تَحْت ضَوْءِ الْقَمَرِ

1.2K 129 70
                                    



















-أخبرتك أنني لن أتأخر!

-لا يهُمني، سآتي معكِ.

-دُراكين، أنت تعلمُ أن هناك أماكنٌ لا يجوزُ أن تطلبُ مرافقة فتاة إليها..

-هاه!؟

بعد لّمِ شملهم مع دُراكين، إستأذنتهم سورا لتذهب وحدها لبعض الوقت، و لكن نَشب خلافُ بسيط حين أصّر نائب الزعيم -العنيد- على الذهاب معها.

-لا بأس، سورا-تشي يمكنكِ الذهاب، إن كين-تشين قلقٌ عليكِ وحسب.

تدخلُ مايكي كان في وقته، قبل أن يتفاقم الأمر بينهما، بيد أن دُراكين حَول إنفعالهُ نحو صديقه عوضاً عن ذلك.

-لستُ قلقاً عليها! كُف عن قول التفاهات.

تبادل مايكي النظرات المُتفهمة مع سورا، التي إبتسمت لهُ، و هَمَّت بالمُغادرة مؤكدةً على أنها ستعودُ في الحال.





------------------





لم تستغرق زيارتُها لدورة المياه أكثر من خمس دقائق، و حين كانت توشكُ على المغادرة وهي تُجفف يديها بمنديلها القُماشي، خُيل إليها وجودُ صَخَبٍ يأتي من الجانب الآخر للجدار، تحديداً، خلف مبنى المرافق.

كان من شأنها أن تتجاهل الأمر و لكن صوتُ إرتطام شيء بالجدار تبعتهُ صرخة ألم مكتومة، جعل سورا تبادرُ بنقل خطواتٍ مُتسارعة حول المبنى، يدفعها حدسها المُرهف و بعضٌ من الفضول.

شهقةٌ تعجبٍ خافتة صدرت عنها لهولِ ما رأت. هناك، قريباً من الجدار الملاصق للمبنى، تجمهر عددٌ من الفِتية مُشكلين نصف دائرة حول فتى آخر ضئيل الجسم مُرتعد الأطراف، يبدو أصغر سناً من البقية، يسندُ ظهرهُ للجدار بوَهَن، و يبدو بوضوحٍ في وضعٍ مُزري تحت الإضاءة الخافتة الصادرة عن مصباح الشارع.

إحتاجت ثوانٍ قليلة لتفهم الوضع، فذلك الولدُ يتعرضُ للتنمر من قِبل من يفوقونهُ عدداً و قوة، الأمرُ البغيضُ ذاتهُ، الذي إعتادت مُصادفتهُ بين الحين و الآخر.

تصرفها أيضاً لا يختلفُ في كل مرة.

في اللحظة التي رفع أحدُ المتنمرين قبضتهُ ناحية الفتى الذي وضع ذراعيه أمام وجهه بذعر، و تعالت أصواتُ البقية مُشجعة، تدخلت هي لتجذب إنتباههم إليها بنبرة صارمة مُستاءة:

-مهلاً!

إلتفت الجميعُ ناحيتها، نظراتُ الإستنكار و عدم التصديق تطغى عن ملامحهم القاسية.

-لا أنصحكم بالإستمرار، فقد إستدعيتُ رجال الأمن.

-هاه...؟

أنزل الذي بدا واضحاً أنه قائدهم قبضته، و حملق فيها بعينين مُتوعدتين، دَس يديه داخل جيوب بنطاله و إلتفت ناحيتها، ليصيح بصوتٍ غليظ:

سَمَاءٌ بِلَوْنِ الصَّيْفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن