الحديث الثامن

181 18 82
                                    

Baboon48

- الاسم اللي تحبي تتعرفي بيه؟

- في الواقع هنالك الكثير من الألقاب التي تطلق عليّ هذه الأيّام مثل: هتلر، روريتا، راما وبابون وإن أكملت التعداد فستطول القائمة حتمًا، ما أريد إيصالهُ الآن هو أن الأسماء لا تهم ولا تفسد للود قضية تمامًا كما الرأي؛ لذلك لا أمانع بأن أعرف بإسمي الحقيقي "راما" أم حتى الوهمي الجديد "بابون" أو أيًّا كان فالأعمال هي من تنطق باسم صاحبها.

- بما ان العمر مجرد رقم، هل تفوقتي على عمرك ؟

- اممممم سؤال لطيف، إجابة هذا السؤال تختلف من شخصٍ لآخر لكن بالنسبةِ لي فسأجيب بكلّ صدقٍ وشفافية قائلةً لا، فكلُّ الأمور التي أنجزتها حتى الآن لا تعد بالشيء الكبير وأظن بأنّ أي شخص بعمري الذي لم أتفوق عليه بعد بإمكانه التفوق عليّ إن امتلك ذات الوقت والإمكانيات.

- رأيك في سوق الكتابة؟

- كأيّ سوقٍ آخر في هذه الحياة فيه ما هو جيد وما هو سيء.

- عقلية الكاتب في هبوط؟

- نوعًا ما نعم وبالطبع لا يمكنني الإجماع فلكل قاعدةٍ شواذ، عن نفسي هناك بعض العقليات التي أصادفها والتي أرغب بحرقها بوقود قذر بينما على الصعيد الآخر يوجد أخرى أرغب بتخبأتها مخافةَ أن تصطدم بتلك العقليات الشنيعة.

- الأدب متحرر ولا مش كل حاجه تتقال ؟

- السؤال الذي حير العلماء، الكُتّاب، القرّاء، جارتي أم علاء وصاحب البقالة بهاء - تأثير ما بعد منتصف الليل والإختبارات المريخية-.
حسنًا لن أتهربَ من الإجابة، كما أسلفت فكل ورأيهُ الخاصّ أما عن نفسي فأنا أرى بأن هنالك بعض الحدود التي لا يجب على الكاتب تخطيها أبدًا كتلك التي تتعلق بالأديان السماوية مثلًا، كما أرى بأن هنالك بعض القيود التي عليه أن لا يتحرر منها فبعض القوانين لم تُخلق لتخرق.

- تحول الأعمال الروائية إلى سينيمائية أثر بالسلب ولا الإيجاب؟

- أثر سلبًا وإيجابًا بذات الوقت، فأنا أعرف شخصًا يعرف شخصًا يعرف شخصًا أيًّا كان أصبح إنسانًا مولعًا بالقراءة لمجرد معرفته بأن مسلسلهُ المفضل ما هو إلا عملٌ روائي، وبما أنني بشرية لا تكفّ عن مشاهدة الأعمال السنمائية فسأخبركَ بأن بعض الأعمال الروائية ظُلمت عند عرضها في صالات السينما، منصات الأفلام وشاشات التلفاز حيث أنها تحولت من أعمال في قمة الجمال إلى أعمال في قمة السخافة؛ لكثرة تخلي طاقم العمل عن بعض أحداثها مقابل حشوها بمشاهد إباحية لا فائدة ترجى منها، والآن لا يسعنا سوى الدعاء بأن تتحول الأعمال الروائية إلى سينيمائية تليق بذوق وعين المشاهد فبعض الأعمال تستحق ومرّة أخرى أنا لا أعمم.

- ورقي ولا الكتروني؟

- راما القديمة سترشح الكتب الورقية بكل تأكيد أما الحالية فلا يهمها سوى أن تجد ما يستحق القراءة ولا يمكنني إنكار أن بعض الأعمال الإلكترونية تفوقت على بعض الأعمال الورقية وبجدارة.

- كاتب ورقي و إلكتروني يستحق نوبل.

- لستُ بهذه الكفأة التي تمنحني الأحقية لتصنيف الكُتّاب إلى يستحقون ولا يفعلون، كما أنني أسير معصوبةَ الأعين خلف مشاعري في كثيرٍ من الأحيان، وكإجابةٍ على هذا السؤال فسأقول غسان كنفاني بسلاسة كلماتهِ وواقعيتها وكيف أنّها تصفعني في كثير من الأحيان مانعةً إيّاي من النسيان، كنفاني يعني لي الكثير حقًا، أما عن الكُتاب الإلكترونين فحتى هذهِ اللحظة لم أجد من يستحق نيل جائزة نوبل؛ فنحن مجرد مراهقين يهربون من الواقع إلى المنصات الإلكترونية ولكن من يعلم لربما نجدهُ في المستقبل القريب وآمل هذا حقًا.

- الكتابة هواية ولا وظيفة ؟

- كلاهما، في البداية أعتقد بأنها هواية تنمو وتزدهر مع مرور الوقت والممارسة وبما أن هذه الهواية لا تؤذي أحدًا فما المانعُ من تحقيق النفع بواسطتها؟

- لازم كل حرف يكون بيحمل رسالة؟

- هذا ما أعتقدهُ أنا على الأقل وما أعمل عليه.

- مشاريعك القادمة ؟

- صراحةً هنالك فكرة ما تجول تلافيف عقلي كثيرًا هذه الأيام، ولكنني مترددة حيال كتابتها ونشرها وإن راود أحدٌ الفضول حول سبب ترددي فسأجيب بأنني لا أمتلك الشجاعةَ الكافية لنشر هكذا عمل قد يسببُ لي الكثير من الصداع.

- وعد للقراء؟

- ما لا يعلمهُ سوى متابعيّ الأوفياء هو أنني توقفتُ عن الكتابة  منذ فترةٍ لأسباب خاصّة تحدثتُ عنها مسبقًا في أحد كتبي، حتى أنني عزمتُ الأمر على أن أتوقف عن النشر بشكل نهائي، وقبل قرابة العشرة أيام كنتُ سأقوم بإلغاء نشر جميع أعمالي لكن تعليق جديد من قارئةٍ في غاية اللطف منعني عن الإتيان بهذا الفعل ودون أن تدري جعلتني أشعر بأنني كنت مُقدمةً على فعل مشين، وبعد بعد هذه الثرثرة الطويلة وعدي للقراء بأنني عائدة يوما ما وهذا قرارٌ مؤكد.
ملاحظة: تم حذف الأسباب منذ زمن.

- نصيحة للكتاب؟

- لن أخبرهم عن أهمية القراءة وممارسة الكتابة فقد تحدث الكثيرون عنها مسبقًا، لكن ما سأقوله هو اتقوا اللّٰه بأقلامكم واكتبوا ما يستحق الكتابة بعيدًا عن الأفكار الجنسية والهرطقة - واو هرطقة أشعر بأنني في فيلم الرسالة-

- استمتعي؟

- كثيرًا دون مبالغة، أتعلم كان عليّ إخباركَ منذ البداية بأنني كثيرة الكلام وآه لو تعلم كمية الجُمل التي حذفتها الآن؛ كي لا أطيل أكثر، المهم أنا غير مسؤولة عن أي أخطاء املائية فأنا ما بين النوم والصحوة في هذه اللحظات وفي النهاية عليّ شكركَ على هذه المقابلة اللطيفة فشكرًا من الصميم يا خالد

داخل عقل الكاتبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن