ليون، وليس فقط هذا»
لم يكن يفهَم ما يحدُث، ما يحدُث هو أن شخصًا غاضبًا جدًا لم يلبَث أن وبخَه توبيخًا حادًا يُداوي جروحَ وجهِه!
«أنا آسف لأنني لستُ صديقًا جيدًا، چو! آسف لأنني لستُ ذلك الصديق الذي تمنيتَه.»
توقفَ چو عن تضميد الجروح التي ملأت وجهَه، بدا وكأنه مصدومًا؛ فهذا هو ليون؛ أكثر ثلاجات الأيس كريم برودًا!
أنت تقرأ
Innocent Love
Romanceكانَ بإمكان كل ذلك أن ينتهي منذُ سنوات. كانَ بإمكانكِ أن تظلي فتاة نيويورك ذات الابتسامة اللطيفة، أن تظلي فتاة الثامنة عشر التي عرفتُها ولم أحظى معها بكوب واحد من القهوة أعدّه لها بكامل قلبي. أن تكوني الخيال الذي لا يسعني حتى تخيّله. لكنكِ عدتِ، عدت...